15 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ فترة لم أرها، التقيتها يوم الجمعة الفائت مع مجموعة صديقات، كان وجهها متعباً، سألتها عن الصحة، والأحوال، والأولاد، لم تجب، تنهدت بصعوبة لأفهم أنها موجوعة، سألتها مالك؟ قالت أوجعني تصرف ما كنت أتوقعه من ابني الطبيب المسافر إلى أمريكا في مهمة عمل، لم أكن أتصور أنني لا أعني له شيئا يذكر إذ رغم علمه منذ فترة بتاريخ سفرته لم يزرني، ولم يودعني، بل لم يكلف نفسه حتى بمكالمة اسمع فيها صوته قبل سفره، اكتفى وهو في طريقه إلى المطار (بمسج) فيه ودعني وأعلمني بسفرته، كلما قرأت (المسج) اشتعلت روحي بمرارة لا توصف، فبيته في الدوحة ليس ببعيد عني ولا يتكلف أي مشقة تذكر ليصلني، ويسأل عني، ويودعني، واختنق صوتها وهي تهمس معقولة، معقولة لا يملك وقتا لوداع أمه ويودعها كالأغراب بمسج؟! وتقسم لي أنها لم تتذوق (كده) ولم تكلفه أي نفقة تذكر، وما كانت عمرها عبئاً عليه، ولم تقيده أبدا بأي التزام من أي نوع لأنها ميسورة والحمد لله، تلتمع عيناها بغيمة دمع وهي تقول أنا حزينة ابني تغير، لم يعد العطوف، البار، الودود كما عهدته، عز عليه حتى السؤال، كل ما فيه تبدل، كان يسعدني بمبلغ شهري اسلمه لبعض الأسر المتعففة التي تعيش على صدقات المحسنين الذين يسترون عوزهم دون كشف فاقتهم للناس، حتى هذا البر الجميل قطعه عنهم، لا أدري ما الذي أصابه، ما الذي غيره، لساني لا ينقطع عن الدعاء له، لكن خاطري مكسور، وروحي محزونة من قسوته. أنهت زفرتها الموجوعة لتمتلئ نفسي بالعتب على الدكتور الذي لم يجد في أجندة وقته دقائق يودع فيها أمه وهو وهي في بلد واحد، ولو كنت يا دكتور في الهند أو المريخ لقلنا معذور، المسافات تقهر اللقاء والبعد حائل لكن تقاربت الدور ولم تتقارب للأسف القلوب، عزيزي الدكتور (فلان) يا أيها الحاضر الغائب، يا مشغول جدا بأسرتك، وشغلك، وسفراتك، وإنجازاتك، ومرضاك، أرجوك داوي قلب أمك المجروح منك قبل أن تداوي الناس فأنت وجعها، وانت أنت طبيبها، لن أقول لك كالتوصية (الزم قدميها) فقط وإنما أذكرك انها مقدمة على كل مسؤولياتك، ولا تنس أنها التي سهرت، وربت، وتعبت، وعلمت حتى تصبح الدكتور (فلان) وأنها التي أعطتك الحب كله والحنان كله والرعاية كلها دون منّة، ولتعلم يا طبيب الناس أن دموعها منك محسوبة عليك فوالله بالأمثلة ما هضم احد حق امه إلا وأخذ الفلاح طريقا غير طريقه، وتركه السعد وعنه ابتعد، على فكرة عرفت يا دكتور أن لك أولادا وهذا يكفي لأن تتأكد بأن الطبق يدور مرتين، والأمر كله (سلف ودين) وان ما تقدمه لأمك اليوم سيقدمه لك غدا (ولادك الحلوين) نفس اللامبالاة، نفس الإهمال، نفس القسوة، ربما بنفس التفاصيل التي قد يذهلك تطابقها مع كل ما كنت تقدمه لستك، ست الحبايب. *** طبقات فوق الهمس * بمجرد علم محيطه بأنه قريباً سينزل من فوق الكرسي الهزاز ليفارق المنصب وابهته أخرج كل واحد موجوع منه كل ما بحوزته من أخطاء، وتمرير مخالفات، وخسائر جراء قراراته غير المدروسة وأشهرها دون خوف، وأصبح الأبكم متكلما، والساكت فصيحا، كله كله انتشر دون رهبة، وفي خضم مفاجأة فراق موقع أعلى الهرم الوظيفي ربما تذكر ساعتها أن من ظلمهم قد يسكتون وقتا لكنهم لا يسكتون كل الوقت، وربما أيقن أن (لحظة) واحدة قد تغير الوضع من سطوة المناصب إلى (واحد عادي) عادي جدا، وربما يقول وهو يسلم المفاتيح ويغلق مكتبه لآخر مرة ليتني تركت خلفي من يذكرني بخير، على فكرة هذه مناسبة لتقديم تحية لائقة لكل مسؤول يعرف أنه في درب الخدمة العامة (عابر) يضع لبنة ثم يمضي، وان الباقي الجميل هو ما تركه في نفوس من رأسهم بعدله، وإنصافه. * البعض يحب عمله اكثر من اللازم، لهذا الحب عادة متاعب جمة خاصة في غياب الثواب والعقاب، إذ ليس معقولا أن يتساوى الذين يعملون مع الذين يلعبون. * كتاب شكر، مكافأة تشجيعية، ثناء في اجتماع عام، كلها منشطات للإبداع والعمل الأجمل، والإجادة بل والتفاني. * بما أني قررت العمل (مخبر) لحماية المستهلك دون مرتب أبلغ الإدارة بأن في السوق (كبريت) صناعة باكستانية استعملته مصادفة ومن مميزاته حرق الوجه أو الملابس عند حك عود الثقاب، يعني (يولعنا قبل ما نولع بيه) نرجو المراجعة لأن المنتج غير آمن (والتجربة خير برهان، جربوه). * مخبر حماية المستهلك يبلغ أيضا أن كارفور عرض منذ يومين (خيار) غير صالح للاستهلاك السؤال أين مراقبو الجودة بالمركز؟ وأين عيون حماية المستهلك الراصدة؟ * مخبر حماية المستهلك (اللي هو أنا) يبلغ عن فساد أسماك كثيرة تباع للجمهور تجيب إسهال، وقيء، وتنقل إلى الطوارئ، أين السادة الدكاترة الذين يمرون للكشف عن التعبان، والخربان، والتلفان؟ قد يخفي البائعون الاسماك التلفانة عند مرورهم ثم يعيدون عرضها بعد مرورهم هنا لابد من مفاجئتهم في أوقات غير متوقعة. * سؤال لحماية المستهلك، ماذا يفعل المستهلك في أنبوبة غاز مغلقة مؤمنة بينما رائحة الغاز تملأ البيت؟ منين مش عارف! نرجو التنبيه على المصدر بضرورة مراجعة الكشف على الأنابيب القديمة فكل واحدة منها بهذا الشكل مشروع كارثة. * بمناسبة البر في زمن العقوق، والحب في وقت يكثر فيه شوك الأثره، أقدم أجمل التحايا إلى السيد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الدرويش فخرو رجل الأعمال الذي أوقف في خبر قرأته بالشرق (مائة ألف ريال) في ثواب امهاته (عينه، وموزه، وبنه) ما أجمل صنيع هذا الرجل، وما أروع وفائه، وددت لو أبلغته شكري بنفسي فكم يحتاج الذين ذهبوا لأوفياء يذكرونهم بالرحمة وقد اشتد الانشغال بالذات. * اعجبني في تغريدات قطرية قول عبدالعزيز آل ثاني (اعمل الخير بصوت هادئ، غداً يتحدث عملك عنك بصوت عال). * أنا من الذين يوقنون جدا بأن أصدقاءنا الحقيقيين قد لا يشاركوننا أفراحنا ومناسباتنا السعيدة، لكنهم أقرب إلينا من قلوبنا إذا ما هجمت الأتراح. * مصادفة استمعت إلى إذاعة القرآن الكريم فأدهشني ما هي عليه من تجديد، وروح، وحياة، ومادة، تحية لكل القائمين عليها مذيعين، وهندسة ومراقبين. * مع كل التقدير والتحية لكل مجهودات الجمعيات والمؤسسات الخيرية في قطر تظل هناك أسر كثيرة متعففة لا تقبل اللجوء إلى الجمعيات لإعانتهم خجلا من التصريح بالفاقة، لماذا لا تقدم الجمعيات مناشدة لوجود وسائط تدل على هؤلاء لتقدم لهم المساعدة بعد بحث الحالة دون الحاجة لوجودهم بمقار هذه الجمعيات؟. * يستعد البعض لبهارج العيد وشراء ما يلزم وما لا يلزم، بينما يستعد البعض الآخر لصوم العشر من ذي الحجة وشراء لحظات صفاء نادرة تغمر النفس بالسكينة، لكل سوقه، ولكل تجارته. * الصداقة المصنوعة لا تصمد طويلا. * طالما أن سرك في صدرك فهو في أمان. * كل متاعب الدنيا وأوجاعها لا تساوي لحظة أمان من خوف. * سألت برعم حب نما لها في حديقة القلب ما بالك تعلقت بها وما عرفتها إلا لتوك قال.. فيها حنو ربت فمال القلب للقلب.