16 سبتمبر 2025
تسجيلإبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم"الحزم هو وضع الشيء في موضعه. والحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة، ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق".والحزم لا يكون إلاّ عن معرفة وإحاطة بالموقف وبحالة الطالب، ولا يكون إلاّ لمصلحته، فالحازم — أي الإدارة المدرسية — لا يصدر في حزمه إلا عن معرفة أكيدة بأن هذا الحزم موصل إلى كل خير والطريق الصحيح للطالب وتوظيفه لمستقبله المرجو بإذن الله. وما الحزم إلاّ شعور صادق ومصلحة من جميع الأطراف التعليمية للطالب.ففي هذه الأيام وفي وقتنا الحالي الحزم مطلوب خاصة مع أبنائنا الطلاب بالمرحلتين الإعدادية والثانوية بنين وبنات وعند البنين آكد. فقيمة الحزم علاج لكثير من الفوضى التي يعيشها أبناؤنا الطلاب — ولا نعمم — يريدون أن تكون حياتهم وأيامهم كلها في لين وتساهل وراحة..فالحزم كذلك علاج للمشكلات التي تعشعش في واقع أبنائنا الطلاب، لأن الطالب إذا أحس أو شعر بأن هناك لينا أو تكاسلا أو تهاونا أو ترددا في تطبيق لائحة أحكام سياسة التقويم السلوكي للطلبة في المدارس المستقلة، أو أن اللائحة تُطبق على طلاب دون غيرهم أهمل كل شيء.ويمكننا تصنيف الطلاب إلى عدة فئات بخصوص الالتزام باليوم الدراسي والانتظام بالمدرسة: —الفئة الأولى: الطالب الملتزم بحضوره للمدرسة وانتظامه طوال العام الدراسي ولا يتغيب إلاّ لعذر ضروري، فهذه الفئة لا خوف عليها.الفئة الثانية: الطالب الذي يريد أن يحضر للمدرسة على مزاجه في الوقت الذي يريده أي بعد السابعة، وقد رأينا ونرى طلاب بعد السابعة ما زالوا في الشوارع أو عند أبواب المدارس، وهذا ما يُطلق عليه بالتأخر اليومي عن المدرسة.الفئة الثالثة: الطالب المتغيب باستمرار من دون عذر.الفئة الرابعة: الطالب الذي يُدفع إلى المدرسة دفعاً خاصة طالب المرحلة الثانوية وهو لا يرغب في استكمال دراسته، فهذا يحتاج إلى إعادة النظر في مسألة استكمال دراسته.والإدارة المدرسية التي لا تستطيع إدارة طلابها بالحزم وتطبيق لائحة أحكام سياسة التقويم السلوكي للطلاب فعليها أن تستقيل وترحل وتترك الأمر إلى غيرها أكثر حزماً وانضباطاً وتطبيقاً وحرصاً، ولن يستقيم أمر طلابنا إلاّ بالحزم مع اللين، فالحزم يحقق النجاح والتفوق وتنضبط البيئة المدرسية.ويا ليتنا نعي وندرك ونبصر قول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه، ولم يمكنك تأديبه، فيبلغ جاهلاً فقيراً"، فإذا غاب الحزم الفاعل حضر واستشرى الإهمال والتسيب واللامباة والنتيجة تراكم السلبيات والمشكلات والإخفاقات. ونقول لمدارسنا كفى — ولا نعمم — والمطلب إدارة طلابنا بالحزم وبالنفس الطويل، فهذا كله لمصلحة الطالب أولاً وأخيراً. ونتمنى ونرجو أن لا تكون هذه اللائحة للاستهلاك الإعلامي والمجتمعي، وفقكم الله وسدد خطاكم في إدارة المدارس والسير بها إلى بر الأمان وعينها على الانضباط والتفوق والتميز لأبنائنا الطلاب."ومضة"هناك مجتمعات أبناؤها يحبون الذهاب إلى المدرسة والاستمتاع باليوم الدراسي، وهناك مجتمعات أبناؤها لا يحبون الذهاب إلى المدرسة ويُدفعون إليها دفعاً. لماذا؟ الجواب عندكم.....!!