11 سبتمبر 2025
تسجيل(1) بدأ الاهتمام بالتعليم النظامي في قطر منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، ومعه تم تأسيس وإنشاء المدارس في شتى أنحاء مناطق قطر سواء في الدوحة العاصمة أو في خارجها. وشاركت الكثير من القيادات القطرية بجانب العربية التي وفدت الى قطر من الخارج في تلك الفترة فقدمت عدة خدمات جليلة للارتقاء بالتعليم عبر توفير مناهج دراسية متطورة وأعضاء هيئة تدريسية وخبراء عرب على أصول تربوية متميزة قدمت الكثير من الانجازات لبناء تعليم حديث يواكب العصر ويساير الهوية القطرية اولا والعروبية والاسلامية ثانيا. (2) من الشخصيات التي وفدت الى قطر في خمسينيات القرن الماضي وخدمت التعليم والحركة الكشفية في قطر المربي الراحل “ د. كمال ناجي“ الذي ساهم في وضع اللبنات الاولى للتعليم مع رفقاء عصره في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم إبّان عهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير معارف قطر المتوفى عام 1976 م. وكلنا يعلم الدور الكبير الذي قدمه “د. ناجي “ للتعليم في قطر في وقت كنا نفتقر فيه الى معايير التربية والتعليم الصحيحة في ذاك الزمان، فقد ساهم مع رجال الأمس بجعل التعليم يحظى باهتمام كبير من قبل حكام قطر. بجانب تطوير المجالات الاخرى في هذا المضمار ومنها مجال الحركة الكشفية التي لاقت الكثير من العناية، حيث ثم تأهيل وتدريب طلاب المدارس في قطر وتأسيس جمعية للكشافة القطرية التي كان لها دورها الريادي في خلق مؤسسة تقوم على العمل التطوعي والانساني ما زالت تعطي بكل أمانة واخلاص من أجل الشباب القطري الفاعل قي خدمة وطنه. (3) كمال ناجي عمل على جعل الحركة الكشفية تسهم في بناء قاعدة شبابية كبرى على مستوى قطر بتوجيهات من وزير المعارف. وكان من الشخصيات التي كانت تحضر أغلب الفعاليات الشبابية والرياضية سواء تلك التي كانت تقام في استاد الدوحة أو في المخيمات والمعسكرات الكشفية السنوية بتشريف كبار المسؤولين في الدولة خلال ذلك الوقت. ولعل الكثير يتذكر تلك الأيام - أيام الطيبين - وما كانت تتضمنه من نشاط جبار للشباب القطري في المجال الكشفي من حيث المشاركات المحلية والخارجية بلون عصري يقوم على روح العمل الجماعي والتعاون عبر بوابة معارف قطر (وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي حاليا). وقد أطلق اسم كما ناجي على احدى مدارس قطر وهي (مدرسة وروضة كمال ناجي النموذجية للبنين) تقديرا لجهوده في التعليم. ولمن لا يعرف عنه شيئا فهو رحمه الله مدير وزارة التربية والتعليم الأسبق بدولة قطر. (4) يتحدث عنه الكاتب والإعلامي البارز عبدالعزيز محمد الخاطر.. قائلا: لا أعرف لماذا عند بداية كل عام دراسي جديد أتذكر الدكتور كمال ناجي رحمه الله مدير وزارة التربية والتعليم الأسبق؟ لقد ارتسمت في مخيلتي وربما في مخيلة الكثير من أبناء جيلي صورتة خلف الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني أول وزير للمعارف وللتربية والتعليم في دولة قطر ورائد الحركة التعليمية فيها كلاهما يلبس البشت الأسود والنظارة السوداء سواء في زيارة فصل أو مدرسة أو افتتاح مهرجان أو حفل تخرج. كان كمال ناجي مكوك وزارة التربية والتعليم والمنفذ الأمين لتوجيهات الشيخ جاسم رحمهما الله جميعا. كما كانت وزارة التربية والتعليم في ذلك الوقت بالذات هي محور التنمية في البلاد بعثات تذهب وبعثات تتخرج. أحب كمال ناجي قطر وأخلص لها وأحبته قطر وأهلها ولا تزال ذكراه عطره عند جميع من التقيتهم عبر السنين منذ رحيله. لم نسمع عنه مثل ما سمعنا عن الكثيرين غيره من سوء استخدام للثقة، أو للمنصب، مثله مثل العديد من الإخوة العرب أيضا الذين وجدوا في قطر وطنا ثانيا، حتى أصبحوا مواطنين أوفياء لها ولشعبها، احتفظ بعلاقة جيدة مع جميع الاوساط الاجتماعية. كما كان يمتلك كفاءة إدارية عالية بشهادة الجميع، أخلص لعمله ولم يتجه الى عمل آخر. حتى أنه بعد وفاته فوجئنا ببيته المتواضع جدا هو الذي كان يرتقي أعلى منصب في الوزارة بعد الوزير في فترة ما. دليلا على نزاهته وزهده وإيثاره للعمل على أي شيء مادي آخر، لا يزال جيلنا يترحم على وقت كمال ناجي كلما شاهد التعقيدات المختلقه اليوم أو وقف أمام مسؤول متغطرس غطرسة المنصب حتى لا يكاد يرى المراجعين. رأيته مرة في مكتب الملحق الثقافي في القاهرة يسأل عن كل شيء. عن الطلبة، عن أثاث المكتب، عن نادي الطلبة، عن الصعوبات التي يواجهونها. إنسان مندمج في عمله بإخلاص واجتهاد وهو ربما كان في إجازة في بلده الأول مصر لكنه كان يشعر بأن قطر لها حق عليه تماما لأنها موطنه أيضا. رحم الله كمال ناجي ورحم الله إخلاصه وتفانيه.. ووفق الله ذريته جميعا للعيش في رغد في بلدهم الحبيب قطر. (5) كلمة أخيرة: انها شخصية تستحق منا التقدير والاحترام.. وعندما نتذكرها اليوم فهي لأنها تستحق أن تكون من قادة الرعيل الاول للتعليم بجانب الاهتمام بالحركة الكشفية التي لن تنسى فترتها التاريخية.. فأمثال هؤلاء ساهموا في مرحلة البناء والتأسيس لهذا الوطن منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى فترة السبعينيات على وجه الخصوص.. بقي ان نعم بأن الدكتور كمال ناجي ولد عام 1927 م في مصر العروبة وكانت وفاته في قطر عام 1997 م.. رحمه الله رحمة واسعة.. وله اليوم الكثير من الأبناء والأحفاد.. منهم الطبيب ناجي كمال ناجي والدكتور المهندس خالد كمال ناجي في جامعة قطر. [email protected]