13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فيما ألغى رئيس حكومة العدو الصهيوني لقاء مقررا مع وفد "الرباعية الدولية" الأربعاء كانت تسعى لوقف "انتفاضة القدس"، اتّهمه معارضوه بفقدان السيطرة على الأوضاع في الأراضي المحتلة،وهو الذي كان يعتبره مؤيدوه بأنه "سيد الأمن"."سيد الأمن" أو "الطاووس"، وهما لقبا نتنياهو،الذي سقط في وحل الأرض الفلسطينية،وتلطخت أياديه بدماء الفلسطينيين،بات من الصعب عليه الخروج سالما من ورطته وحكومته اليمينية المنفلته ومستوطنيه، رغم أجازته لجيش الاحتلال استخدام كل وسائل القتل لوقف هبّة الشعب الفلسطيني. الجيل الجديد من الفلسطينين لم يعد لديهم ما يخسرونه بعد أن ضاقت بهم السبل وأغلقت بوجههم آفاق التسوية، وبعد أن خبروا سنوات الصمت والموت والخداع،وعرفوا ما الذي ينتظرهم إن هم ظلوا على هذه الحال، فقرروا انتزاع زمام قضيتهم بأيديهم المدججة بالحجارة والسكاكين والزجاجات الفارغة، وخرجوا يتصدون الجيش الذي لا يقهر بصدورهم العارية في عموم فلسطين من النهر الى البحر.النظر الى حصاد شهر تقريبا من المواجهات بين الجيل الفلسطيني الثائر، وبين جنود الاحتلال وسوائب المستوطنين،رغم الخسائر البشرية، يظهر أن مسار الهبّة الفلسطينية في الاتجاه الصحيح،فالقرار الذي أبلغه نتنياهو لأعضاء حكومته وقادة المؤسسة الإسرائيلية الأمنية بعدم زيارة والتجول في ساحات المسجد الأقصى لم يكن ليتم لولا استشعار المستوى السياسي الإسرائيلي بخطورة المرحلة وما ستحمله من مفاجأت قد تربك حسابات أطراف عديدة في المنطقة،الى جانب المخاوف الإسرائيلية من أن يكون القادم عليها مذهل أكثر.كما فشل نتنياهو بفعل التأثير الفلسطيني الشعبي على مجريات الأوضاع، من تسويق موقفه حول مزاعم المستوطنين الصهاينة بالتجوال في باحات المسجد الأقصى المبارك. ولم يرعب وعيده للفلسطينيين بمزيد من العقوبات والإجراءات العقابية والإعدامات الميدانية من استمرار الحراك الفلسطيني.ووسط هذه التطورات المتلاحقة في الراضي الفلسطينية،عجزت الدول العربية عن عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى،واقتحام جنود الاحتلال للمسجد وضرب واعتقال حماته من المقدسيين العزل من السلاح، فلجأوا إلى أهون الأمور وهو الدعوة لعقد اجتماع لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي.ولان المسجد الأقصى ليس في أولويات الأنظمة العربية العاجزة، فلم يستطع للحظة أن يلتقي قادة النظام العربي الرسمي في قمة استثنائية لبحث الغوّل الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. الأنظار الآن تتجه نحو المجتمع الدولي لعلّه ينصف الشعب الفلسطيني وان لم يفعل ذلك من قبل،فعلى الأقل يحمّل الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها المسؤولية الكاملة عن إفشال جميع فرص المفاوضات وبضرورة وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال. من دون ذلك كله، لن يفوّت الفلسطينيون فرصة ثمينة، لم تتوافر لهم من فترة طويلة، أقله منذ عشر سنوات، فهل تملي هبة القدس أجندتها على قيادات السلطة الفلسطينية، أو أن الأخيرة، ستينجح مدعومةً بأطراف في المنطقة والعالم، في احتواء الهبة وشراء المزيد من الوقت، وإعادة الفلسطينيين إلى مربع الانتظار والفراغ من جديد...وإلى الخميس المقبل.