11 سبتمبر 2025

تسجيل

غير تفكيرك تتغير نظرتك للحياة

16 يناير 2020

جلس مؤلف كبير أمام مكتبه وأمسك بقلمه، في ليلة رأس السنة، وكتب: في السنة الماضية، أجريت عملية إزالة المرارة، ولازمت الفراش عدة شهور، وبلغت الستين من العمر فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر الكبرى التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً، وتوفي والدي، ورسب ابني في بكالوريوس كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة وفي نهاية الصفحة كتب.. (يا لها من سنة سيئة)! ودخلت زوجته غرفة مكتبه، ولاحظت شروده. فاقتربت منه، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. فتركت الغرفة بهدوء، وبعد دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها. وتناول الزوج ورقة زوجته وقرأ منها: في السنة الماضية، شفيت من آلام المرارة التي عذبتك سنوات طويلة، وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة، وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم، وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين بغير أن يسبب لأحد أي متاعب، وتوفي في هدوء بغير أن يتألم، ونجا ابنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أية عاهات أو مضاعفات. وختمت الزوجة عبارتها قائلة: (يا لها من سنة تغلب فيها حظنا الحسن على حظنا السيئ). ليكتب زوجها اهداء آخر غير الذي يكتبه دوما في بداية كتبه.. كتب: الى زوجتي الرائعة.. أشكرك. خاطرة،،، فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن ومواقف إلى نظرة حب وتفاؤل ورضا لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن، وأن الله سبحانه وتعالى دائما عند حسن ظن العبد به، فلنشكر الله ونحمده دائما وأبدا على جميع الظروف. [email protected]