13 سبتمبر 2025

تسجيل

مطلوب القبض على أحلام

16 يناير 2012

اسمها أحلام عاملة نظافة بأحد المساجد، من اسرة فقيرة متدينة، تستطيع أن تقرأ القرآن بينما تعجز عن قراءة القرآن، فى رقبتها حفنة اولاد وزوج مريض عاطل تتولى الإنفاق عليهم جميعا، تبرع اهل الخير لفاقتها الشديدة بمبلغ اشترت به محلا صغيرا حقيرا فى زقاق مزر لتبيع فيه (الفراخ) التى حرمت بيعها الحكومة بعد الحكاية المفتعلة المسماة بأزمة "أنفلونزا الطيور" وقامت باغلاق محلها بالشمع الاحمر، ولأنني كنت دائماً فى اجازاتى اطلبها للمساعدة فى اعمال البيت ومشاركتنا فى التحضير لمناسباتنا المختلفة، من زواج اولاد او ميلاد احفاد وما شابه ولم تكن تقصر كنت حريصة على السؤال عنها كلما زرت مصر. فى زيارتى الأخيرة هاتفتها لأطمئن عليها فلم اجدها فى بيتها اتصلت مرارا فلم تكن هناك حتى وجدتها فى بيت ابنتها، لما سألتها اين انت؟ قالت "انا هربانة يا ام محمد عند بنتى عشان عليا حكم سجن بستة شهور وغرامة 500 جنيه" قبل ان تنهار قلت لها تعالى نتكلم، رأيتها من الحزن غير ما كانت سألتها "حيسجنوكى ليه يا أحلام؟ " قالت" اصلى فكيت حرز الحكومة بعد ما شمعوا المحل بالشمع الاحمر، طيب اعمل ايه؟ عيالى ياكلوا منين؟ لاحظت كم هى مرعوبة من المخبرين الذين يدقون بابها ليل نهار، والشرطة التى تلاحقها بمحضر الضبط والاحضار، لاحظت ارتجافها كلما تصورت انها يمكن ان تصبح نزيلة السجن وتترك خلفها حملاً ثقيلاً وحفنة أولاد سيضيعون وهى العائل الوحيد لهم، احلام يلاحقها المخبرون وشرطة الضبط والاحضار ليقبضوا عليها وتودع السجن لأنها فكت حرز الحكومة عندما قالت ممنوع بيع الفراخ! احلام تلاحقها الشرطة للقبض عليها ولقد دهشت لسرعة البت فى قضية احلام، نشطت الشرطة، وتابعها المخبرون، وتلاحقت عليها الانذارات والمراقبة لتقفيل القضية العويصة "فض الاحراز "! الشرطة كلها خلف احلام تتتبع وتراقب لتسليمها للعدالة رغم ان احلام المسكينة لم تهدر مليارات من المال العام، ولم ترتكب جريمة الخصخصة ولم تبع ارض مصر بتراب الفلوس، ولم تبع الغاز لاسرائيل، ولم تحضر عبد الله ابنها البكر لحكم مصر، ولم تحظر زراعة القمح فى بلدها لتستورد من حبايبها الأمريكان بالعملة الصعبة فى صفقة استرضاء، ولم تتاجر فى السلاح لينتفخ رصيدها بعائد العمولات، ولم تكن سببا رئيسا فى تسميم ارض المصريين بالمواد المسرطنة المحرمة دولياً ليلهو السرطان فى دماء اطفال مصر المساكين، ولم تجعل مصر تكية لعيالها، ولمحاسيبها، وحبايبها ليمتلكوا فيها ما تشتهى شراهتهم! أحلام لم تدهس المصريين بالعربات الميرى، ولم تغرق ابناءها فى البحار البعيدة وهم يبحثون عن لقمة عيش بهجرات غير شرعية لأوروبا هربا من الفاقة، أحلام لم تبع مئات آلاف آلاف الأفدنة للمستثمرين بتراب الفلوس لتضيع على مصر مليارات بعد نهب ارضها! أحلام ليس لها حسابات سرية فى سويسرا وأوروبا أفلحت فى تسريبها قبل ان يمسك بها، أحلام لم تستعن بالبلطجية لتزوير الانتخابات عامدة فى أفظع قضية تزوير للإرادة، أحلام لم تطمس عيون الثوار وتقتلعها من اجل عيون النظام الجميلة، ولم تسقط مئات الثوار بالرصاص الحي ثم تطمس الأدلة بأشرطة الفيديو التى سجلتها كاميرات المتحف المصري لمحو اى دليل إدانة لمن له حق اصدار الامر بإطلاق الرصاص، احلام لم تجر بمعرفتها عمليات غسل أموال لتصبح نظيفة (ذى الفل) من درنها ليجنى احباب النظام مليارات الحرام، أحلام لم تكن كاتبة عقود لصوص الزواج المحرم بين السلطة والمال، ولم تضع مليارات مرسلة من دول عربية منذ 20 عاماً للمساعدة في الأهداف القومية ولمواجهة أثار زلزال 92 في حسابها السري دون تحقيق أهداف المساعدات حتى الآن، ولم تضع المبالغ الواردة من الدول العربية أيضا لزوم المشروع القومي لتطوير المدارس في كم جيبها فلا ينفق على المشروع مليم ليكتب الجامعيون كلمة "ثورة " بالسين "سورة" وكلمة " لكن " " لاكن " ولنظل فى طريقنا دائما " نحو الأمية " بدلا من "محو الأمية"! أحلام ليست متهمة بالخيانة العظمى وتجريف دور مصر الريادي وليصبح الفساد " للركب " أحلام المسكينة فضت الشمع الأحمر حرز الحكومة لتأكل، أحلام باعت كل ما تملك لتدفع أتعاب المحامى عله يخلصها من غمها! دموع أحلام الموجوعة بالفاقة والخوف من السجن جعلتني أقارن فورا بينها وبين حاكم فك إحراز مصر كلها ومازال يتنقل بطائرة بين المركز الطبي العالمي وقاعة المحكمة ممددا على ظهره واضعا قدميه في وجه المحكمة.! يارب أنصف أحلام وانتقم ممن أوجع قلوبنا بكل هذه الآلام. *** طبقات فوق الهمس * احد محامي شهداء أسر ثورة يناير قال فى مقابلة تلفزيونية انه يعتمد على وثائقه وكل ما بثته كاميرا " الجزيرة " فى حيثيات ادانته للمخلوع، ربما من اجل ذلك كان هناك حرص على اقتلاع عيون كاميرا "الجزيرة ". * قالت مصادر امنية "تغيظ" ان عدم وضع "الكلابشات" فى ايدى المخلوع وزمرته اجراء طبيعى لا يخالف القانون، ووضعها هو الاجراء غير القانونى، طيب اذا كان الامر كذلك فلماذا نرى الكلابشات فى ايدى سواهم وان كان الحرامى المقبوض عليه سارق فرخة؟ اشمعنى؟ * لاحظت ان الضابط الذى كان يقف امام أكاديمية الشرطة اثناء محاكمة المخلوع رفع يده تعظيم سلام للعادلى وهو يمر أمامه! هل نفهم من هذه اللقطة ان نفوذ العادلى ما زال موجودا، وان الشرطة فى خدمة وزيرها وان كان "قتال قتله"؟ * أمريكا تهدد بقطع المعونة عن مصر، وهنا ينبغي أن نسأل أين دور رجال الأعمال الأثرياء الأوفياء من هذا التهديد؟ * غضبت امريكا غضباً شديدا لتفتيش بعض مقار منظمات المجتمع المدنى التى تمولها فى مصر، هذا الغضب ذكرنى بزيارتى للندن قبل ثلاثة اعوام حيث فوجئنا بعد انهاء اجراءات الدخول بالمطار ان اوقفونا صفاً لنتعرض لتفتيش دقيق، وتكرر هذا المشهد بمطارات اوروبا وامريكا، السؤال لماذا لم تغضب امريكا للعرب الذين امروهم بخلع أحذيتهم بالمطارات وجرد البعض من ملابسه للتفتيش الذاتى وتعرضوا لأشعة الكشف الخطرة، اشمعنى يا ست هيلارى ناس تتفتش وناس على راسها ريشة. * السكوت على منظر المارينز الأمريكان وهم يتبولون على جثث الأفغان جريمة بشعة لا تقل عن قتلهم، فعلا أمريكا هي الراعي الأول لحقوق الانسان!! * الأخبار تقول ان رحلة مبارك من المركز الطبى الى المحكمة بالطائرة تتكلف نصف مليون جنيه يعنى ناهب مصر حاكم ومتهم! منك لله يا مبارك. * ويكيليكس يفضح التمويل الامريكى لمنظمات حقوقية مصرية، وواشنطن تدعم مباشرة دون تصريح من الحكومة وكالعادة وبراءة الأطفال في عينيها! * مات عبد الناصر رحمه الله مدينا لخزينة الدولة بـ 16.000 جنيه قيمة أقساط كان يسددها بسبب زواج ابنته منى، على فكرة كان يرتدى ايضا كل بدله من صوف المحلة! يعنى لم يمتلك الرجل لا مشاريع، ولا مصانع ولا شاليهات فى مارينا ولا ملايين تنام فى البنك هانئة، وهذا هو الفرق المذهل بين حاكم لا يصل جيبه إلا مخصصات راتبه الحلال وحاكم "يأكل مال النبى" ويضع نصب عينيه مبدأ " لم وكوش يا جدع قبل ما تخلع " حسبنا الله ونعم الوكيل. * للإعلام ضوابط أخلاقية ومهنية وما يقوم به المهيمنون على بعض القنوات فى قاهرة المعز من توليع وفتن أفظع وأشرس مما يقوم به البلطجية، والفلول وكل الخارجين على القانون. * آخر الكلام لأحلام، (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار).