20 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا نطلب الغيث؟

15 سبتمبر 2015

ما إن يقترب فصل الشتاء عندنا في قطر والخليج بشكل عام، حتى يبدأ الحديث عن المطر والأجواء الماطرة الباعثة على الحياة والانتعاش، من بعد صيف قائظ جاف قاحل، وتكثر إثر ذلك دعوات الأئمة في المساجد أن يرزقنا الله الغيث وألا يجعلنا من القانطين، فتقوم وزارات الأوقاف مشكورة بالدعوة إلى صـلاة الاستسقاء مـرة أو مرتين بحسب نزول أو تأخر الغيث..لكن لو تساءلنا وقلنا: هل نحتاج إلى الغيث فعلاً؟ قديماً كان الاعتماد على الغيث كبيراً، فقد كان يؤثر على مخزون المياه الجوفية والآبار، التي كانت مصدراً رئيسياً يشرب منه الناس وكذلك الحيوان، أعزكم الله، وتنتعش البراري بعد نزوله وتخضرّ وتبتهج المواشي بالرعي، فتسمن تبعاً لذلك وتجلب الخير لأصحابها، وبالمثل أصحاب المزارع.. لكن الظروف اختلفت اليوم، فهل ما زلنا بحاجة لهذا الماء النازل من السماء، خصوصا في دول غير زراعية أساساً كدولنا الخليجية؟.اليوم، منا من يتشاءم حين تتشكل الغيوم والسحب الداكنة، لأنه صاحب تجارة ومخازن وبضائع يخشى عليها من التلف بسبب المياه، ومنا من يشتغل في مشروعات البناء أو الطرق أو غيرها من مشروعات مكشوفة للسماء، ينكشف زيفها وغشها مع استمرار نزول الماء من السماء.. وإضافة إلى أولئك المتشائمين، لم نعد اليوم كما قلنا آنفاً، نعتمد على مياه الأمطار في الشرب، لأن البحر ومياهه المحلاة صار البديل الأفضل ويتوفر طوال العام، والمراعي ما عادت للمواشي مهمة، لأن الأعلاف تأتينا من كل مكان طوال العام أيضاً.. أما المزروعات، فلسنا منطقة زراعية لكي نأكل مما نزرع، فالخيرات تصلنا من كل أرجاء الأرض ولله الحمد والمنّة.. فلماذا نسأل الغيث ونصلي الاستسقاء إذن؟كل المسألة في حقيقة الأمر أحسبها كامنة في حب التأسي والاقتداء بالسنة الشريفة وخير البشر محمد، عليه الصلاة والسلام، حيث يأمل الجميع ويرجو نيل ثواب ذاك التأسي والاقتداء، ليس إلا.. ولمثل تلكم الغايات فقط، أحسبنا نصلي لله ونسأله الغيث ولو كره الكارهون والمتشائمون وبعض التجار والمقاولين.