18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاءت جائزة التراث العربي، والتي فازت بها دولة قطر، ممثلة في سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة السابق، لتعكس ثراء مشهد التراث القطري، وأنه أصبح محط أنظار الجميع، داخليًا وخارجيًا.هذا الثراء، لم يكن من فراغ، بل جاء نتيجة جهود مضنية، اضطلعت بها الدولة لحماية التراث، حتى أصبح التراث أحد معالمها، بل وموضع اهتمام الكثيرين من خبراء التراث بدول العالم، على نحو قلعة الزبارة، والتي جرى تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بجانب ما شهده أخيرًا المجلس والقهوة من تسجيل أممي مماثل، كونهما تراثًا غير مادي، ما يعني خروج التراث القطري من حدوده المحلية الآنية، إلى ما هو أرحب وأعمق، بأن ترعاه منظمة أممية، مثل "اليونسكو".من هنا جاءت جائزة التراث العربي تتويجًا لجهود قطر في حماية تراثها، ما يجعلها استحقاقا للدولة، تتجاوز الأشخاص، إلى الفعل نفسه، وتعكس في الوقت ذاته مساعي قطر الجادة إلى صون تراثها، وسن التشريعات اللازمة لحمايته، بما يتفق والقوانين الدولية المنظمة لصون التراث، سواء أكان ماديًا، أم معنويًا. الأمر الذي يفرض على الجهات المعنية في الدولة مزيدًا من التحركات الدولية، لإبراز الموروث القطري، بوضع الآليات التي تتوافق مع هذه القوانين الدولية، بالاعتناء، والعمل دائمًا على حمايته بالقوانين اللازمة.والمؤكد أن الحلة الجديدة التي صارت فيها وزارة الثقافة والرياضة، بدمج إدارة المكتبات العامة مع إدارة التراث في إدارة واحدة، يؤشر إلى توجه جديد، يحمي في الوقت نفسه الإرث القطري، كون المكتبات، هي الوعاء الذي يحفظ ذاكرة الشعوب والأمم، ويجعلها تتكامل مع التراث، ليمثلا معًا حصنًا حصينًا لذاكرة التاريخ القطري وموروثه.وربما هذه الحلة، تكون دافعًا للإسراع في إقامة القرية التراثية. فدولة قطر، ليست بأقل من دول أخرى مجاورة، تتمتع بقرى تراثية، تعكس عمق موورثها الحضاري. وليست دولة قطر بأقل من أن تكون لها قرية تراثية، تختزل هذا الموروث، بكل ما يحمله من عمق وثراء حضاريين.وإجمالًا، فإن التراث ليس كلمة يمكن التعبير بها عن ماضٍ تليد، بل هو إرث يختزل الماضي، ويبني الحاضر، ويتوق إلى المستقبل. وهكذا هي الأمم التي تنظر إلى مستقبلها بمنظور أعمق، دون أن تنظر إلى إرثها على أنه فقط شيء من الماضي.