11 سبتمبر 2025

تسجيل

د. يوسف عبيدان .. صح لسانك

15 ديسمبر 2014

في بلاد بره نجد جمعيات كثيرة للرفق بالحيوان، المتشددون يطالبون بتوقيع أقصى عقوبة ممكنة على من يعذب أو يقتل أو يعتدي على حيوان إيماناً منهم بأن للحيوان مشاعر وعواطف يجب ألا يؤذيها إنسان، وطبعا نقول كالعادة "يخيبكم ناس فاضية، هو احنا راعينا حقوق الإنسان لما حنشوف حقوق الحيوان؟"، أنا نفسي استنكرت جداً في الأيام التي تسبق عيد الأضحى من أعوام قريبة أن أرى في السوق المركزي "كاو بوي، وكاو بويه" بقبعتيهما المعقوفتين يقفان عند حاجز يراقبان زبائن السوق الذين يشترون الأضاحي، وإذا ما وجدا أحدهم يجر خروفاً أو يضعه في حقيبة السيارة الخلفية تشاجرا معه وأنزلا الأضحية وأصرا على أن ينقلها صاحبها بطريقة إنسانية يعني لا مربوطة ولا مخنوقة، ولا مجرورة ولا تُدفع بالعصى لتركب "البيك آب".. سألت المدير "مين الجماعة دول" قال إنهم مراقبون يتأكدون من أن قطر ملتزمة بكل حقوق الحيوان، سألته وما هذه الاستمارات التي يوزعونها قال هذا استبيان يتبعونه بتقرير إن كان بالسالب يحرم البلد المخالف لحقوق الحيوان من استيراد أي مواشي من الدولة التي تراقب "حقوق الحيوان" قلت "يا سلام إيه العظمة دي" يعني السجون مليانة، والانتهاكات اليومية آه يانا، واللي يتكلم يروح بخبر كانَ، بينما الخروف والمعزة والتيس والعجل لها حقوق! يا حلاوة ياولاد! واتفرج على فيلم السحل والتعذيب في الدراما العربية المأخوذة عن الحقيقة المأساوية لأرى أشكال السحل، والخنق، والغمر بالماء حتى الاختناق، والتعليق من رجل واحدة، والاغتصاب لكسر الكرامة، والحرق والكهرباء والكدمات، والتعذيب حتى الموت لأضرب التليفزيون بالريموت حانقة محزونة، وأتلفت متأملة كل أشكال التعذيب الوحشي الذي نمارسه على بعضنا البعض بالإذلال، والعجرفة، والاستعباد، والظلم، والقهر، والتسلط، والاستقواء، بمناصبنا، وسلطتنا، وأموالنا، أتأمل واسأل هل نمارس في عالمنا العربي فعلاً رعاية "حقوق الإنسان" الذي قد يسحق بالذل والكمد وقد عجز عن الوصول لحقوقه لضعفه، أو هوانه، أو فقره، أو لأنه مكسور أمام "اللي إيده طايله كل حاجة" أتأمل كل صنوف العسف لأتوجع وأحياناً أدمع لصور لا رحمة فيها يذوب بها إنسان في صمت يأساً، وغلباً، وقلة حيلة، أتأمل ما نفعله ببعضنا البعض بدم بارد فأحسد الكلب، الذي ينعم في بلاد بره برعاية فائقة بينما عزيزي الإنسان غارق في ذل الامتهان! ولا عجب فناس بلاد بره لهم فلسفتهم الخاصة بحقوق الحيوان، أحد طلاب أرسطو حرم أكل لحوم الحيوانات لأنها تحرمها الحياة، غيره يقول لا يحق لأي امرئ ممارسه أي قسوة تجاه أي بهيمة! "تعال يا خويا شوف عندنا العاهات" هذا رجل دين يدعو إلى عدم مناصرة الرياضات العنيفة كمصارعة الديوك، ومصارعة الكلاب، ومصارعة الثيران، يا سلام على الحنان! ديكارت يقول إن للحيوانات مشاعر، وأن التعامل معها بقسوة يعتبر فساداً أخلاقياً، يا سلام على الرقة! حتى الحيوانات المتوحشة لا يجوز القسوة عليها! المتوحشة؟ أيوه المتوحشة مش عاجبك؟ لا .. لا عاجبني من يرفض مثل هذا النهج المحترم المحروم منه ملايين البشر؟ وفي خضم الدهشة، مما نرى ونسمع أفتح الجريدة لأتابع أستاذنا د. يوسف عبيدان وهو يقول في كلمته بالدورة التدريبية الإقليمية لحقوق الإنسان "بالرغم مما نحقق على الأصعدة الوطنية، والإقليمية، والدولية فلا يمكن القول بأن حقوق الإنسان في عالمنا المعاصر قد وصلت إلى مرحلة مرضية فما زال المجتمع الدولي يعاني من صور انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بسبب ازدواجية المعايير في معالجة قضايا حقوق الإنسان، والفجوة الكبيرة بين المبادئ النظرية المجردة والتطبيق على أرض الواقع" د. يوسف صح لسانك ولا عزاء للمعذبين من البني آدمين! *** طبقات فوق الهمس*بمناسبة حقوق الإنسان تحية لائقة لكل مسؤول يحقق قدراً ولو بسيطاً من الرعاية التي ترد لأي إنسان كرامته، وتعيد له حقه، وتواسي أوجاعه، وتجبر ما كسر من إرادته.* إلى سعادة الوزير فلان الفلاني:كل الشكر والتقدير لأنك رغم انشغالاتك استمعت إلى أنة مظلوم، وأوجاع مقهور، وأنصفت ضعيفا. * * * عزف ونزف* نزعم أننا بشرلكننا خرافليس تماماً.. إنمافي ظاهر الأوصافنقاد مثلها.. نعمنذعن مثلها.. نعمنذبح مثلها .. نعمتلك طبيعة الغنملكن يظل بيننا وبينها اختلافنحن بلا ارديةوهي طوال عمرها ترفل بلا أصواف"أحمد مطر"