21 سبتمبر 2025
تسجيلفي خطاب بشار الأسبوع الماضي الذي وقف فيه قصيراً قرابة ساعتين فقط بحديث أسود وكلام مستهجن مل منه السامعون والمشاهدون حيث يجهر دوما بنغمة الإصلاح والاستمرار به مع أن معظم الشعب السوري وأحرار العالم باتوا متأكدين بعد كل هذه المذابح التي لا تزال الرؤوس تتدحرج تحتها وقد فاقت قسوة اليهود وهمجيتهم فهم لم يستعملوا الرصاص الحي ضد من تظاهر من أبناء جلدتهم واكتفوا بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع! نعم بعد كل هذه الوحشية الأسدية لا يمكن بحال أن يعتبر بشار إنسانا ولا نظامه إنسانياً في نظر شعبه والعالم ولكنه من الناحية الأخرى صب جام الغضب مؤكداً أنه سوف يضرب بيد من حديد، أي ليبقى في السلطة لا في الدولة مهما كلف ذلك أسوة بما فعله استالين، عندما ذبح عشرة ملايين في سبيل السلطة، إنه يتوعد ويهدد وينفذ ذلك دون حياء فهو يخطب والقتل والسحل والإجرام جار بلا هوادة حتى إنه لم يعط الشعب والشارع حتى فرصة مدة الخطاب دون قمع وتلك مسالك الطغاة الضعفاء والمتجبرين العميان، وإذ لا يزال البطش على أشده اليوم في الزبداني بريف دمشق وفي حمص وجبل الزاوية فإن السيد القائد وبنصيحة من أسياده في روسيا أسرع في مبادرة إنهاء الثورة في ظنهما بإنهاء تلك المناطق الملتهبة حتى تخمد ولكن الذي يجب ألا يغيب عن البال أنهما مخطآن لأن من يزيد في العسف إنما يزيد في خوفه من شعبه ويحفر قبره بيده كما قال الكواكبي في طبائع الاستبداد ومن سل سيف البغي قتل به كما قال علي رضي الله عنه، والذي نريد أن نؤكد إعادته للإفادة أن إسرائيل خاصة وروسيا وإيران والعراق وحزب الله ومن لف لف أولئك هم الذين مازالوا يراهنون على إبقاء بشار وكلهم يصرح بأنه يخشى أن يأتي البديل من الإسلاميين حصرا، وبالتالي فلا مكان لغيرهم كما يظنون تخويفا ورفعا لهذه الشماعة دوما كما يدعون بل هم يخشون من أي معارضة حرة لا تتفق مع طرحهم ومنهجهم ومخططهم الجهنمي في العالم وقد كتبت صحيفة واشنطن بوست بتاريخ 2/4/2011م، أي بعد أسبوعين من الثورة السورية أن الأوضاع في سورية تثير حيرة إسرائيل التي تخشى من المجهول بسبب عدم معرفتها بتكوينات المعارضة بشكل دقيق وتصر إسرائيل وذيولها أنه في عهد الأسد الأب والابن كان الاستقرار في البلاد بعكس ما كان قبلهما من توالي الانقلابات التي جعلت سورية كمثل دول أمريكا اللاتينية سابقا بكثرة انقلاباتها مما يؤثر في الاستقرار أماما شنه بشار على الجامعة العربية من هجوم لاذع لو كان في ضمائر دولها دم دفاق ومروءة لسحبت قولها بشرعية نظامه فورا ولسحبت مراقبيها حالا ولا غرابة في ذلك فإن الدم المهراق يوميا لم يجعلها وعلى لسان أمينها العام ورئيس بعثة المراقبين تتحرك واكتفت بالصبر والمتابعة ولم يكن الأداء عادلا لصالح المظلوم بل يساوي بين القاتل والقتيل فلابد أن موقف إسرائيل والدول الظالمة بل المجتمع الدولي الذي نقول بكل تأكيد إنه مازال متهاونا بما يجري على المدنيين وأنه حتى الآن لم يتحمل مسؤولياته بجدارة وأن اللوبي الصهيوني مازال فاعلاً في الإقناع أن بقاء الأسد فيه لخدمة الصهاينة وهو مصلحة إسرائيلية كما صرحت جريدة الأخبار اللبنانية نقلا عن نتنياهو مؤخراً، وقد نشرت الاندبندت بتاريخ 27 نوفمبر 2011 أن الخوف من الإسلاميين أجل عقوبات الجامعة العربية ضد سورية وأن عددا من الدول المجاورة والبعيدة كالجزائر اعترضت على ممارسة ضغوط أكبر على النظام بعد انتهاء الموعد المحدد منها ولكن لذر الرماد في العيون فقد هاجم الأسد في خطابه الدول العربية التي تقف ضد سورية اليوم قائلا لماذا هي لا تهاجم اسرائيل بدلها ليغطي إجرامه بمثل هذا الكلام الفارغ وادعاء المقاومة الذي كشف قناعه لكل إنسان وبطل كلام حسن نصر الله ومن لف لفه وبطل كلام رئيس مجلس الشورى الإيراني لاريجاني عندما قال: إن إيران وقفت مع الثورة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين أما في سورية فالأمر مختلف لأن سورية دولة مقاومة لتحرير فلسطين!! ولكننا كلنا بتنا ندرك أن سياسة المصالح والايديولوجيات هي التي تحكم موقف ايران وان الخوف من صعود الأحرار هو ما يفزعهم ويدل على ذلك ما صرح به وزير خارجية روسيا لافروف قبل ثلاثة أيام أنه يحذر من وصول الإسلاميين في سورية للحكم وكذا ما صرح به سفير روسيا في الأمم المتحدة أنه في مثل هذه الحالة سوف تتدخل روسيا، ولكننا نقول إن مد الثورة سيجتاح الطغاة وليس لهم إلا أن يقروا بالأمر الواقع وقد نقلت القدس العربي عن يديعوت أحرونوت بتاريخ 3/1/2012 أنه في القاهرة لم ينجح 16 حزبا من غير الإسلاميين عليهم وفي مثل هذه الأحوال فليس لإسرائيل الكثير مما تفعله، ولذلك فهي تخشى من الحال نفسه في سورية والأيام بيننا[email protected]