12 سبتمبر 2025

تسجيل

الملحد و"الثلاثة الأطهار"

16 فبراير 2015

فقدت الأمة العربية والإسلامية ثلاثة من أبنائها بعد مقتلهم على يد (ملحد) فى ولاية كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية، قتل ثلاثة من الطلاب المسلمين الذين كانوا يدرسون بجامعة نورث، وهم طلاب مسلمون من أصل سوري ويحملون الجنسية الأمريكية، ضياء شادي بركات وزوجته يسر محمد أبو صالحة وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة، قتل الثلاثة على يد مجرم كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "الأديان هى مصدر كل شقاء.. ما لم تتحدث بلغتها فإنك ستكون عاقلاً"، هذا الملحد الذى لا يعرف عن الديانات السماوية ولا يعرف عن الإنسانية شيئاً هو" كريج ستيفن هيكس"، وقد استهدف "هيكس" الثلاثة الأطهار" فى واقعة هجوم مسلح ما أسفر عن "جريمة بشعة" أثارت غضب الجاليات الإسلامية في ولاية كارولينا وبعض المنظمات الأمريكية في الولايات المتحدة والعرب والمسلمين، وقد وصفت بعض المنظمات الحادث بأنه يستهدف المسلمين وأنه جريمة كراهية، وقد توالت الإدانات العربية والإسلامية للحادث الأليم الذى أودى بحياة "الثلاثة الأطهار"، وقد وصفت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الجريمة بـ "البشعة"، كما انتقدت تجاهل الإعلام بسبب ازدواجية تغطية مثل هذه الحوادث المتعلقة بالتطرف الديني والإرهاب. عندما يقتل أحد الأجانب من صحفيين أو غيرهم على يد مسلمين، يصفون الإسلام بالإرهاب، وعندما يقتل مسلمين على يد أحد الأجانب من أوروبا أو أمريكا يصفون القاتل بالملحد ولا يعممون فكرة الإرهاب على بلدته أو بني جنسه ممن يؤمنون بنفس أفكاره، ورغم أن سلطات الإدعاء ومحكمة درهام قد وجهت اتهامات للقاتل الملحد بالقتل العمد (3 ) مرات، وقد يواجه عقوبة الإعدام على كرسي كهربائي، وربما تخفف الأحكام إلى الحبس، إلا أن حكم الإعدام أو حتى الحبس مدى الحياة لن يشفي ما بداخل صدورنا من ألم وحسرة لفقدان الثلاثة الأطهار، سائلين الله سبحانه وتعالى أن ينزلهم منزل الصديقين والشهداء، وأن ينعم على عائلاتهم وزملائهم وأصدقائهم والمسلمين فى كل مكان بالصبر والسلوان، وأن تكون أعمالهم من الخير فى مساعدة الآخرين كما وصف أصدقاء وزملاء الشهداء الثلاثة فى ميزان حسناتهم، وأن ينال قاتلهم عقوبة الإعدام نظير ما ارتكب من جريمة بشعة قتل فيها "الثلاثة الأطهار" بإطلاق النار على رؤوسهم.إن الجريمة التى أشعلت صيحات الغضب فى الجامعة وأودت بحياة ثلاثة مسلمين أبرياء من الأطهار، ربما تنتهي فى نهاية المطاف بتخفيف الحكم على القاتل، فقد قالت زوجة القاتل الملحد "هيكس"، إن الجريمة وقعت بدافع الخلافات على أولوية إيقاف السيارات وليس بسبب الدين، فيما أكدت بيانات للشرطة نشرتها وسائل الإعلام على وجود خلافات مسبقة بشأن السيارات، فى حين أن القاتل نفسه أكد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك على أنه مناهض للإسلام والديانات كافة، وسخريته من الديانات جميعها، وقال "الأديان هى مصدر كل شقاء.. ما لم تتحدث بلغتها فإنك ستكون عاقلاً"، كما كتب على صفحته يقول " ملحدون من أجل المساواة"، وغيرها من الكتابات والصور التى تؤكد على ازدرائه للأديان السماوية، لينتهي بالملحد القاتل إلى قتل ضياء ويسر و رزان، هؤلاء الأبرياء الذين تفوقوا فى الدراسة والحياة وبذلوا الجهود فى مساعدة الآخرين وخاصة السوريين فى أمريكا وتركيا، الذين أقاموا حملة لإطعام الفقراء فى منطقة درهام بولاية نورث كارولينا، والعجيب أن عائلة الضحايا أكدوا فى تصريحات صحفية وإعلامية أن القاتل كان يضايق الضحايا وكان يتحدث إليهم والمسدس معه وكأنه يهددهم بالموت، إلى أن نفذ جريمته البشعة وقتل ثلاثة مسلمين هم من الأطهار والشهداء بإذن الله، ونختم بما قاله نهاد عوض مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، حيث وصف الجريمة بالوحشية، منتقداً ارتفاع الخطاب المعادي للمسلمين فى المجتمع الأمريكي، رحم الله الشهداء "الثلاثة الأطهار" وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم والمسلمين الصبر والسلوان، وشكراً لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على دعوتها لجميع أفراد المجتمع للمشاركة في المسيرة التضامنية مع ضحايا جريمة القتل، وذلك بهدف إطلاق رسالة تؤكد على ضرورة حماية الطلاب والحفاظ على سلامتهم، حفظ الله جميع المسلمين فى كل مكان والله من وراء القصد.