29 أكتوبر 2025
تسجيلمن المعروف أن هيئة الأمم المتحدة قامت في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتعلن و ثيقة حقوق الإنسان وقد نصت المادة الأولى منها على أن الناس يولدون أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق دون تفريق بينهم بسبب الدين أو أاللون أو السلالة أو الجنس .... وبغض النظر عن التبيين أن هذا المبدأ كان قد أرساه الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرنا و رأينا الخليفة عمربن الخطاب رضي الله عنه في قصة ضرب ابن عمروبن العاص رضي الله عنه للقبطي وتنفيذ القصاص منه حيث نادى (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) فقد استبشر العالم فرحا بإعلان الأمم المتحدة تلك الوثيقة لترفرف رايات السلام و تنزاح أشباح الحروب التي تدمر العباد و البلاد في حين أن الناس يستحقون الحياة و يعملون على صناعتها بحسب فهومهم و كل يعمل على شاكلته و لكن الواقع المؤلم يتحدث عن ازدوا جية في معاييرها للتعامل مع شعوب العالم التي ترزح تحت نيرالاحتلال و الاستعباد و الاستبداد ووجدنا _ ومانزال _ كيف انحاز الغرب و على رأسه أمريكا إلى الصهاينة اليهود المحاربين والغاصبين لفلسطين السليبة ضد شعبها المهضوم الحقوق و رأينا كيف استعمل الفيتو لمرات دون إدانة هذا الاحتلال وكيف أصبحت الأمم المتحدة ألعوبة بيد أمريكا تحركها كيف ومتى تشاء, ورأينا مجلس الأمن كيف صار مجلس الخوف لتماشيه مع إرادة و رغبة الطغاة ضد الضعفاء كماهي عادته , وهكذا فإن الغرب الذي يتهم العرب و المسلمين بكراهيته – كشعوب خصوصاً – هو الأوْلى بذلك حقيقة لأنه يفعل ضد ما يقول و نحن نعلم لباب وظيفة الحكومة الاسلامية – إن كانت كذلك – و أنها خاضعة لرقابة الأمة ومحاسبتها حيث إن الحاكم فيها أجير عند الناس وعليهم واجب النصح و النقد له و من عصاه لانحرافه حتى قتله فهو شهيد , ومن هنا كان المعري يعلق على ظلم بعض المسؤولين :ظلموا الرعية و استجازوا حقها وعَدَوْا مصالحها وهم أُجَراؤهالأن الإسلام لا يقر بحال حكم الطواغيت و الفراعنة , ويأخذ برأي الأكثرية وهو ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وفعله عمر رضي الله عنه و أقره الصحابة في تعيين الستة الذين يختارون الخليفة من بينهم بالأكثرية وقد أمر رسول الله باتباع السواد الأعظم و مع ذلك أقر الإسلام بوجود الرأي السياسي المخالف لجماعة أولفرد واعترف علي رضي الله عنه بالخوارج و إن لم يقر أفكارهم وارسل ابن عباس رضي الله عنهمالإقناعهم فرجع ثلثاهم و أمر الرسول بالمحافظة على حقوقهم ما لم يبدأو بقتال المسلمين و معروف لدينا ميثاق المدينة قبل ذلك بين الأنصار و المهاجرين و بين اليهود المسالمين , و النظرة إلى النصارى فلم يمنع الإسلام التعددية الحزبية ضمن الوطن الواحد لتحقيق مقاصد الشريعة وهو ما قام بذلك إلا لمنع الاستبداد السياسي فبقي هذا الإسلام طوال العهد المكي في جهاد دعوي واصطبار بينما كان الصحابة يأتون إلى الرسول عليه السلام بين مشجوج و مجروح فيأمرهم بالاحتمال كما في قوله تعالى: (كفوا أيديكم و أقيموا الصلاة ....) النساء :77 إلى أن أذن الله لهم بالقتال في المرحلة المدنية لمواجهة الجبهة الوثنية العربية و الجبهة اليهودية و دولة الروم البيزنطية فغزا الرسول صلى الله عليه وسلم نحو سبع و عشرين غزوة شهدها بنفسه وبعث أصحابه في بضع و خمسين سرية لم يكن في أي منها أحد منهم معتديا على الآخرين و نزل قوله تعالى : (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم و ألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) النساء: 90 معتبرا أن السلام في الاسلام هو الأصل و أنه منة من الله على المسلمين و العالم ولما انتهت غزوة الأحزاب قال سبحانه (وكفى الله المؤمنين القتال....) الأحزاب : 33 وعندما انتهت غزوة الحديبية قبل ذلك بالصلح مع قريش و إقامة الهدنة سمى الله ذلك فتحا و أنزل ( إنا فتحنالك فتحا مبينا)الفتح: 1 , حتى قال أحد الصحابة هل هو فتح يارسول الله , قال : نعم إذ لم يتصوروا فتحا بلا حرب و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تتمنوالقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا) البخاري 2744 و كان من أقبح الأسماء إليه اسم حرب كما في سنن أبي داود باب تغيير الأسماء رقم 4950. أما في حال جهاد المعتدين ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) البقرة: 190 , ويقول : ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين ) التوبة : 13 . فإنه قتال لرد العدوان و خصوصا إذا كان احتلالا أو استبدادا طاغيا فهذان هما الإرهاب بعينه من الأجنبي أو غيره عند القدرة ولذلك نزل قانون الله تعالى في ذلك ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين منهم لا تعلمونهم ... الله يعلمهم .... ) الأنفال: 59 فقد أمر الله – كما ذكر القرطبي – المؤمن بإعداد العدة للمعتدين و جاء في صحيح مسلم 1917 عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله وسلم وهو على المنبر يقول : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة...) ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي) ترهبون به ... أي :تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش و كفار العرب ( و آخرين من دونهم .... يعني: فارس و الروم قاله السدي وقيل: المراد كل من لا تعرف عداوته, وهكذا أمر الإسلام بالاستباق للحماية بل حتى بعد التقاتل إن مال الأعداء إلى الصلح فقد أمر الله به (و إن جنحوا للسلم فاجنح لها و توكل على الله... ) الأنفال:60 وقد صالح رسول الله و عمر و الصحابة و التابعون بعدهم مع تغلبهم على عدوهم , ولكن أجاز الفقهاء أن يبتدئ المسلمون الصلح لمصلحتهم و ضرورتهم إن لم تكن لهم قوة شديدة. ولعلنا بهذه المقدمات لنظرة الإسلام و علاقته مع الآخر المعتدي حسب الظروف نتعرف على أنه دين الرحمة للعالمين ورسوله كذلك ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء: 107 في السلم بل الحرب حيث لها أخلاقياتها عنده دون ارهاب فإنه يدينه إذ هو عنف وزيادة و ذلك حين استخدام القوة في غير موضعها وأن نأخذ غير المذنب بالمذنب إذ لا يحل الترويع و التفزيع بلا سبب لأن توفير الأمن من مقاصد الشريعة للجميع بدافع الإخاءالإنساني المسالم. و كما جاء في الحديث ( لا يحل لرجل أن يروع مسلما) مسند أحمد 5/262 و ( المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم) الترمذي صحيح, وبهذا التطواف نوقن تماما أن دين الإسلام ليس دين الإرهاب كما يدعون وأن الإسلام يعتبر كل من يرهب المسلمين أو المسالمين غير المتآميرين من غير المسلمين ارهابيا حسب فعلته و مستواها فاليهود الصهاينة على مر الاحتلال و خصوصا حرب غزة الآخيرة -ارهابيون بامتياز و أمريكا و الروس و المجوس وأذنابهم المعتدون على المسلمين وغير المسلمين ارهابيون بامتياز و الصيلبيون الذين أذاقواسكان جنوبي افريقيا من المسلمين الموت و التشريد ارهابيون بامتياز , و البوذيون الذين أحرقوا الروهنيكيا في بورما وقتلوهم وشردوهم ارهابيون بامتياز, و المالكي و (السيسي) -الذي يعتبره نائب وزارة خارجية ايران أمير حسين عبد اللهيان محاربا للإرهاب هما و اللهيان إرهابيون بامتياز- أما الأسد – و حقه أن يأتي في رأس قائمة الإرهاب- خصوصا بما قتل مئات الآلاف وسجن مثلهم وقتل تحت التعذيب عشرات الآلاف و شرد أحد عشر مليونا و دمر وأحرق بالصواريخ و الكيماوي و المجازر الأخرى التي قاربت الالفين وبالبراميل المتفجرة - أشد ارهابا من كل أولئك والجميع يأتمرون بأمر اليهود والماسونية و أمريكا. فإذا جاء الحديث عن داعش فما نظن أن الذي أنشأها وسهل لها وهادنها غير الأسد ومن وراءه فإذا أرادوا الحديث عن الارهاب فليبدؤا بالأسد و المتسبب وكل ينال جزاءه بحسب فعله و إن كنا نريدها محاكم شعبية عربية إسلامية توقف الإرهاب ابدا .