12 سبتمبر 2025
تسجيلبينما كان أحد رجال الأعمال سائرا بسيارته الجاكوار الجديدة، في أحد الشوارع، ضُرِبت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن، نزل ذلك الرجل من السيارة بسرعة، ليرى الضرر الذي لحق بسيارته، ومن هو الذي فعل ذلك وإذ به يرى ولدا يقف في زاوية الشارع، وتبدو عليه علامات الخوف والقلق، اقترب الرجل من ذلك الولد، وهو يشتعل غضبا لإصابة سيارته بالحجر الكبير، فقبض عليه دافعا إياه إلى الحائط وهو يقول له، يا لك من ولد جاهل، لماذا ضربت هذه السيارة الجديدة بالحجر، إن عملك هذا سيكلفك أنت وأبوك مبلغا كبيرا من المال، ابتدأت الدموع تنهمر من عيني ذلك الولد وهو يقول: ‹أنا متأسف جدا يا سيد› لكنني لم أدرِ ما العمل، لقد أصبح لي فترة طويلة من الزمن، وأنا أحاول لفت انتباه أي شخص كان، لكن لم يقف أحد لمساعدتي، ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذ بولد مرمي على الأرض، ثم تابع كلامه قائلا: إن الولد الذي تراه على الأرض هو أخي، فهو لا يستطيع المشي بتاتا، إذ هو مشلول بكامله، وبينما كنت أسير معه، وهو جالس على كرسي المقعدين، اختل توازن الكرسي، وإذ به يهوى في هذه الحفرة، وأنا صغير، ليس بمقدوري أن أرفعه، مع أنني حاولت كثيرا: ‹أتوسل لديك يا سيد›، هل لك أن تساعدني على رفعه، لقد أصبح له فترة من الزمن هكذا، وهو خائف جداً. واستطرد قائلاً: «ثم بعد ذلك تفعل ما تراه مناسبا، بسبب ضربي سيارتك الجديدة بالحجر»، لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه، وغص حلقه، فرفع ذلك الولد المشلول من الحفرة وأجلسه على ذلك الكرسي، ثم أخذ محرمة من جيبه، وابتدأ يضمد بها الجروح، التي أصيب بها الولد المشلول، من جراء سقطته في الحفرة بعد انتهائه، سأله الولد: والآن، ماذا ستفعل بي من أجل السيارة؟ أجابه الرجل لا شيء يا بني لا تأسف على السيارة، لم يشأ ذلك الرجل أن يصلح سيارته الجديدة، مبقيا تلك الضربة تذكارا عسى ألا يضطر شخص آخر أن يرميه بحجر لكي يلفت انتباهه لكي يقف ويساعد المحتاج. خاطرة،،، نحن نعيش في دوامة الحياة والتي تدور بنا إلى حد تجعلنا غير مدركين لما يدور حولنا من مصائب، من كوارث، من هم ومشاكل، لكي نعود إلى رشدنا وإلى فطرتنا بالإيمان بالله عز وجل والرضا بالقدر خيره وشره، والشكر والامتنان على كل نعمة في كل يوم وكل ثانية فالحياة نعمة والموت أحيانا يكون نعمة، ففي غفلة منا بعدما ينعم الله سبحانه علينا بالمال والصحة والعلم ولا نشكره ولا نحمده، فينبهنا سبحانه بالمرض والمواقف القاسية لتلين قلوبنا ونسترجع انتباهنا بأنه على كل شيء قدير.