15 سبتمبر 2025

تسجيل

يتشدقون

15 ديسمبر 2022

يتشدقون بحقوق الإنسان.. ويملؤون أفواههم بالحديث عن المساواة ونبذ العنصرية.. وينادون بالحرية صباح مساء.. وبحقوق المرأة وكأن حقوقها ضائعة أو مفقودة يبحثون عنها؟ إنهم يعيشون على أوتار وأنغام الكذب والنفاق والوجه المتلّون والتحضر الزائف وازدواجية المعايير أي (الكيل بمكيالين) وبلغة المصالح المادية، وتنتصر هذه المادية على كل القيم الإنسانية التي يتشدقون بها، وعنصرية مؤسساته وما زالت متأصلة وواضحة للعيان في مجتمعاتهم حتى في الرياضة، إنهم حملة وتسويق شعارات. فبات عند المتشدقين وأذنابهم التطاول على الدين حرية، والعري والشذوذ والخلاعة والتمرد على الفضائل والإلحاد حرية كذلك. فليت من صدّعوا رؤوسنا المدافعين عن حقوق الإنسان وبالحرية والمساواة أن يتخلوا عن هذه الإزدواجية بتعاملهم مع الغير، فكأن الغير تبعاً لهم، إنهم يعيشون مأزقاً أخلاقياً وبلغ هذا المأزق ذروته وبأبشع صوره وأردى لباسه، ويريد-أي الغرب- أن يفرضها على الغير في هذا العالم الكبير الواسع المساحة بالتعدي على الفطرة السليمة بتشويه صورة الإنسان الجميلة التي خلقها رب العالمين، ويجعلونها بلا سياج ولا جدران تحمي وتصون هذا الإنسان من هذا التعدي والتطاول على فطرته. وهكذا يفرز أهل التشدق من أدعياء حماة الإنسان وحقوقه صوراً مشوهة للإنسان في مجتمعاتهم في شذوذه وانحلاله العفن. فمتى يكون لعقلكم مكان؟! ومتى ستكون لرجولتكم شهامة واحترام الإنسانية؟! ومتى يكون لسماعكم إنصات حقيقي؟! متى أيها العالم الغربي الحائر تصحو؟!. يقول جون ديوي " إن الحضارة التي تسمح للعلم بتحطيم القيم المتعارف عليها، ولا تثق بقوة هذا العلم في خلق قيم جديدة... فهي حضارة تدمّر نفسها بنفسها". ويقول الهندي كوفهي لال جابا " أشدُّ ما يحتاج العالم اليوم الإخوة والمساواة، وهذه وجميع الفضائل لا تجتمع إلاّ في الإسلام، لإن الإسلام لا يُفاضل بين الناس إلاّ على أساس العمل والبذل". ألا حرصنا وتمسكنا نحن على منظومتنا الإيمانية والأخلاقية والاجتماعية لنتجنب ما أصابهم وما جنوه على إنسانيتهم وفطرتهم، فعندما تفقد الإنسانية إنسانيتها تضيع وتتيه وتفلس وتكون في مأزق وانهيار أخلاقي واضح، وهذا الذي يسقط المجتمعات ولو بعد حين!. "ومضة" فيا دعاة التشدق.. ألجموا أفواهكم عن التشدق بدفاعكم عن القيم الإنسانية فأنتم بعيدون عنها!. إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم