محمد الأمين

في 11 مارس 2007 احتفلت إحدى المدارس الابتدائية بالقاهرة احتفالا بهيجا، وتوافد إلى المدرسة مدراء ومديرات التعليم، وكذلك الموجهون والموجهات زرافات ووحدانا لتهنئة تلميذ بالصف السادس هو محمد عبد الله أحمد، ثم حضر وكيل الوزارة نيابة عن الوزير لتهنئة التلميذ محمد عبد الله أحمد وتسليم جائزة وزارة التربية والتعليم له لأمانته، وأطلق عليه وكيل الوزارة اسم محمد الأمين. فمن هو محمد الأمين هذا؟ وما هي قصة أمانته؟(2)ولد محمد عبد الله أحمد في القاهرة، والده موظف بسيط يعمل بثانوية الأزهر، بإحدى المصالح الحكومية، اهتم والده وجدته – التي تقيم مع الأسرة- بتحفيظ محمد القرآن الكريم، فحفظ في سن الخامسة جزءاً من القرآن وفي سن السادسة جزأين، كل هذا بمساعدة والده وجدته.وفي المدرسة الابتدائية انتظم محمد في حفظ القرآن الكريم بعد صلاة العصر في المسجد كل يوم وبعد انتهاء اليوم المدرسي.في الصف السادس الابتدائي، كان ترتيب محمد الأول على فرقته، وحفظ من القرآن 15 جزءا. دخل مسابقة في حفظ القرآن وتفوق فيها وحصل على جائزة قيمة، ومن خلال والده في المنزل وشيخه في المسجد ومعلمه في المدرسة توسع في العبادات والفقه، وفهم الحرام والحلال، والصدق والأمانة والعدل.(3)أثناء سيره في الطريق الساعة الثالثة بعد انتهاء اليوم المدرسي وجد محفظة بها ثلاث بطاقات إتمانية (فيزا كارد)، كل بطاقة قيمتها 100.000 جنيه ومبلغ 800 جنيه نقدا، ترك صديقه وتوجه إلى بيته مباشرة، وسلم المحفظة لوالده كي يتصرف في هذه الأمانة، فتح الوالد "عبد الله" المحفظة، فوجد رخصة وبطاقة صاحب المحفظة وتليفونه، والأرقام السرية للكروت الثلاثة.اتصل والد محمد بصاحب المحفظة تليفونيا، فردت زوجته، فأخبرها والد محمد بعنوانه كي يحضر زوجها لاستلام المحفظة.وصل صاحب المحفظة وأحضر معه علبة حلوى لمحمد، وتسلم محفظته وشكرهم وانصرف.(4)استضافت إحدى القنوات الفضائية الوالد والابن محمد، وسألت مقدمة البرنامج الوالد:- ألم يكافئ صاحب المحفظة ابنك محمد على صنيعه؟- نحن نحمد الله أن محمدا وجد المحفظة ليسلمها لصاحبها، ولسنا منتظرين جزاء ولا شكوراً.- ورد محمد بقوله:- إن أجري على الله الذي مكنني من رد الأمانة فحسب وأشكره سبحانه وتعالى على ذلك- سالت مقدمة البرنامج محمد:- لو طلب منك صاحب المحفظة أن تختار لنفسك مكافأة فماذا تختار؟- رد محمد:- اختار كمبيوتر.- ردت مقدمة البرنامج:- إن شاء الله غدا سيكون عندك كمبيوتر.(5)وبعد دقائق معدودات من الحديث مع محمد ووالده، وصلت مكالمة هاتفية تفيد بأن إحدى شركات الكمبيوتر سترسل في الغد لمحمد الكمبيوتر، ووصلت مكالمة أخرى تخبر محمد ووالده أن شركة أثاث معروفه سترسل له حجرة مكتب كاملة بمكتبتها جزاءاً على أمانته.اغتبط الوالد كل الاغتباط وهنأ ولده محمد ثم ذكره بقوله تعالى:".. لئن شكرتم لأزيدنكم.." صدق الله العظيم