14 سبتمبر 2025
تسجيلخلال الأعوام القليلة الماضية، أصبحَ إنترنت الأشياء يُلقَّب بالوافد الجديد الذي سيغيّر قواعد اللُعبَة في عالم الأعمال. وهو ما تشير إليه توقعات شركة «باين» للاستشارات التي أفادت بأن حجم سوق إنترنت الأشياء سيصل إلى 520 مليار دولار بحلول عام 2021، ما يعني إتاحة العديد من الفرص أمام مختلف أنواع المؤسسات، بداية من الشركات الناشئة حتى المنظمات الكبيرة. ويعني مفهوم إنترنت الأشياء ببساطة اتصال الأجهزة بالإنترنت، ونحن هنا لا نتحدث عن الهواتف الذكية والحواسب الآلية فحسب، بل عن اتصال يشمل الأجهزة المنزلية مثل الثلاجات والمصابيح الكهربائية والآلات الصناعية والزراعية وأجهزة الحلول الأمنية وما إلى ذلك. وتكمن قوة وتأثير إنترنت الأشياء وأهميته في حجم التبادل الهائل من البيانات الذي يوفره عبر منصات متعددة، مع قدرته على تشغيل المدن الذكية في المستقبل وتعزيز جودة حياة جميع سكانها، إذ تتوقع شركة «جارتنر» أنه مع حلول عام 2020 ستتخطى أعداد الأجهزة المتصلة حول العالم 26 مليار جهاز، وهو ما يمنحنا رؤية مبهرة لشكل الحياة في المستقبل. وإذا وضعنا ذلك في الاعتبار، فنتوقع أن يكون لإنترنت الأشياء تأثير كبير على كيفية تصميم وإنتاج وتقديم الشركات لمنتجاتها وخدماتها. أولاً، يمكن أن تساعد حلول إنترنت الأشياء الشركات على رقمنة عملياتها وتحسينها، على سبيل المثال يمكن لهذه الحلول تمكين المصنّعين من زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات من خلال ضمان الالتزام بمواصفات المنتج. ومن خلال إنترنت الأشياء أيضًا يمكن متابعة كل خطوة من خطوات عملية الإنتاج، مما يوفر للمصنعين بيانات في الوقت الفعلي تمكنهم من اتخاذ القرارات المناسبة، وهو ما يساعد في خفض التكاليف وتحسين الكفاءة. ثانياً، بفضل الوصول إلى هذا الكم الهائل من البيانات، ستُتاح أمام الشركات آفاق جديدة وفرص واعدة تساعدهم في تحسين درجة الابتكار وتعزيز الإيرادات. ثالثاً، يمكن للمؤسسات التي لديها مخزون كبير من الأصول أن تستفيد من حلول إنترنت الأشياء - مثل نظام تعقب الأصول وإدارة الأسطول – لمعرفة معلومات مهمة تتعلق بموقع المعدات وحالتها وكفاءتها، وهو ما يضمن الحفاظ على أمان أصول الشركات وتحسين كيفية استخدامها، ومن ثم تحقيق أقصى عائد من الاستثمار. وبما أن بناء اقتصاد قوي ومتنوع يمثل جوهر رؤية قطر الوطنية 2030، فإن تعزيز الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل إنترنت الأشياء سيكون عنصرًا حيويًّا في بناء اقتصادي معرفي يتسم بالابتكار وريادة الأعمال والتنافسية. ونحن في فودافون نلتزم بهذه الرؤية التزامًا تامًا. ومن الأمثلة التي نفتخر بها تعاوننا مؤخرًا مع مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة. ففي عام 2018، جهزنا جميع الحافلات الستين في مركز «الشفلح» بحلول الحافلات الذكية والتي تشمل خدمة إدارة أسطول المركبات ونظم المراقبة بالفيديو من أجل المساهمة في جعل رحلات تنقل المنتسبين للمركز أكثر سلامة وفاعلية. وبفضل هذه الحلول، يتمكن المركز من تعقب مكان الحافلة، ومراقبة أداء السائق، وتوفير بيانات حركة المرور في الوقت الحقيقي، ومراقبة الرحلات الأقصر مسافة. ويمكن للمركز الوصول إلى بوابة التعقب عن بعد عبر الإنترنت. إننا ملتزمون بتسريع مسيرة قطر لتصبح إحدى أكثر الدول تقدمًا في مجال الاتصالات الرقمية على مستوى العالم، وهو ما يتجلى في أنشطتنا المتعددة بداية من تأسيس بنية تحتية رقمية عالمية مدعومة بتقنية الجيل الخامس وحتى توفير الخدمات الثابتة ووصلات الألياف لتقديم ابتكارات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الشركات في قطر.