12 سبتمبر 2025
تسجيل(1) مع انطلاق الحركة الكشفية القطرية لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي وتحديدا في عهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني مؤسس التعليم والكشافة ورعاية الشباب في تلك الأيام ظهر الاهتمام عبر طلاب المدارس من أجل العمل على تشجيعهم في حضور المهرجانات والمعسكرات الكشفية التي كانت تقام بشكل سنوي منذ تلك الأيام الجميلة وحتى اليوم.. سواء في مدينة الدوحة أو بقية المدن والقرى الأخرى في قطر فانتشرت المعسكرات والمهرجانات مثل: الخور - سمسمة - سميسمة - الوجبة - دخان - مسيعيد - وادي العقدة - الماجدة - الشحانية - الريان.. وغيرها. (2) من هؤلاء الكشافين الذين عاصروا تلك البدايات وتحديدا في عام 1959 م السيد “ عبدالعزيز بن أحمد الهيل “ من أبناء مدينة الخور وحينها كان طالبا في المرحلة الابتدائية وهو في سن الثامنة تقريبا.. وكانت تلك اللحظات التي شارك فيها ممثلا عن طلاب مدرسة الخور الابتدائية القديمة حيث شارك في أحد المهرجانات الكشفية مع مجموعة طلاب مدارس قطر من كافة المدن والقرى في ذلك الاحتفال.. وبعد انتهاء الاحتفال ذهب مع زملائه الكشافين من سكان الخور وما جاورها ليأخذوا جميعا هناك فترة استراحة للغداء في “ بسم الله اوتيل “ بسوق واقف ثم عادوا الى مدينتهم بعد انتهاء تلك الفعالية الكشفية.. ويتذكر عبدالعزيز الهيل الزملاء الذين شاركوا معه من من الكشافين الصغار في مدارس الخور ومنهم: خالد علي عبدالعزيز لمحري المهندي - منصور خلف العبي - حمد سريع الكعبي - محمد سريع الكعبي - علي الحايكي - سلطان الحايكي - دهام بن صقران الكواري.. وغيرهم. (3) والسيد عبدالعزيز الهيل من مواليد مدينة الخور عام 1952 م.. وقد عاش وترعرع فيها أيام الصبا والنشاط كما واصل تعليمه فيها مع طلاب المدارس في تلك الفترة من الزمن الجميل التي لا تنسى ولا تعوض.. وهو متزوج ولديه (6) من الإناث و(2) من الذكور.. وقد عمل في الدولة بوزارة التربية والتعليم حتى تقاعده عن العمل عام 2006 م.. وعاصر الكثير من المعلمين القطريين والعرب في تلك الفترة التي قضاها مع التدريس والعمل الاداري بعد ذلك.. سواء في مدينة الخور أو ما جاورها وهو ما زال أيضا يحمل تلك الذكريات ويتمتع بذاكرة قوية في الحفظ وذكر تفاصيل الأحداث لمسيرته التعليمية والحياة الاجتماعية والاقتصادية والكشفية منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى هذه الأيام.. كما انه ما زال يعشق مدينة الخور وتراثها القديم ويتذكر أيامها الجميلة من خلال بيوت الطين وجلسات كبار السن في مجالسهم اليومية العامرة في الفترتين الصباحية والمسائية.. ويتذكر كذلك آبار مياه الشرب من العيون والابار القديمة مثل “ عين حليتان “ التي كان يرتادها كل أهالي مدينة الخور ومن يجاورها لاستسقاء الماء العذب منها.. ويتذكر فترة التعليم وشظف العيش وما كان يقدمه حكام قطر في الخمسينيات والستينيات من مساعدات لطلاب المدارس سواء كانت رواتب شهرية (45 ربية شهريا) أو الكسوة السنوية ومن ملابس صيفية أو شتوية.. ويتذكر أيضا أيام دخول الكهرباء لأول مرة في الخور.. وكلها ذكريات لا تنسى في ذلك العهد الزاهر.. وكذلك يذكر سنة الجراد التي انتشر فيها تناوله بسبب كثرته في عام 1956 م تقريبا حيث كان يتم اصطياده ليلا أو عن طريق الرحلات الترفيهية من قبل الآباء والأجداد (الكشتات) - حيث كانت فترة الربيع تستمر لمدة سبعة أيام دون انقطاع أو أكثر.. بجانب البحث عن الفقع (الكمأة) الذي ينتشر بكثرة. (4) درس عبدالعزيز الهيل المرحلة الابتدائية في مدارس الخور القديمة في الخمسينيات.. كما واصل تعليمه الاعدادي حتى حصل بعد ذلك على الشهادة الثانوية (نظام ثلاث سنوات).. ودرس في دار المعلمين حتى عام 1969 م.. وبعد ان تم توظيفه في وزارة التعليم عمل في التدريس بمنطقة (المشرب) عام 1970 م مع مجموعة من المعلمين في تلك المدرسة منهم: عبدالله القحطاني (مدرس عام) - ومحمد شعبان أبو صفيّة (فلسطيني).. وغيرهما.. وفي عام 1974 م كان عدد المعلمين القطريين يصل الى ( 125 ) معلما وهو من الارقام المناسبة التي لا يستهان بها في تلك الايام.. درس في جامعة بيروت العربية عن طريق الانتظام عام 1973 م ومع اندلاع الحرب الاهلية في لبنان عام 1974 م عاد الى قطر عن طريق سوريا بحرا.. وفي تلك الفترة فتحت كلية التربية بجامعة قطر وكانت تمنح الدبلوم لمدة سنتين فدرس فيها مع بقية القطريين وكانت الدراسة في الفترة المسائية.. ثم أكمل عبدالعزيز الهيل مرحلة البكالوريوس في التربية وتخرج من جامعة قطر في الدفعة الثالثة عام 1979 م إذا علمنا بأن الدفعة الأولى كانت في عام 1977 م وهي سنة تأسيس الجامعة بقرار أميري من الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله. (5) عمل الهيل مدرسا في مدرسة الخور الاعدادية - الثانوية للبنين عام 1973 م حتى عام 1978 م ثم أصبح وكيل المدرسة نفسها (1978 - 1982).. ثم مدير مدرسة الخور الثانوية عام 1982 م وكان اول من افتتح هذه المدرسة بنفسه واستمر فيها حتى عام 1997 م.. وقد خرجت هذه المدرسة العديد من الطلبة المتميزين الذي أصبحوا فيما بعد وزراء وسفراء ومهندسين ومنهم سعادة السيد حسن لحدان الحسن المهندي وزير العدل سابقا.. وغيرهم كثير.. وبعدها انتقل كمدير لمدرسة الخور الاعدادية / الثانوية عام 1997 م وحتى عام 2006 م حيث تقاعد عن العمل في الدولة في تلك السنة بعد مشوار حافل بالعطاء لهذا الوطن. (6) أما تعلق السيد الهيل بالمجال الرياضي فقد كان من المؤسسين لنادي التعاون الرياضي (نادي الخور) حيث شغل منصب رئيس مجلس ادارة النادي من 1974 وحتى 1979 كما تم ترشيحه للرئاسة أيضا عام 1981 - 1982.. وقد كانت ميزانية النادي شحيحة في تلك الايام وقليلة للغاية.. فأغلب الجهود المادية كانت تقدم بشكل شخصي وبعمل فردي يشارك فيها الجميع من أجل الحفاظ على مكانة النادي حتى وصل الى ما هو عليه اليوم من تطور وازدهار. (7) كلمة أخيرة: الدراسة في المرحلة الابتدائية كانت هي نقطة الانطلاقة للسيد عبدالعزيز الهيل للالتحاق بالحركة الكشفية وكان بتشجيع من مؤسس التعليم في تلك الأيام الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني رحمه الله.. فقد فتح الفقيد المجال لجميع طلاب مدارس قطر ومنها مدارس مدينة الخور وما جاورها بالإضافة لمدارس مناطق قطر الشمالية منذ حقبة الخمسينيات وهي فترة البدايات الأولى للتعليم النظامي الحكومي وبداية الاهتمام بالعمل الكشفي في نفس الوقت. [email protected]