14 سبتمبر 2025

تسجيل

الخدم يربون أطفالنا!

16 مارس 2005

من يذهب إلى أماكن الترفيه الخاصة بالأطفال يرى العجب العجاب، ليس فيما يتعلق بالألعاب الموجودة وعملية «سلب الجيوب» للأطفال والآباء، واستغلال محدودية الأماكن المحددة الخاصة بترفيه الأطفال، وفرض رسوم عالية لقضاء دقائق في ألعاب محدودة، هذا جانب لا أريد الآن الحديث عنه. ما أريد الإشارة إليه فيما يتعلق بالأطفال ظاهرة آخذة بالانتشار، وتتمثل بقيام الخادمات باصطحاب الأطفال إلى أماكن الألعاب والترفيه، دون مرافقة الآباء والأمهات، مما يشكل خطراً على هذه الناشئة، التي تلتفت يميناً وشمالاً فلا تجد إلا امرأة «خادمة» آسيوية تصاحبه وتلاعبه وتأخذه إلى كل مكان، فأين الآباء والأمهات عن هذه القضية؟ هل يعقل أن هؤلاء ليس لديهم الوقت لاصطحاب أبنائهم ولو لساعة واحدة معاً لأماكن الترفيه؟ ولماذا نستكثر على أطفالنا قضاء لحظات جميلة معنا؟ لماذا نركن في كل شيء على الخادمة والسائق دون أن يكون لنا دور مع أطفالنا في الحياة العامة؟ لماذا نلوم أطفالنا إذا ما أتوا بسلوك سيئ قد يكونون قد اكتسبوه من الخادمة أو السائق؟ نحن تركنا زمام التربية للخادمة، التي تحمل مفاهيم وثقافات وقيما مختلفة عن مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، والأدهى من ذلك قد تكون مختلفة عن ديننا الإسلامي، فهناك الكثير من الخادمات غير المسلمات، وتترك المرأة «الأم» لهذه الخادمة كل ما يتعلق بشؤون الطفل، مما يعزز ارتباطه بهذه الخادمة، وابتعاده تدريجيا عن الأم، حتى يصل إلى مرحلة الاستغناء عن أمه، لكن لا يستطيع الاستغناء أو ترك الخادمة، وهو أمر حقيقي تشهد عليه وقائع عدة في المجتمع. للأسف الشديد هناك إهمال كبير من العديد من الآباء والأمهات تجاه أبنائهم، وهي قضية يعتقد البعض أنها سهلة أو هينة، وان الأمر ما هو إلا قضاء فترة ترفيهية ينشغل بها الأطفال بالألعاب، ولن يشعروا بغياب والديهم، وهذا أمر خاطئ، فغياب الأب والأم معاً عن اصطحاب أبنائهما يترك فراغا كبيرا في حياتهم، تشغله الخادمة، ويشغله السائق، فالطفل إذا ما أراد ركوب لعبة ما، أو أراد شراء حلويات، أو رغب بالتنقل بين لعبة وأخرى، إلى من سيلجأ، بالتأكيد ليس أمامه إلا هذه الخادمة، فسيلجأ لها، وقد يترجاها ويبكي أمامها من أجل ان تقوم بإدخاله إلى لعبة ما، وقد يصل الأمر إلى القيام بضربه إذا ما أصر على لعبة أو أراد شيئا ما، وهي لديها اهتمامات أخرى، أو غير راغبة بمواصلة اللعب أو إدخاله في لعبات أخرى، وقد تتركه طوال فترة الترفيه يسرح ويمرح دون أن تسأل عنه، إلا حين يقترب موعد العودة للمنزل. هناك أسر تظلم أبناءها عن غير قصد، على الرغم من أنها لا تقصر مع أطفالها فيما يتعلق بتوفير المتطلبات المادية، وتوفير سبل الترفيه، واغداق المال عليهم، وجلب الألعاب إليهم، ولكن لا تقدم على مجالسة أبنائها، وتعتذر في كل مرة بحجم الانشغالات التي هي بصددها، وتعتقد انها إذا ما قامت بتوفير متطلبات الحياة المادية، فإنها بذلك تكون قد قامت بمسؤولياتها تجاه أبــــنائها، وهذا خــــطأ كبير نرتكبه تجاه أبنائنا وأطفالنا، فالأطفال ليسوا بحاجة دائما إلى الأمور المادية، بل على العكـــس، رب كلــــــــمة أو جلسة أو مشــــــاركة في حوار مع طفلك أفضل عشرات المرات من توفير لعــبة مادية واحدة، فهل نعي ذلك؟