13 سبتمبر 2025
تسجيلوقاحة في الكلمات.. وقاحة في الكتابات.. وقاحة على المنصات.. وقاحة في بعض البرامج الإعلامية المباشرة، وقاحة في الحوارات والمناقشات، وقاحة في الردود، وقاحة في المجموعات الهاتفية، وقاحة على الألسن، في أي زمن نعيش، وعلى أي مائدة نأكل، وفي أي طريق نسير!. قذف واستهزاء وتطاول وسبٌ وشتم ومهاترات، وقبائح الصور، ما تجد كاتباً أو مغرداً مستخدماً منصات التواصل الاجتماعي لتوصيل فكرة أو نقل حدث ما، أو نقد إيجابي، أو معارضة حدث ما بأدب وحُسن كتابة، إلاّ وجاءت عليه من الردود بكلمات نابية ووقاحة لا مثيل لها، وقذف واستهزاء وصور فيها من الفحش وسوء أدب وتبجح. لقد أصبحنا -لا نعمم- نتفنن في هذه الوقاحة ضاربين عرض الحائط بالأخلاق والقيم والأعراف المجتمعية والإنسانية والجيرة، وقبل هذا كله ما جاء به شرع الله تعالى وما علّمنا به وهدانا وأرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من معان رائعة راقية وحُسن أدب. فالوقاحة تصريح صريح عابر للقارات يعبّر عن حقد واضح وجرأة بلا حدود وقيود على كل ما هو سوي ويتماشى مع ما تعارفت عليه الطباع السليمة والذوق العام. فهي ليست مهارة أو فن أو-شطارة-، وإنما هي قلة أدب وانحطاط أخلاقي قيمي وانتكاسة يعيشها كل من يمارسها في أخس وأحط وأنجس وأقذر المستنقعات، حتى الحيوانات لا تقبلها. فقد جاء عن الخليفة الراشد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قوله «مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ». فكل من يحمل هذه الوقاحة بأي صورة من صورها، وعلى أي شكل من أشكالها القبيحة مريض بمرض نفسي، فاسد المزاج به اعوجاج، يحتاج إلى علاج في مصحات نفسية، وليس بعيب أن يذهب إليها، بدلاً من يستغرق في هذه الوقاحة، مهما كانت منزلته ومكانته ودرجته الاجتماعية أو الاستشارية أو من بطانة السوء ومن مرتزقة أو من مستشاري الوقاحة، فكل هؤلاء وغيرهم يلبسون ثياب الوقاحة ويشربون من مستنقعها القذر ويتلفظون ويرمون الناس من أقذارها ذات الرائحة النتنة. فهل هؤلاء منتهون؟. لا أتوقع..!. وجاء الحصار الغادر لدولة قطر-يحفظها الله- ، والتطاول على قيادتها وحكومتها وشعبها والمقيمين على ترابها، وأظهر لنا تجار الوقاحة، سواء من دول الحصار-نسأل الله لهم الهداية- ومن غيرها الذين سقطوا وما زالوا يسقطون في مستنقعاتها النتنة. وأخيراً.. الحرية المطلقة ليست في أن أرمي الناس بقبائح الألفاظ والجرأة عليهم بالوقاحة من غير حسيب ولا رقيب، فهذه ليست حرية وإنما الدمار والخراب والغدر والتطاول والمراوغة والخيانة لقيمة الحرية التي وهبنا الله تعالى إياها. « أفلا تعقلون»!. ◄ «ومضة» الوقاحة عنوان كبير للسقوط والإفلاس.. انتهى الدرس!.