20 سبتمبر 2025
تسجيلقصة عجيبة تلك التي كانت مع المرأة الأنصارية في إحدى الغزوات مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. إذ بعد أن انتهت المعركة، قامت تبحث عن زوجها فرأته شهيداً في أرض المعركة، ثم رأت أباها في أرض المعركة شهيداً، ثم ابنها فأخاها، وفي كل مرة كانت تقول: ما فعل رسول الله؟ فيقولون لها إنه بخير، ولم تكن لتطمئن إلى أقوال الصحابة، حتى رأته صلى الله عليه وسلم، فاطمأن قلبها حينذاك وقالت: يا رسول الله: كل مصيبة بعدك جلل.. وتقصد هاهنا بأنها هينة صغيرة.ما الذي دفع بالمرأة إلى أن تبحث أولاً وقبل أي أحد، عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولتطمئن على سلامته، رغم أن أقرب أهلها كانوا بالمعركة، الأب والابن والزوج؟ إنه حب الله ورسوله الذي دفعها إلى أن تسأل عن رمز هذا الدين وقائد الأمة، قبل الأهل والأقارب.. حتى بعد أن رأتهم جميعاً وقد استشهدوا، وبدلاً من أن تبكيهم بعض الشيء، استمرت في البحث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتطمئن على سلامته أولاً قبل غيره.بمثل ذلك الحب في الدين عاش الصحابة الكرام، واتبعهم كثيرون بالحب نفسه، فكان الإنجاز والنجاح والانتشار.. حتى إذا ما بدأ هذا الحب في الدين يضعف بالنفوس شيئاً فشيئا، قل الإنجاز والنجاح وحصل الانحسار، فصار الدين بفعل ضعف أو خروج ذالكم الحب، يتحول مع مرور الزمن إلى عادة وتقليد أو ثقافة وموروث.حين أحب الصحابةُ الكرامُ، اللهَ ورسولَه بصدق، أحبهم اللهُ ورسولُه، وبالتالي أحبهم من صحبهم وجالسهم وسمع عنهم كما في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.ثق بأنك حين تحب نفسك ومن حولك من الناس والأحياء، فستكون نتيجته إيجابية عليك، وستلقى حباً وقبولاً من الناس حتى لو لم تعرف جلهم، فإن محبتك للغير رغبة فيما عند الله واستجابة لأمره، ستدفع الناس لمعاملتك بالمثل وستكون بالتالي أنت الرابح، في الدنيا قبل الآخرة.