18 سبتمبر 2025

تسجيل

جمعياتنا الخيرية وثقافة الاستثمار

15 سبتمبر 2020

تلعب جمعياتنا الخيرية دورها الريادي والمهم في إغاثة الملهوف، ومد يد المساعدة لكل محتاج في الداخل والخارج، وهذا الدور لم يعد مقتصرا على بناء المساجد كما كان في سبعينيات القرن المنصرم، بل تطور اليوم ليشمل كافة أنواع المساعدات الاغاثية للإنسان والإنسانية لخدمة الشعوب والدول مهما كانت الصعاب والتحديات، الأمر الذي جعل منها منصات إقليمية ودولية فاعلة في العمل الخيري الشامل. موارد أخرى للاستثمار ولعل الاتجاه نحو الاستثمار والبحث عن دخل إضافي لهذه الجمعيات الإنسانية يجعلها اليوم تقوم بهذا الدور الغائب، لكي تمتلك جمعياتنا المال والاعمال الخيرية والوقفية، من اجل ان تقف على قدميها في المستقبل، ولو تم تشغيل الأموال الحالية التي توجد في خزينة هذه الجمعيات منذ اربعة عقود لكان لديها أضعاف الأموال التي كانت تمتلكها في الماضي. ولهذا: فإن النظر لمستقبل زاهر للعمل الاغاثي والإنساني بات يستدعي أن تطور من خططها واستراتيجياتها الاستثمارية، من خلال السعي لطرح مشاريع استثمارية جادة ومربحة مهما كانت التحديات. وبالرجوع: الى الجمعيات العالمية التي تتبنى العمل الإنساني في أوروبا والولايات المتحدة بوجه خاص، فسنجد ان تاريخها يزيد على القرنين من الزمان يجعلها اليوم تتمتع برؤوس أموال كبيرة، واستثمارات لا حصر لها في كافة ارجاء المعمورة، وهذا ما نريده من الجمعيات الإنسانية والاغاثية في قطر لكي تعرف كيف تسير أموالها بالشكل الصحيح من خلال الاعتماد على الاستثمارات الخارجية بما فيه خير البلاد والعباد ومساعدة كل ملهوف ومحتاج في الداخل والخارج. كلمة أخيرة: الشروع في تبني سياسة جديدة للاستثمار في ظل جائحة كورونا يجعل من جمعياتنا الخيرية تتصدى لمرحلة صعبة قد يقل فيها المورد المالي، ولكن يمكن رسم خطط ورؤى جديدة مليئة بمستقبل مزهر والعمل بصمت دون تردد أو خوف من الأحداث الجارية. [email protected]