17 سبتمبر 2025
تسجيلمما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، قال: إنما الدنيا ثلاثة أيام، مضى أمس بما فيه، وغداً لعلك لا تدركه، فانظر ما أنت عامل في يومك.ما نطق البصري سوى الحكمة، فما الدنيا فعلاً إلا أيام ثلاثة. الأمس الذي كنت تعيشه بكافة تفاصيله منذ شروق شمسه الى غروبه، فإذا نمت الليل وقمت من غدك، فإذا الذي كان بالأمس قد مضى وأصبح ماضياً لا يرجع، إن أحسنت فيه كنت أنت المستفيد، وإن أسأت فأنت المتضرر الأول لا غيرك. لن يفيدك الحزن والبكاء على ما راح وولى وضاع بالأمس.. كما أنه بالمثل لن يفيدك انتظار الغد أو المستقبل القريب منه والبعيد وتحمل همه وتشغل حواسك ومن حولك بالقلق وحمل همومه، فلعلك لا تدركه كما قال البصري، وربما الذي أنت قلق بشأنه وتحمل همه وتنغص على نفسك يومك وحاضرك، ربما لن يقع بالشكل الذي تتخيله أو كما صورته بذهنك، وربما لن يقع بتاتاً.. فما العمل لو لم يقع ما كنت قلق بشأنه؟ لا شيء سوى التحسر على أوقاتك التي ذهبت سدى وأنت تنتظر غدك.من هنا، احرص أن تعيش لحظتك ويومك، فإن يومك أو حاضرك هو الفعل الجاري وهو من تعيشه بتفاصيله، وعندك من الوقت الكثير لتعيشه بكل لحظاته، تستثمره وتستمتع به وتعيش حياتك كما أمرك ربك. لا تحزن على ما فات ولا تحمل هم ما هو آت، بل عش يومك واحمد ربك أن أعطاك من العمر يوماً آخر لتعيشه، فانظر ما أنت عامل فيه ، كما قال الحسن البصري رحمه الله. ولنا بالغد وقفة أخرى مع كلمات رائعات أخريات لهذا التابعي الجليل بإذن الله، فإلى اللقاء.