17 سبتمبر 2025

تسجيل

الصحافة القطرية وتطويرها شكلاً ومضموناً مع البعد عن الأهداف التجارية

15 أكتوبر 2015

رغم امتلاك الصحف القطرية للعديد من العوامل والفرص لادارة العمل الصحفي في الوقت الراهن ، الا انها ما زالت تبحث عن الدور المنوط بها لتحقيق الرسالة الصحفية في الارتقاء بهذا العمل وخدمة المجتمع بما يواكب قيم ومبادئ هذه الرسالة التي اختلف المفهوم حولها اليوم لعدة اسباب منها التمسك بالعامل التجاري والاعلاني قبل العمل بمهنية عالية في بلاط صاحبة الجلالة ، وهذا ما يجعلنا نضع هنا بعض النقاط فوق الحروف لتطوير صحافتنا وجعلها تواكب العصر وثورة الاتصال بلا تردد.. الصحافة من المهن المتعبة والشاقة ، وهي كما تذكر المصادر : هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار ، والتحقّق من مصداقيّتها ، وتقديمها للجمهور . وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلّقة بمستجدّات الأحداث على الساحة السياسية ، أو المحلية ، أو الثقافيّة ، أو الرياضية ، أو الاجتماعية ، وغيرها . وهي من أحسن وأفضل طرق الإعلام تأثيراً في الرّأي العام؛ وذلك لأنّ الصّحيفة يتداولها النّاس مهما كانت طبقتهم أو شرائحهم ومعتقداتهم الفكريّة والثقافية والاجتماعية ، وحتّى إن كان للإذاعة والتّلفاز تأثير مباشر وقويّ لدى الجمهور ، إلّا أنّه يبقى تأثيراً لحظيّاً أو آنيّاً.** تأثير الصحافة على المجتمع : الصحافة كانت وما زالت هي المرآة التي ينظر اليها الجميع بانها خلقت لبناء المجتمعات والتأثير على الرأي العام بما يسهم في بناء الافراد بشكل ايجابي بعيدا عن تلويث العقول أو اللجوء الى اساليب التجريح والقذف التي لا طائل من ورائها أبدا . فهي " السلطة الرابعة " كما يطلق عليها ، وهي المؤسسة التي تسهم في نشر الرأء والافكار البناءة لا الهدامة ، وهي التي تنشر المعلومات في شتى مجالاتها ، سواء كانت الثقافية أو السياسية أو الاقتصادية أو الصحية أو الترفيهية وغير ذلك . وللصحافة عدة وظائف عليها ان تسعى لتحقيقها بما يخدم الرأي العام بعيدا عن الاثارة مثل: الوظيفة التنموية ، أو خدمة الأجيال ونقل الثقافات من جيل الى جيل ، أو تثقيف المجتمع وتوعيته بالشكل الصحيح ، بجانب بث الاخبار والمعلومات بموضوعية وحيادية ونزاهة دون تزييف لما ينشر فيها.** قانون المطبوعات والنشر: ما زال قانون المطبوعات والنشر في قطر يتم تداوله وتطبيقه بصيغته القديمة التي كتبت سنة 1979 م ، وقد ولد في وقت سابق مشروع اخر لكتابة هذا القانون بصيغة متطورة تواكب العصر الذي نعيشه اليوم ، وقد عرض على الجهات المسئولة في الدولة بعد استنارة بعض الخبراء في شئون الصحافة ، ولكنه ما زال حبيس الادراج ، ونتمنى ان يصدر بأسرع وقت ممكن اسوة بالقوانين الاخرى التي صدرت مؤخرا في بعض دول المنطقة ومنها دولة الكويت.** دور المؤسسات الصحفية : لعل وجود بعض المؤسسات الصحفية الكبرى في قطر اليوم يسهم في تحقيق مزاولة هذه المؤسسات عبر دورها الطبيعي في ممارسة العمل التجاري بشكل لافت للنظر ، وهذا حق من حقوقها ولكن بحدود ، فالمؤسسة الناجحة هي تلك التي تحقق اكبر ربح مادي بشكل سنوي ، وهذا لا يعني انه لا توجد عندنا مؤسسات صحفية فاشلة وخاسرة ، لانه توجد المؤسسة المتفوقة والبارزة ايضا على مستوى قطر ومنطقة الخليج. واذا كانت هذه المؤسسات تسعى في المقام الاول للكسب المادي وارتفاع نسبة الارباح بشكل سنوي ، فان هذا لا يعني نجاح المؤسسة في خدمة المجتمع ، لان النجاح يكون دائما في خدمة قضايا المجتمع والارتقاء بالقارئ قبل كل شيء من خلال تقديم خدمة صحفية بمهنية راقية بعيدا عن جعل العامل الاعلاني هو الهدف ، لكنه يبقى أحد أهداف هذه المؤسسات الصحفية مع الالتزام برسالة الصحافة الحقيقية التي ابتعدت عنها الكثير من الصحف العربية في هذه الايام !!.** التطوير والتغيير بشكل دوري:من الأمور التي غالبا ما تكون مغيبة عن بعض الصحف انها تبقى لسنوات طويلة دون تغيير أو تطوير ، فانت تقرأ الصحيفة من الصفحة الاولى الى الصفحة الاخيرة في كل ولا تجد اي تطوير لصفحاته ولا للمضمون او لطريقة توزيع الصفحات او حسن اختيار نوع الخط أو الالوان او المساحة المخصصة للمادة الصحفية المنشورة او تغيير الموقع الالكتروني باستمرار والارتقاء به نحو العالمية ، بجانب انه كم من الاخبار التي لم تنل حقها في النشر والتحليل ، وكم من زاوية اسبوعية لأحد الكتاب ما زالت تعيش في القرون الوسطى ، وكم من صحفي يعشش في صحيفة ما ما زال يتعامل مع الصحيفة وكأنها " سوبر ماركت " فهو يقدم مادته الصحفية بشكل يومي او اسبوعي او شهري من باب تادية الغرض لا تادية المادة الصحفية المكتوبة باحترافية واخلاص للمهنة التي يعمل فيها ! . ومن هنا فان الصحف في قطر بحاجة الى التغيير الذي يخدم رسالة الصحافة ومن يعمل فيها بما يخدم المجتمع الذي تعيش فيه وهي نقطة في غاية الاهمية.** غياب التقطير في الصحافة: من الظواهر التي تلفت الانتباه في الصحف القطرية بعدها كل البعد عن الاهتمام بعملية " التقطير " التي هي جزء لا يتجزأ من رؤيتنا الوطنية 2030 في شتى المجالات ، ولا شك ان الصحافة هي جزء من هذا الجانب . والمؤسف ان اغلب من يعمل في صحافتنا هم من اخواننا العرب والاجانب ، والواجب على جميع المؤسسات الصحفية العمل على تحديد عدد القطريين بنسبة لا تقل عن 30 - 40 % على اقل تقدير ، مع رفع الرواتب بنسبة معقولة لكي يقدم ابناء وبنات البلد للعمل في مجال الصحافة ، وهو ما سيعود علينا جميعا بالفائدة وتنمية الوطن من خلال تأهيل كوادر صحفية ، مع عدم التركيز على فتح المجال للصحفيين من الكتاب فقط دون اجتذابهم للعمل الميداني وهو اساس العمل الصحفي الاحترافي.** جمعية للصحفيين والكتّاب :ونتساءل هنا أيضا :اين جمعية الصحفيين ؟ واين جمعية الأدباء والكتاب القطرية ؟ واين جمعية الاعلاميين ؟ .. انها من الاسئلة المهمة التي تتطلب اجابة من اجل تحقيق هذا الطموح بهدف الارتقاء بالصحافة وبكتابها وكل من يعمل فيها سواء عن قرب او عن بعد . وفي السنوات القليلة الماضية قدم مشروع انشاء جمعية للصحافة في قطر ، تبناه عميد الصحافة القطرية وثلة من الصحفيين والكتاب القطريين نتمنى ان يرى هذا المشروع الطموح النور قريبا لخدمة رسالة الصحافة والنشر والابداع في هذا المجال المهم من مجالات الرسالة الاعلامية لتنمية المجتمع . خاصة ان من الأهداف السامية لمثل هذه الجمعيات هو العمل على:الاهتمام بتطوير الصحافة وشرف المهنة الصحفية - وتقديم الخدمات المهنية في شتى المجالات بحياة اجتماعية عادلة لهم - وتسوية الخلافات بين الصحفيين وبين دور النشر والصحف مع اعتبار الجمعية مرجعا أساسيا للصحفيين - وتأسيس صندوق للصحفيين المتقاعدين وصرف مكافأة شهرية على الاقل من قبل المؤسسة الصحفية لمن كان يعمل فيها حفظا لحقوقه ومكانته في المجتمع - وزيادة التعاون مع المؤسسات والهيئات والاتحادات الاقليمية والعالمية - وتشجيع حضور المؤتمرات والدورات التدريبية والمهنية للصحفيين .. وغيرها.** كلمة أخيرة :من أسمى عوامل نجاح الصحافة في خدمة المجتمع : العمل على إرساء المعايير الأخلاقية والمهنية في الصحافة مع الاستفادة من أصحاب الخبرات السابقة في هذا المجال الحيوي والمهم في بناء المجتمع القطري !!.