17 سبتمبر 2025

تسجيل

نجوم من بلدي (10)

15 أكتوبر 2016

في زمن الفن الجميل كان التنافس على أشده بين الفنانين، ومع هذا فإن الصراع ما كان يظهر حتى يختفي سريعاً.. ولكن السؤال لماذا يكتسح الساحة فنان ما.. ويختفي الآخر؟ قد يكون صاحب صوت قوي ومعبر.. فهل الصوت الإطار الأمثل لانطلاق الموهبة أم أن هناك وسائل أخرى قد تسهم في بروز الفنان وتحويله إلى نجم لا يشق له غبار. في زمن عبدالحليم حافظ، كان هناك عدة أصوات، كان هناك مثلاً محمد قنديل، صاحب الحضور والصوت القوي والمعبر، وكان قبله كارم محمود. في سوريا كان نجيب السراج، ورفيق شكري، في لبنان كانت نور الهدى ونازك، ولكن فيروز عبر الثالوث الأهم في مجال الغناء قد حجمت بريق الأخريين، والأخوان رحباني وفيلمون وهبي.. إذاً الفنان ليس صوتاً جميلاً ومعبراً، ولكن مجموعة من الأسباب تسهم في بروزه.. لنأخذ مثلاً ابننا العزيز.. نجم قطر الأبرز بوخالد – فهد الكبيسي – ونتحدث عن مميزاته، أولاً العلم، والثقافة، التواضع الجم، والتجديد، والتطوير، وخوض غمار التجربة، وعدم التوقف عند مرحلة.. ثم الإسهام في كل فعالية محلية كانت أم عربية.. نعم فهد انطلق مع رفقاء الدرب الأعزاء منصور المهندي، عيسى الكبيسي، سعد حمد، ومن قبله غانم شاهين وكانت هناك محاولات لعيسى أحمد، ولكن شتان بين ما وصل إليه بو خالد وتحوّل إلى نجم النجوم، هل تعرفون لماذا؟ إنه يعيش قلق الفنان الحقيقي، فهو يطرح الشريط، ويقدم الأغنية المفردة، وهو بحق سفير الأغنية القطرية، لأنه يعيش قلق الفنان، نعم يقدم مع رفيق دربه عبدالله المناعي، ولكن يغرد عبر جميع الألحان، فها هو يشارك الفنان المغربي أغنية ذات نكهة مغاربية، وها هو يقدم على اقتحام الساحة الغنائية المصرية.. وقد أصبح الآن صاحب جمهور حقيقي ممتد عبر خريطة الوطن العربي. بل إن حفلاته في أوروبا كاملة العدد. أعود إلى ذات التساؤل لماذا؟ ذلك أن الفنان قيمة في أي مجتمع، وعندما يقدم الفنان صورة رائعة لذاته ولفنه، فإنه يكون مصدر فخر لوطنه، وبو خالد صورة حقيقية للفنان. لأنه يعرف ماذا يريد من الفن، وأن رسالة الفن أكبر بكثير من صوت يشدو بكلمات. رسالة الفنان أن يعطي الآخرين صورة حقيقية عن معنى الفن.