18 سبتمبر 2025

تسجيل

هكذا رأي البوسنة

15 أكتوبر 2014

جلستُ مع أحد الأصدقاء " الربع " فحدثني عن البوسنة فهو قادم منها، قال لي باللهجة العامية "لا أحد يزعل لا تقولي لندن أو باريس".. هاتان المدينتان اللتان يتهافت الناس على زيارتهما باستمرار. فقلتُ له هات ما عندك، فقال: جبال، أنهار، أودية، غابات، وأمطار، وشلالات، وحدائق ومتنزهات، وخضرة.. بصرك لا يشبع منها، ومناظر طبيعة خلابة ساحرة وأجواء جميلة ساحرة هادئة، وأصوات الطيور، والمياه الصحية، ورأيت أشجار الرمان والكستنا، وأشجار التين والذرة. دولة قمة في الجمال الطبيعي سبحانه الذي وهبها هذه الطبيعة. وقال: فالشعب البوسني شعب فيه الطيبة ومخلص لوطنه ويعمل ويكد وفي أبسط الأعمال، المهم أنه يقيم نفسه ويبني وطنه وينهض بأمته ويحب الأمن والآمان بعد أن عانى من الظلم الذي وقع عليه من قبل الأعداء. اللهم احفظ البوسنة من الأعداء ومن يساعد الأعداء.أما مساجدهم فحدث عنها وأنت في قمة الإعجاب والانبهار ففيها القديم والجديد، بل وفي كل مكان تجد مسجدا على جبل وعلى مرتفع وفي جميع الجهات تكاد عيناك إلاّ وتقع على مسجد. توقف قليلاً وقال لي : ذهبت إلى صلاة الفجر مشياً وأنا أخرج من الفندق وإذا أصوات الأئمة من مكبر الصوت تسمع قراءتهم للقرآن من مختلف المساجد بأصوات ندية جميلة لم يجعلوها فقط للآذان أو للإقامة، ولاحظتُ نظافة المساجد غاية النظافة، ولا تجد فوضى في وضع الأحذية، ومرمية في كل مكان كما الحال عندنا للأسف، وإنما توضع في مكانها المخصص لها يشدّك ترتيبها. واستمر في الحديث وقال دخلتُ بعض الفرجان في مدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك فلم أمرُ على مطبات أمام البيوت الجميلة المتواضعة. أما عندنا كل واحد شيد منزلا طلب بوضع مطب أمام منزله. وزرتُ بعض المواقع الأثرية والتاريخية والحدائق والمتنزهات في سراييفو ومدينة موستار وتوزلا جميلة وروعة، وتدخلها؛ أي هذه المواقع والمتنزهات، برسوم إما على موقف السيارة أو على الدخول للمكان والمبالغ التي تؤخذ رمزية، أما عندنا لماذا لا يطبق على الدخول مثلاُ على حديقة المتحف الإسلامي ولو برسوم رمزية عشر أو خمسة عشر ريالاً حتى يُعطى المكان احترامه ومكانته كما يفعل هؤلاء القوم. وتوقف قليلاً في حديثه وقال أكثر ما لفت انتباهي هو كثرة التدخين في الأماكن العامة والمغلقة وللأسف في المطاعم لأنه غير ممنوع وأمام الجميع "عينك عينك"، وتمنيت أن تمنع وتتحرك الجهات الرسمية عندهم بمنعها، وهذه الآفة يتعاطها الجميع رأيت الرجال والنساء والكبير والصغير والشباب والفتيات والأدهى المرأة العجوز. ورأيت ظاهرة التسول والتصنع في هذه الظاهرة ليوهمك أنه محتاج والأفضل أنك لا تعيرهم الانتباه حتى لا يتجمع عليك آخرون من أمثالهم ولكنهم لا يضايقونك. أما أسواقهم فتجد فيها أسواقا قديمة جميلة جداً ومجمعات تجارية حديثة، وقال أثناء التجوال فيها لم أجد أحدا من الباعة واقفاً أمام محله ينظر يمنة ويسرة للناس الكل مشغول داخل المحل. وأنهى حديثه بأن قال لي إذا لم تقم بزيارة البوسنة فقم بزيارتها يكفيك أسبوعا أو عشرة أيام واستمتع بما حباها الله من جمال يسر الناظرين." ومضة "تذكرت وأنا أتحدث مع صديقي أول رئيس للبوسنة والهرسك السيد علي عزت بيغوفيتش رحمه الله رجل البوسنة البار والشجاع والوفي لبلده وشعبه وأمته ولدينه الذي وافته المنية بتاريخ 19 /10 /2003. ولنا وقفات معه في ذكرى وفاته رحمه الله.