20 سبتمبر 2025
تسجيلإليك الآن الخلطة العجيبة التي تقضي على آلام المفاصل في أربعة أيام، صديقي وبعد تجربة عملية، أثبت أن تناول أطعمة معينة ستنهي مرض السكر من النوع الثاني بشكل نهائي، إذا واصلت شرب هذا العصير أربعين يوماً، فستنتهي معاناتك مع آلام القولون والمعدة! هكذا تتدفق علينا من خلال مجموعات "الواتز آب"، كواحدة من وسائل التواصل الاجتماعي العديدة، الكثير الكثير من الوصفات والمعالجات المنسوبة إلى الطب، أو إلى خبراء دون ذكر مصادر موثوقة، ومن ثم تجد أغلبنا يعيد إرسال ما يصله بحسن نية، تشعر أن "الواتز آب" صار قاب قوسين أو أدنى من أن يتحول إلى عيادة أو مركز طبي؟ ثم هل حسن النية يكفي في مثل هذه المواقف لأعيد إرسال معلومات ووصفات طبية؟ بل هل المطلوب إعادة نشر كل ما يصلنا من رسائل ومقاطع أفلام وبرامج وغيرها، طبية كانت أم غيرها؟ من النظرة الأولى، يبدو لي أن الحاصل الآن، هو إعادة الإرسال على الفور، إن وصلتك رسالة وأعجبتك، فأول ما تقوم به هو تحديد أشخاص أو مجموعات لتعيد إرسال ما وصلك إليهم، وإن لم تفعل فستجد بعد قليل، كثير لوم من الأصحاب، ومزاعم مختلفة منها، أنك غير متفاعل ومشارك في المجموعات. وإن قررت في الأساس عدم المشاركة في أي مجموعات "واتزآبية"، فستكون تهمتك أعمق وأشنع، وهي الانفصال عن الواقع!المسألة صارت أقرب إلى إدمان يومي، لدرجة أن تطالع هاتفك مرات عديدة خلال الأربع والعشرين ساعة. تقرأ وتشاهد وتستمع لكل ما يصلك، وتعيد إرسال غالبيتها، إلى هذا وذاك وتلك المجموعة، دون شيء يُذكر من التثبت والتحري أو التأكد مما يصلك من أخبار ومعلومات، لا سيما تلك المتعلقة بصحة الإنسان، وأخرى مهمة من تلك المرتبطة بدينه وعقيدته.لا أدعو إلى العزلة وتجنب مثل هذه التقنيات والبرمجيات، ولكن أدعو إلى أهمية التثبت واستخدام بعض العقل في قبول ما يصل أولاً، ومن ثم جدوى إعادته ثانياً، واختيار الأشخاص المناسبين لتحويل ما اقتنعت به ورأيته مفيداً وصحيحاً ثالثاً وأخيرا، فلعل وعسى بهذه الخطوات الثلاث، نقدر على التفاعل الإيجابي المثمر، مع هذا السيل العرم من المعلومات المتدفقة علينا من كل حدب وصوب.