08 نوفمبر 2025

تسجيل

ارفع رأسك يا أخي

16 فبراير 2011

منذ رحيل قائد الأمة العربية جمال عبد الناصر والأمة العربية تتراجع في كل الميادين، خاصة في أمنها القومي العربي، لأنها فقدت بغيابه دور مصر "القيادي والريادي" وأصبحت مصر تلعب دوراً "وظيفياً" حالها حال الدول الأخرى التي تتحدث بلسان غيرها وتنفذ إرادة ورغبة من يأمرها، خاصة بعد معاهدة كامب ديفيد المشؤومة التي سلبت من مصر هذا الدور وجعلت منها دولة "تسويقية" لمشاريع صهيونية – أمريكية وكرس هذا الدور الرئيس المخلوع حسني مبارك وفي عهده عصفت بالأمة العربية عواصف عاتية وأصبح الوطن العربي مستباحاً أمام الأطماع الصهيونية والأمريكية وتجسد ذلك بوصول قوات العدو الصهيوني إلى قلب عاصمة عربية بيروت عام 1982 وانتهت باحتلال العراق الشقيق عندما غزت القوات الأمريكية والبريطانية، هذا القُطر العربي واحتلته عام 2003 مروراً بعدة انكسارات وهزائم أمام أعداء الأمة العربية. ولم يقتصر غياب مصر عن هذه الساحات فقط، بل رافق هذا الغياب سلاح من أخطر وأهم الأسلحة التي تدعو إلى الاستسلام والخنوع والمذلة وهذا السلاح هو سلاح "اليأس". إن سلاح "اليأس" هو أخطر سلاح يوجه إلى الأمة العربية وشعبها وقد عمل العدو طويلاً من أجل أن يدب اليأس في نفوس شعبنا العربي، خاصة الشعب الفلسطيني لأن هؤلاء الأعداء يرون أن سلاح "اليأس" يعني "الاستسلام" وهو "الهزيمة" من الداخل وإذا هزمنا من الداخل فإن روح المقاومة ستموت.. وروح الأمة ستقتل من دون أسلحة أو حروب، فاليأس هو الأمل المنشود لأعداء أمتنا العربية، خاصة العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية الحليف الإستراتيجي لهذا العدو، والغرب عموماً لأنهم يعرفون جيداً أنه في ظل اليأس تصبح الهزيمة قدراً.. والتراجع حكمة والتفريط وجهة نظر.. والخيانة بُعد نظر. في ظل اليأس تصبح المقاومة إرهاباً.. والوطنية خرافة.. والوحدة العربية هزلاً.. والمبادئ تخاريف. في ظل اليأس يصبح الخطأ صواباً.. والصواب خطأ.. ويصبح العدو صديقاً.. والصديق عدواً. هذا اليأس حاول النظام المصري بقيادة الرئيس المخلوع حسني مبارك أن يفرضه على شعب مصر العظيم أولاً وعلى الشعب العربي عندما قال أنور السادات إن أوراق اللعبة 99% بيد أمريكا، وأن حرب أكتوبر آخر الحروب، وترجم هذا النهج خليفته الرئيس حسني مبارك. سياسة "اليأس" هذه كادت أن تحقق أهدافها حتى أصبحنا نرى بعض "الواقعيين" يستسلم للعدو الصهيوني وأصبح دور "القيادة والريادة" ليس للأمة العربية وإنما للقيادة والريادة في خدمة العدو الصهيوني وأصبح المواطن المصري ليس فقط يائساً وإنما أصبح مستسلماً بنظر هؤلاء المتخاذلين المستسلمين والواقعيين واعتقدوا أن سياسة اليأس نجحت وحققت هذه السياسة هدف المستسلمين والواقعيين، بالأمس استطاع شعب مصر هزيمة "اليأس" عندما هب الشعب المصري وقال "كفاية" ورفع صورة قائد الأمة العربية الراحل جمال عبد الناصر مما يعني أن سياسة "اليأس" لم تصل إلى قلوب وعقول الشعب العربي المصري ولم يستطع نظام مبارك على مدى ثلاثين عاماً من شطب أو مسح هوية الشعب العربي المصري في "القيادة والريادة" وها هو يعود لقيادة الأمة العربية من جديد ويقول للشعب العربي من المحيط إلى الخليج كما قال قائده الراحل عبد الناصر "ارفع رأسك يا أخي".