15 سبتمبر 2025

تسجيل

هل انتهى زمان هرتزل في تركيا؟

15 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يكاد يوجد أحد لا يعرف قصص الزعيم الصهيوني ثيودور هرتزل الذي زار السلطان عبدالحميد أكثر من مرة من أجل تحقيق فكرته بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين عارضا تسديد ديون الدولة العثمانية وأمورا أخرى، إضافة إلى ما كان يتمتع به اليهود والصهاينة في تركيا من نفوذ ودورهم التحريضي في تركيا بعد مشاركة يهود الدونمة في تأسيس جمعية تركيا الفتاة وحضورهم في المراكز المهمة في الدولة ودورهم في تحصيل اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني وتطوير العلاقة بينه وبين تركيا وما زالوا يجتهدون إلى الآن في تطوير هذه العلاقة وإبقاء تركيا بعيدة عن قضايا الأمة الإسلامية وتحديدا القضية المركزية القضية الفلسطينية. زار هرتزل تركيا في 1896 وفي الأعوام التي تلته عدة مرات محاولا التأثير على السلطان عبدالحميد بالإقناع وبالطرق الترغيبية الأخرى لكن جهوده لم تفلح آنذاك، لكن تجدر الإشارة إلى أن قدرة هرتزل في الوصول إلى السلطان والجلوس معه في ذلك الوقت كانت مؤشرا على النفوذ وقوة العلاقات الخاصة التي وفرت له هذا الوصول. اليوم وبعد قرابة 120 عاما من زيارة ثيودور هرتزل إلى إسطنبول ينظم الفلسطينيون مؤتمرهم الأول في تركيا وفي إسطنبول تحديدا حيث نظم في مطلع سبتمبر الحالي مؤتمر فلسطيني تركيا وقضايا الوطن، وهو الأول من نوعه والذي يعكس تطور الحضور الفلسطيني في تركيا إضافة إلى ما شهدته السنوات الأخيرة حيث تجد أن عددا من القادة الفلسطينيين يلتقون مع القيادة التركية بشكل مستمر وعلى مستوى قمة الهرم السياسي التركي نجد الحضور الفلسطيني متمثلا ومن هذا ما حظي به الرئيس الفلسطيني محمود عباس من استقبال غير عادي في القصر الرئاسي عند افتتاحه أو ما يحظى به رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من مكانة لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو حكومته وهذه كلها مؤشرات كما ذكرنا على تقدم في الحضور الفلسطيني في تركيا ورغم القضية الفلسطينية كانت وما زالت حاضرة في الوعي التركي إلا أنها مرت عليها ظروف صعود وهبوط وهي الآن تعيش مرحلة جيدة رغم عودة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل.هذه المؤشرات تتعاظم وتتحول إلى فرص كبيرة مع مزيد من العمل الصحيح والجهد المدروس ومقارعة التحديات وتقديم التضحيات حيث يوجد ما ينير لها الطريق وهو آلاف الأتراك الذين يتوافر لديهم الاستعداد للمؤازرة والمساندة فلقد سررت جدا وأنا أستمع لكلمة رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي النائب إيدن أونال الذي قال كلمة يحق لكل فلسطيني أن يفتخر بها ويبني عليها حيث قال إن الشعب التركي الذي واجه الدبابات في المحاولة الانقلابية في 15 يوليو قد تعلم المقاومة من تجربة الشعب الفلسطيني.ليلة الانقلاب وعندما رأيت الأتراك يصعدون فوق الدبابات تذكرت مشاهد الفلسطينيين وهم يواجهون الدبابات، تذكرت فارس عودة وعندما داست بعض دبابات الانقلابيين على سيارات المواطنين الأتراك تذكرت دبابات الاحتلال وهي تدوس سيارات المواطنين الفلسطينيين، ويجدر بي كفلسطيني أن أتذكر ذلك، لكن الأمر الأهم أن يقول ذلك قيادي تركي ويستمر في القول إن قضيتكم هي قضيتنا وإننا سنستمر في دعم القضية الفلسطينية حتى تحرير القدس فهذا أمر مهم ينبغي أن يتطور وينعكس بشكل أكبر على كل الجوانب التطبيقية. ومن الآن فصاعدا ينبغي أن يتم التركيز على تحقيق الأهداف العملية لا الفعاليات الرمزية على أهمية بعضها والتركيز على العمق على المدى القصير والبعيد والاستفادة من الجاهزية التركية ومن الوجود الفلسطيني في تركيا حتى يمكننا أن نقول إن زمان هرتزل قد انتهى في تركيا وحتى لو زارها ألف هرتزل جديد.