29 أكتوبر 2025
تسجيلهنا نحن في أسبوع انطلاق الثورة السورية بعد عامها الرابع ودخولها العام الخامس بين قائل: إنها بدأت قبل 15 مارس 2011 م وقائل: إن البداية كانت في 18 مارس 2011م. وقد ذكرنا الكثير عن مجرياتها في مقالاتنا السابقة وإن كنا تؤكد اليوم في ذكراها الرابعة أنها كانت وما زالت ثورة يتيمة مغدورة لكنها – ولا شك – كانت فاضحة لكل من هب يتستر باسم الدين والأخلاق وانكشف اليوم على حقيقته سواء بدأنا بالصهاينة العدو المحوري لنا جميعا أو إيران العدو الأول في حقده الطائفي والعمل على التوسع خارج الحدود شأن الصهاينة تماما. وكيف لا ونقاط التشابه بينهما أكثر من أن يحصرها مقال. ثم لا ننسى المدير التنفيذي لهاتين الدولتين بشار مع دعم الروس واشتراكهم في الجريمة وكذلك أمريكا والعديد من دول الغرب والشرق. وكل ذلك حتى لا تقوم دولة المواطنة والقانون ومحضن العروبة والإسلام في حريتها وكرامتها فهذا ما يضيرهم جميعا لأنهم لا يبتغون أي ديمقراطية وحقوق إنسان إلا لبلادهم وحسب قياسهم. أما غيرهم فليذهبوا إلى الجحيم. فالأعداء فقدوا القيم والأخلاق وحتى أي شعور إنساني.إني لأكتب هذا المقال وأمامي الخبر الذي يقول: وصلت عبر التسريبات الممولة خمسة وخمسون ألف صورة لضحايا قضوا في سجون اللانظام الأسدي تحت التعذيب. وحتى طبق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان: قضى حوالي ثلاثة عشر ألفا فهذا أمر مهول. ولكن العجب يزول عند ما ندرك أن عدد المعتقلين قد زاد عن خمسمائة ألف معتقل عدا المفقودين الذين يعدون بعشرات الآلاف. وأكتب هذا المقال وأنا أشاهد سبع عشرة غارة جوية لقصف حي جوبر بدمشق ويقوم السفاح بمائة وثلاث وخمسين غارة يوم الجمعة الماضي فقط ويذهب مئات الشهداء والجرحى ضحايا عداد الموت المتكرر في جميع أرجاء سورية.... إلا أننا نلقي شيئا من الضوء على التأثير الطائفي الديني المذهبي وذلك بعدم التفكير بالذات السورية أبداً مهما بلغت والرضى بالتبعية الكاملة لملالي إيران الذين وعدوا الأسد الابن أنهم وحدهم الذين سينقذونه من هذه المعضلة مع الشعب السوري ويخمدوا هذه الثورة على غرار ما فعلوا بالثورة الخضراء في إيران. ولذلك لم يفتأوا يتحركون مدنيا في بداية الثورة السلمية ويلتقون بالمعارضة المخلصة لوطنها ويقولون بالحرف الواحد- كما جرى في تركيا-: إننا نحن الإيرانيين نستطيع أن نفعل لكم كل شيء لكن بالنسبة للأسد فهو خط أحمر طبعاً لأنهم يوقنون أنه تابع لهم حقيقة وسيعمل على نشر التشيع في سورية.... ثم لما تعسكرت الثورة – مضطرة – وقد خطط لها من قبل الشيعة وأمريكا وإسرائيل وروسيا أن تتعسكر ليتخذ اللانظام سندا له أنه يواجه مسلحيين وليس سلميين قضى الثوار على كل الحسينيات التي انشئت سابقا ثم استمر الصراع المسلح ولا يزال وقتل عشرات الآلاف من العصابة والشبيحة الأسدية والمئات من الضباط والجنود الإيرانيين حتى قالوا: إن دمنا قد اختلط مع الدماء السورية على الأرض ورفعوا شعارات وهتافات يالعلي يا للحسين. يا لزينب......؟ وعرف المدير التنفيذي لأعمالهم بشار أنه لولاهم لطار منذ وقت بعيد وأصبح لهم طغيان ممتد وشكيمة فكان لابد أن يرضيهم فأصدر مرسوما رئاسيا على موقع شيعة أون لاين: إلى وزارة التعليم العالي بضرورة تدريس المذهب الشيعي الأثني عشري. وإلغاء مقالات علماء السنة من المناهج والتبشير بإعلان افتتاح مدرسة شيعية بدمشق تحت اسم: الرسول الأعظم. وهذا الشعار استغلالي تماما – وفي موقع شيعة نيوز: تم افتتاح أول مدرسة شيعية في جبلة باسم رأس العين وكذلك أنشطة إيرانية في المناطق التي نقع تحت اللانظام لتوزيع الأغذية. وكذلك تقديم المنح الدراسية للطلاب كي يدرسوا في إيران. وهكذا تأتي هذه الأيام ويتشدق وكيل خارجية إيران عبداللهيان أن معونتنا للنظام السوري إنما تصب في أهداف الثورة الإيرانية ولولانا لسقطت دمشق. ويأتي مستشار روحاني رئيس إيران (علي يونسي) ليؤكد أن بغداد أضحت عاصمة إيران!! ويأتي نائب رئيس الحرس الثوري قاسم سليمان الذي يعتبر الحاكم الحقيقي لسورية المحتلة من قبل إيران اليوم ليقول: لم نكن نتوقع أن الثورة الإسلامية ستبلغ خارج حدودنا هذا المستوى. وغيرهذا كثير كالذي قاله آية الله جنتي: إن سورية هي المحافظة الإيرانية الخامسة والثلاثون. لقد سخروا جميع قنواتهم الطائفية لتسخر من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى بلغ القول بأحد أبا لستهم: إن كلب شارون أفضل منهما؟!....... وقد نسي هؤلاء الموتورون ما حل بأسلافهم الباطنيين القدامي كالقرامطة الذين قتلوا الحجيج ومنعوا الحج عشرين عاما ولم يستطع المسلمون السنة استعادة الحجر الأسود بعد أن خطفوه إلا بعد عقدين من الزمن ثم أصبح هؤلاء الغلاة دنسا في التاريخ ولم تعد تقوم لهم قائمة إنهم يريدون من جديد أن يقولوا رجعنا امبراطورية فارسية كما كنا. ولا والله إن هذا لهوالايقاظ المنبه للأمة ولن يفلح المجوس أبداً هل تراهم في سورية والعراق بل واليمن استهدفوا شيعيا واحدا. لا فقط أهل السنة الذين أصيبوا بالذل في كراماتهم إلا من قاتل هؤلاء الأشرار لقد ذكر الدكتور صالح القلاب وزير الإعلام الأردني الأسبق أن إيران أشد خطرا من داعش بألف مرة. وهذا دقيق وصحيح. سيما إذا تنازلوا في الملف الإيراني من أجل كسب سورية لهم لا سمح الله.وإن من لب عقيدتهم أنه لا بد أن تكون دمشق والشام بيدهم ثأرا من الأمويين وبغداد ثأرا من العباسيين ولذا فإنهم عملوا من السابق مع أميركا وفرنسا ومنذ أتوا بالخميني على ذلك. وأكدوا أنه لابد من نشر الفساد بجميع صوره فالمهدي القائم لا يخرج بغير ذلك كي يملأ الأرض عدلا ففعلوا ذلك تماما في العراق. ويقولون: إن القائم - عجل الله فرجه -! سوف يحكم بحكم آل داود وسليمان وليس بالقرآن الذي نزل على العرب والمسلمين. بل هم يثخنون في دمائهم وكأن القائم ليس عربيا! وإن إسرائيل تحكم بحكم آل داود كما يقولون وإن الأئمة لديهم اثنا عشر وكذلك أسباط بني إسرائيل أثنا عشر ويكرهون الملك جبريل كما يكرهه اليهود لأنه خان الأمانة فأوصل الرسالة إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم لا إلى علي رضي الله عنه. ومن هنا يدفعون المليارات والتي هي ميزانية رئيس الحرس الثوري كما تدفع إسرائيل وأمريكا من أجل أن لا يكون البديل إسلاميا سنيا. ويقولون: لابد لتحقيق أغراضهم من حرب عالمية ثالثة والتحكم بدول العالم من جديد كما ذكر الماسوني الجنرال الأمريكي المتقاعد منذ عامي 1859-1871 والنافخ بالتعاون في هذا كله اليهود انظر للاستنارة فيما سقناه كتابي: "لله ثم للتاريخ " لكبير عالم التجف حسين الموسوي الذي تأمر الشيعة عليه بعد ذلك ص 102- 103 والمسيطرون للأستاذ علاء حلبي 247 – 248. وهكذا فلا عليكم ياعرب. ويا مسلمون إلا أن تتنبهوا الساعة الصفر وتشمروا عن ساعد الجد والجهاد بكل معانيه إلى أن يخسأ اليهود وشركاؤهم الروافض والأمريكان والروس وأذنابهم وما ذلك على الله بعزيز والحق لابد غالب طال الزمن أم قصر بعون الله تعالى.