11 سبتمبر 2025

تسجيل

العقار.. ابن بار أم ضار ؟!

16 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعتقد البعض منا أن العقار هو الابن البار ويتعلل بالكثير من الأمثال والعبر فتارة يوصف بأنه يمرض ولايموت، وتارة أخرى بأنه خير استثمار، فالأسعار التي نراها ونتابعها تزيد يوماً بعد آخر، وهذا مايشجع على الجشع ويدعو إلى الطمع ويكاد يقتل النفس الإنسانية رغبة وأملاً، فلاترى ولاتفهم إلا زيادة المال حتى وإن لم يكن بالعقل أوالمعقول، سؤالي هنا، هل هو فعلاً صمام الأمان للمالك؟ أم إنه قد يصبح ضاراًغير نافع؟ وهنا دعوني أعرض الموضوع من جانب آخر، هناك من اشترى عقاراً في الكثير من مناطق العالم بأسعار معينة وبعد الأزمة الاقتصادية هبطت أسعار العقارات بسبب تلك الأزمة ولنا في وطننا العربي- إلا مارحم ربي - العبر، فكثيرة هي المدن والمناطق العربية التي استثمر البعض فيها بمئات الملايين التي قد تتعدى المليارات ولم تعد إلا رماداً منثوراً كما هو الحال في سوريا وليبيا والسبب هو الأزمة السياسية، وعلى الصعيد الآخر نجد أن هناك عقارات قد ارتفعت بشكل ملحوظ كما هو الحال في دبي تحديداً حيث بلغت الأعلى نموا على مستوى العالم عام ٢٠١٤م بمعدل نمو بلغ ٢٣% وهذا لم يأت من فراغ، فقد يكون السبب هو البنية التحتية المتميزة أوالربيع العربي الذي دفع الكثيرين إلى اللجوء إلى دبي، أو تَوَفُّر كافة الخدمات وما تنعم به من أمن واستقرار، وربما البحث عن بداية طريق جديد للاستثمار، ولكن سأطرح الموضوع من زاوية أخرى، شاب في مقتبل حياته أراد تأمين مستقبله فذهب إلى البنك - المُنقذ الوحيد حسب تفكيره- ليساعده على شراء منزل الأحلام، والنتيجة شاب مديون لمدة ٢٠ عاماً مقابل منزل إن كان أكبر من احتياجاته فصيانته ستكون مُكلفة ومُرهقة مادياً، وهذا قد يثقل كاهله لاحقاً وربما لايتمكن من إجرائها، على أية حال قد وفّر هذا الشاب منزلاً إلا أنه اقتطع جزءاً كبيراً من صحته وسلامة باله ودفعها إلى ذاك المنزل الذي لايعلم إن كان بمثابة الخطوة السليمة أم الخطأ؟ هناك فئة منا تتريث ولاتتعجل وتحسن التدبير والتفكير، وربما تفضل شراء المنزل نقداً وهو مايعد أفضل حالاً من الآخر، فلافوائد فيه ولا همّ في الليل! لقد أسفرت الأزمة الاقتصادية في أمريكا عن هبوط أسعار العقارات إلى عشرين وثلاثين في المئة وإفلاس الكثير من الشركات وهو مايعتبر عبرة لنا ولغيرنا، ولقد قامت سلطنة عمان بخطوة إيجابية وهي وجوب تملُّك الشخص للعقار مدة ٤ سنوات كحد أدنى وهو مايعد أمراً جوهرياً لاستقرار العقار وعدم المضاربة عليه الأمر الذي يمنع ارتفاع الأسعار بطريقة غير طبيعية كماهو الحال في قطر، لاشك أن شراء العقار أمر هام لكن هناك أولويات يجب علينا جميعاً فهمها واستيعابها، يجب ألايكون العقار على حساب صحتنا، فنربح شيئاً ونخسر أنفسنا وصحتنا، يجب ألايكون ثمن العقار مستحيلاً أو غير معقول، الأمر الذي ربما يتسبب في خسارته إن لم نستطع سداد أقساطه كما خسر الكثير من الأمريكيين منازلهم، تأنّ في اختياراتك ولاتكن منغلقاً في استثمارك فربما لاتستطيع شراء أي عقار في قطر ولكن يمكنك أن تشتري في دولة عربية أو أوروبية أو حتى إفريقية فهي أشبه بكنز لم يُستثمر بعد، أخيرا فكِّرْ جلياً في حياتك وتأكد أنك لست بمُخَلَّد فلايكن همك هو أن تملك عقاراً بل احرص على أن تكون معتدلاً في قراراتك، فكم من غني يملك عقارات كثيرة ولكن لم تنفعه عقاراته ولاأمواله! ذهب عنها تاركاً الدنيا وماعليها لمن هم بعده، فلاتجرِ جري الوحوش فغير رزقك لن تحوش.