19 سبتمبر 2025

تسجيل

يحدث في كتارا

16 مارس 2014

أسئلة عديدة تدور في أذهان معظم مرتادي الحي الثقافي كتارا، هذا المعلم البارز الذي يقدم للعالم صورة حضارية مميزة لقطر الثقافة وقطر الرياضة وقطر بمختلف نواحي النهضة والتطور، ويتسابق الناس بكل فئاتهم إلى قضاء أجمل أوقاتهم فيه، كتارا المكان الذي كان حلما يراود كل المهتمين بالثقافة إلى أن أصبح متجسدا على أرض الواقع، المكان الذي لا ينقصه شيء من الاهتمام وتوفير الإمكانات والمرافق، إضافة إلى أنه وجهة ثقافية مهمة تعكس ثقافة البلد واهتمامه بالثقافات الأخرى المتنوعة، حيث إن المكان مزيج رائع لثقافات الشعوب بصورة راقية لا يخدش رقيها سوى هذه الأسئلة. لماذا يا ترى تحول هذا المكان إلى حلبة استعراض للسيارات وليته كان استعراضا راقيا، بل استعراض مزعج وخادش لحياء المكان الذي من المفروض أنه يستضيف النخبة المثقفة، والزائر العادي عليه، إن لم يكن مثقفا، أن يستلهم من ثقافة ورقي المكان. يشهد هذا المكان تطورا مدهشا ورائعا من كل النواحي، إلا هذه الناحية التي قد تشوه صورة المكان وتدمر مساعي المهتمين به والقائمين على تطويره بصورة تليق بثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا. ترى لماذا لا تجد تلك الفئة المستهترة من يردعها ويضبط مرورها في هذا المكان وتتحكم في تصرفاتها الصبيانية غير الحضارية، حيث الأحاديث الطويلة بين سيارتين متجاورتين تعطلان طابورا من السيارات في انتظار إنهاء حديثهم المهم وسيرهم الأقل من بطيء وبشكل مستفز، ترى أين الصعوبة في منع هؤلاء من افتعال المشاهد المستفزة المزعجة، من إطلاق الضحكات العالية، إلى رفع صوت الأغاني وإزعاج العائلات، هي تصرفات تنم عن استهتار وعدم إحساس بالمسؤولية، وحتى لا يتطور الأمر أكثر من ذلك أطالب الجهات المعنية بالتعامل بحزم مع كل من لا يحترم تواجده وتواجد الآخرين في هذا المشروع الثقافي الجميل الذي يضم أروع الوجهات الثقافية والترفيهية، فالذي لا يستطيع أن يرتقي إلى مفهوم الثقافة الإنسانية فمن الأفضل ألا يدخل أو يتم استبعاده كي لا يتسبب بتشويه الصورة الجميلة التي نتكاتف دوما للحفاظ عليها في الحي الثقافي كتارا.