18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من أخطر ما يمكن أن يؤثر في العقول هو التسطيح ذاته، والذي تشترك فيه عناصر عدة، تؤدي جميعها إلى هذا التسطيح، ما يجعل العقل عاجزاً عن التفكير السوي، ومن ثم عدم اتخاذ القرار، بالشكل الذي يجعله فريسةً للمؤثرات المحيطة به، دون أن تكون له الريادة في طرح المبادرات، أو التعاطي إيجابا فيما حوله من مجريات.ولعل من أبرز العناصر المشكلة لهذا التسطيح تدهور الحالة الثقافية للشعوب، وإخضاعها لوسائل وأجهزة إعلام، يمكن أن تمارس حالة من التمييع، أو سطو وغسيل للعقول، ما يضعها تحت ضغط الحاجة، الأمر الذي تصبح معه هذه العقول عاجزةً عن التفكير، فيصدق فيها وصف تسطيح العقول. ومن يخضع لهذا المصطلح هم من يعانون من تدهورٍ ثقافي، كما سبقت الإشارة، علاوةً على تردي مستوى المعيشة، خلاف ضعف مستوى التعليم، وانتشار الفقر والجهل والأمية.وغالباً ما نجد هذا التردي في الأنظمة الشمولية التي تستثمر هذا الضعف بتقوية مكونها الأبرز، وهو الإعلام، فيقوم بدوره بحالة من التشويه والتسطيح للأدمغة، فيجعلها عاجزةً عن عدم التفكير في تحقيق أي نهضة. وتتعاظم الخطورة في أن يترافق مع كل هذا غياب الحكم الرشيد، وشيوع حكم الفرد، فيصاب الحاكم مع كل هذا بحالة من جنون الهيمنة والغطرسة، ليس على أعدائه، ولكن ضد شعبه، ما يكون له سلبياته بالطبع على المحكومين.وحينما تكون هناك مناعة ثقافية للدول، فإن شعوبها تصبح عصيةً بحال على أي شكل من أشكال التسطيح، ما يعني أن الثقافة هي حائط الصد ضد أي أفكار هدامة، وضد أي شكل من أشكال الوسائط الإعلامية، التي تعمل على غسيل عقول الشعوب، إذ إنه من خلال الثقافة يمكن تحقيق النهضة وتنمية العقول، وبغيابها تتقارب الفجوة بينها وبين التخلف، ومن ثم تضيق الهوة بين البناء والهدم، الأمر الذي يعكس أهمية الثقافة بمفهومها الواسع والشامل، وليس بمفهومها الضيق الآني الذي يصوره البعض، أو يختزلها في شكل قصائد شعرية، أو مجموعات قصصية، أو نصوص روائية، أو لوحات تشكيلية، أو عروض فنية.