19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استوقفني عنوان هذه المقالة وهي للدكتور عبدالله العمادي وهو أحد كتاب جريدة الشرق، التى استهلها بسؤال هل الكفاءة وحدها في العمل تكفي لتولى المناصب القيادية؟، وسؤال باخر الفقرة الأولى يقول هل دائماً يكون الناجحون أهلاً للقيادة؟وقد قمت بكتابة تعليق بسيط على هذه المقالة قائلة: في البداية أشكرك على حسن اختيارك وطرحك للمواضيع وتناولها بطريقة بسيطة وخفيفة تحمل فى نفس الوقت معاني ورسائل انسانية نبيلة فيما بين السطور حيث يستطيع الاحساس بها القارئ المتعمق أكثر من القارئ السطحي.سبب تعليقي هو أننى لمست وبشدة رسالتك الموجهة في هذه المقالة لاى مدير أو انسان مسؤول ذى منصب أن يسترشد ويتعظ من السيرة التاريخية الاسلامية في فن الإدارة الحديثة، حين قرر سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضى الله عنه عزل قائد الجيش الناجح خالد بن الوليد رضى الله عنه الذي لم يهزم لا في الجاهلية ولا في الاسلام، وأن يصبح جنديأ من جنود الجيش وعين الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه ليحل محله، ان هذا الدرس الإداري الاسلامي يوضح معاني عديدة منها: — أن يتحلى الانسان بروح حكيمة ونفس عظيمة راضية تؤمن بالمصلحة العامة كما أشرت في مقالتك حين يقبل ويرضى بان يصبح موظفاً عادياً بعدما كان مديراً أو مسؤولأ ويتيقن فيه قرارة نفسه بان تولى المناصب يعد تكليفاً وليس تشريفاً. — ان يعلم في قرارة نفسه أنه عندما عزل أو أقيل من منصبه ليس نقصاً أو فشلاً فيه وانما لربما بسبب تجربة نجاحه وسيطرة هذا النجاح لفترة طويلة، والحاجة إلى تجربة جيل جديد يخطئ ويتعلم من خطئه ويصححه، وبذلك يتأهل الصف الثاني للقيادة والإدارة في وزارتنا ومؤسساتنا وشركاتنا. — وان كما وصفت في مقالتك العمل الجماعي بأنه مجموعة تروس تعمل بجانب بعضها البعض وأنت أيها القيادي ترس من هذه التروس، وأضيف أنه يجب أن تتميز بصفة مخالفة لصفة الترس الذي يليك، وصفة الترس الذي قبلك لتعمل في انسجام واتقان بمعنى أن سيدنا عمر بن الخطاب الخليفة الثاني للمسلمين كان معروفاً بشدته وأن عزله للقائدالناجح خالد بن الوليد سيف الله المسلول كان بسبب شدته ايضاً، حيث كان عمر رضي الله عنه شديداً ؛ فما أراد أن يكون الخليفة شديداً وقائد الجيوش كذلك، وأما سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فكان ليناً فناسب أن يكون قائد جنده شديداً وكان آن ذاك خالد بن الوليد قائداً للجيش، فلما ولي عمر بن الخطاب خلافة المسلمين عزل خالداً وولَّى أبا عبيدة، وكان أبو عبيدة ليناً، فتناسب أن يكون الخليفة شديداً والقائد ليناً في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، وتناسب أيضا أن يكون الخليفة ليناً والقائد شديداً في عهد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنهم وأرضاهم. — ان خلاصة الاستشهاد بهذا الدرس الإسلامي التاريخي العظيم انه لابد أن يكون بالإدارة أو المؤسسة نسبة وتناسب حتى على مستوى طبيعة الشخصيات البشرية (في الإدارة الواحدة أو الفريق الواحد) ليتم العمل والتعاون على أكمل وجه وبشكل تناغمي تكميلي وليس تفضيليا أو بالاصح بالعامية لا تحط اثنين ناجحين مع بعض علشان ما يكونون مثل الدياجة كلن برأس الثاني. — وأخير أحب أن اقول ان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما عزل القائد خالد بن الوليد رضى الله عنه عن قيادة الجيش، استشعر شدة هذا القرار على نفس القائد فجعله مستشاراً، وأمر الصحابي الجليل أبا عبيدة بن الجراح القائد الجديد بالرجوع إليه في كل ما يخص الجيش والاستفادة والتعلم من خبرته ونجاحاته،وهذا من شأنه أن يخفف من شدة القرار في نفسه، فلو تم تطبيق هذا النظام الإداري لما رأينا غلا وحقدا وسلبية بعض المسؤولين عند اقالتهم أو عزلهم من المناصب القيادية والامتناع عن تقديم النصيحة أو حتى المشورة للشخص الجديد القادم، خصوصاً لو كان موظفا أقل منه في الدرجة الوظيفية ويعمل معه وبالعامية يقول خله يشوف اللي شفته مب لازم أعلمه! أو بنشوف أشلون بتصرف ويحلها؟ (طبعاُ لا أقصد بكلامي الجميع ولكن هذا تفكير بعض منهم ).وفي الختام أود أن أختم رسالتى بعبارة تعجبني كثيراً للمتنبي:إذا كانت النفوس كباراً....تعبت في مرادها الاجسامُ.تحياتى