20 سبتمبر 2025

تسجيل

د. عبد الحليم عويس في ذكراه

15 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كثيرون هم الرجال، ولكن الرجل الحق هو من صدق ما عاهد الله عليه، ومثله قليل، وكثيرون هم العلماء، ولكن العالم العامل مثله قليل، وكثيرون هم المنتسبون لطائفة المفكرين الإسلاميين، ولكن المخلص منهم قليل، وأحد هؤلاء الرجال العلماء العاملين والمفكرين الإسلاميين المخلصين، نتذكره في الذكرى الرابعة لرحيله ـ 9 ديسمبر2011 ـ هو العلامة الموسوعي الدكتور عبد الحليم عويس. عندما يمتزج الفكر بالفقه بالثقافة بالأصالة والمعاصرة، وحينما تستظل هذه العناوين مجتمعة تحت راية الإسلام، فنحن حتما بإزاء شخصية متفردة تتمثل في هذا الرجل الفذ، الذي رسخ بصمة واضحة مميزة في الفكر الإسلامي المعاصر، وكرس حياته وجهده ووقته ليساهم بوضع لبنات مميزة في فضاءات الساحة الإسلامية، على مدى أكثر من نصف قرن، كان له خلال هذه العقود الخمس حضوره الفاعل المتألق في مجاله، ومكانته المهيبة بين أترابه ومعاصريه. وإذا كان بعض الرفاق كالتاج فوق الرأس، كما قال الإمام علي كرم الله وجهه: فبعض الرفاق كالتاج تلبسه* وبعضهم كقديم الثوب تلقيه فإن عاطر الذكر د.عبد الحليم عويس، هو قمة شامخة، وتاج فوق كل رأس رافقه أو صادقه أو زامله، أو تتلمذ على يديه، وقد كان كاتب هذه السطور من هذا النوع الأخير، ولا أدري، أي من سجاياه ومناقبه أذكر، وأيها أترك، لأنها تعز على الحصر، فقد حالفني توفيق الله أن عرفته عن قرب، وأسهمت إسهامات متواضعة تحت إشرافه في بعض أعماله الموسوعية، وكان من أهمها، موسوعته الضخمة التي جاءت في نحو عشرة آلاف صفحة حول التاريخ الإسلامي عبر العصور، حيث شرفني، رحمه الله، بالاستعانة في بعض المواضع بالموسوعة بأبحاثي حول الجاليات الإسلامية في أوروبا. وإذا ذكر التاريخ الإسلامي، ذكر عبد الحليم عويس، فهو أحد أعلام رصده وتوثيقه وتنقيته، ودوره الجهادي الناصح في إبراز ملامح الحضارة الإسلامية وتميزها، وإخلاص وإتقان أسفاره التاريخية الفريدة، التي أماط فيها اللثام عن كثير من المطاعن، وأزال الغبار الكثيف والتزييف والتشويه الذي لحق بتاريخنا الإسلامي العريق، كل هذا وغيره لا تخطئه عين باحث، وسوف يظل صفحة ناصعة أمام جيلنا وما تتلوه من أجيال بحول الله، أسبغ الله عليه شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان.