13 سبتمبر 2025

تسجيل

تأملوا ..!

16 مارس 2015

* نقرأ أحياناً ما يشعرنا بصدمة.. أو بجفاف الإنسانية، أو بضياع المروءة والوفاء، فيجفل القلب، وتدمع العين، وتئن الروح، وما أبشع الوفاء إذا قُتل!تزوج، رفضت زوجته أن تسكن أمه معهم، فذهب الولد بأمه إلى دار العجزة، مرت ثلاث سنوات ما مر عليها، ولا رأته فيها عيناها!! من قلب الحزن الذي سكنها كتبت أبياتاً في ورقة، وأعطتها لطبيب يرعاها بالمستشفى، واستأمنته بألا يسلم الورقة لابنها إلا بعد وفاتها، فلما حضر ابنها ليتسلم جثتها من المستشفى لدفنها سلمه الطبيب وصية أمه المكتوبة ليقرأ:يا سندي قلبي على النوم يطريكهذي ثلاث سنين والعين تبكيكتذكر حياتي يوم أشيلك وأداريكترقد على صوتي وحضني يدفيكوليا مرضت اسهر بقربك وأداريكلكن خسارة بعتني ليش وشفيكأنا أدري إنها قاسية ما تخليكخليتني وسط المصحة وأنا أرجيكيا ليتني خدامه بين أياديكمشكور يا وليدي وتشكر مساعيكمحمد يا محمد أمك توصيكأوصيت دكتور المصحة يعطيك رسالتيوإن مت لا تبخل علي بدعاويكوامطر تراب القبر بدموع عينيك ما غبت عن عيني وطيفك سمايا ما شفت زولك زاير يا ضناياوالاعبك دايم وتمشي وراياما غيرك أحد ساكنن في حشاياما ذوق طعم النوم صبح ومساياواخلصت للزوجه وأنا لي شقاياقالت عجوزك ما أبيها معاياهذا جزاء المعروف وهذا جزايامن شان أشوفك كل يوم برضاياوادعي لكم دايم بدرب الهداياأخاف ما تلحق تشوف الوصايارسالتي وحروفها من بكاياأطلب لي الغفران وهذا رجاياما عاد ينفعك الندم والنعايا هذه صورة نازفة لدم القلب، لجروح الروح، من أم عاشت الاغتراب، وقسوة الوحدة، ومرارة الإهمال، والعقوق، بل والموت وهي تتنفس بعد، لا.. ليس الأمر كلام جرايد، ولا حواديت، ولا تسالي كتابة، هذه الأم بكل آلامها وأحزانها نموذج للأسف يتكرر، راجعوا مستشفيات العجزة إن شئتم! وهذه الحكاية الدامية أهديها بمناسبة ما يقولون عنه (عيد الأم) لكل من أدمى أمه بنصل العقوق عله، وعله، وعله. * * * طبقات فوق الهمس* رجل عجوز، بسيط، أمي ذهب إلى محل لتصليح الهواتف ليكتشف الخلل في هاتفه، أخبروه بأن هاتفه سليم لا خلل فيه، فقال بحزن: إذن لماذا لم يتصل بي أحد من أولادي؟ أين أنتم يا أولاده؟؟* قالت له أمه: ليتك تعلم أن المكالمة التي لا تجيب عليها وأنا في قمة احتياجي لك، لن ينفعني بعدها ألف اتصال.* لما مرض لم يجد غيرها تعطيه قطعة من جسدها ليعيش، لم تفكر لحظة.* أشياء لا تشترى.. أولاد أوفياء.* افعل ما شئت.. الطبق يدور مرتين.. ما قدمته اليوم سيقدمه أولادك لك غداً، كله سلف ودين.* لم أر في حياتي إنساناً موفقاً، ناجحاً، محبوباً إلا وكان له من بر والديه نصيب.* البعض غير متأكد من أنه يمكن أن يرحل في أي لحظة، وعدم التأكد هذا يعوقه عن مراقبة كل ما يصدر منه، والبعض موقن بأنه (لسه بدري عليه.. لسه صغير.. فين ليجيه الدور) وهذا يمكن أن يرتكب ما يشيب له الولدان من صنوف الظلم! معذور.. لسه بدري!!* نعم كل شيء يمر، يمضي، لكن بعض المواقف، الكلمات، تأبى المرور دون علامات.. دون ندبات، انظروا في قلوب الناس لو استطعتم لتروا آثار الجراح أوشاما دامية!* قد يهزمك الألم فتحتاج لمن يسمعك عله يكون بلسماً، لكن نصيحة وأجري على الله لا تكثروا من الفضفضة إذ لا تدرون متى يخون المنصتون!* أحلى ما قرأت أمس.. إلهي قلت لك إني أتألم.. فقلت لا تقنطوا من رحمة الله.. قلت ليس عندي أحد.. فقلت نحن أقرب من حبل الوريد.. قلت لا تنساني.. قلت وما كان ربك نسيا.. قلت اعطني أملاً يا حبيبي.. قلت إن مع العسر يسرا.. قلت كيف لآمالي أن تتحقق.. فقلت ادعوني أستجب لكم.. سبحانك ما أكرمك.* بعد التجارب، والمواقف، والحكايات، وتعامل الناس مع الناس ثبت أن العطاء دون طلب يكون أعظم وأنبل، والصداقة دون مصالح تكون أصدق وأدوم.* من الثوابت المجربة تعلم ألا تثق فيمن يحدثك عن الناس.. لأنه دون شك سيحدث الناس عنك.* هل سمعتم بالرجل الذي ترك كلبه ليحرس ابنه الرضيع وذهب للصيد، عندما عاد وجد الكلب ينبح أمام البيت وقد تلطخت أنيابه بالدماء، فرفع بندقيته عليه وأزهق روحه بطلقة، ثم دخل مسرعاً ليرى بقايا طفله، وإذ به يرى ذئباً غريقاً في دمه والطفل سالماً لم يمسه سوء! تخيلوا الشعور بالذنب، نحن أيضا نفعل ذلك!!* خلق الله الناس من ماء وطين، بعضهم غلب ماؤه طينه فصار نهراً، وبعضهم غلب طينه ماءه فصار حجراً، سبحان الله وهكذا البشر.* يقول الإمام علي: لو كنت اعلم يا زمن ما كان يخفيه البشر.. لنزعت قلبي بيدي وزرعت قلباً من حجر.* إنسانيتك الضافية، ورحيق ذكرك العطر عمر ثان.