13 سبتمبر 2025

تسجيل

وانطفأ بريق آخر

15 سبتمبر 2012

اعتصر الحزن قبل أيام قلوب زملاء الراحل الأستاذ حسن حسين الناقد المسرحي والوالد الذي طالما احتضنت يداه مختلف الأجيال المسرحية وغاص بقلمه الناقد في بحور النقد البناء لمختلف الأعمال المسرحية من أجل تقويمها وبنائها من جديد حيث وضع الراحل بصمة مميزة في مشواره الحافل على الساحة خيم الحزن فجأة علينا نحن الذين عرفناه عن قرب لمسنا تعامله الإنساني مع كل ما هو جميل ورائع وعرفنا روحه الطيبة النبيلة كان يعمل بصمت وهدوء وكان حضوره المميز هو الذي يتحدث عنه دوما وبرحيله اعتصر الألم والحزن قلوب رفاق دربه الذين تسابقوا من أجل الاطمئنان عليه حيث كان يرقد بمستشفى القلب لقد ظل الراحل طوال سنوات عطائه صديقا حميما لكل أفراد الأسرة المسرحية والثقافية بينما كان نبضه هو نبض الوطن وأهله وكرس الراحل قلمه للكتابة عن الإبداعات القطرية وتقديمها إلى الساحة بكل فخر واعتزاز سواء في مجال القصة أو المسرح كمحاولة للأخذ بأيديهم نحو الوصول إلى القمة ومتابعة المشهد الثقافي والمسرحي بكل تفاصيله وبإخلاص ودقة هكذا يرحل المبدعون بكل هدوء وصمت وبلا ضجيج وصخب بالضبط كما ينطفئ نجم لامع بين ملايين النجوم بهدوء وصمت ففي لحظة هاربة من الزمن وعلى غفلة من الجميع ينسحبون مبتعدين في صمتهم ليفاجأوا الجميع برحيلهم المؤلم دون موعد.. البعض يرحل بعد أن يترك بصمة مشرقة لا يطفئها الزمن.. البعض يرحل وهو في قمة عطائه وإبداعه ليترك فراغا كبيرا في المكان الذي شغله بعشق لا حدود له هؤلاء يستحقون منا كل الوفاء والتقدير فسيرة حياتهم مليئة بالمحطات المشرقة والعطاءات النبيلة والجميلة من أجل الوطن وأبناء الوطن سواء هو أو بقية مبدعينا الذين رحلوا بعد مشوار مميز مشرق ومضيء هؤلاء لا يجب أن تغيب أسماؤهم عن ذاكرة أجيال الوطن فهم الرواد في مجالاتهم والمؤسسون لحركة الإبداع والثقافة فمن أبسط أشكال الوفاء تخصيص مسابقات سنوية بأسمائهم تقديرا لعطاءاتهم المخلصة ومن أبسط أشكال الوفاء تخصيص معارض تضم آثارهم وأعمالهم ونماذج من كل ما قدموه لتتعرف الأجيال عليها وتحفظها ومن أبسط أشكال الوفاء جمع كل ما قدموه بأقلامهم في كتاب يوثق تاريخ مشوارهم وحياتهم والمحطات المهمة فيها ومن أبسط أشكال الوفاء أن نقوم بإعداد برامج إذاعية وتلفزيونية تقدم للمشاهد توثيقا لحياتهم كأسماء مميزة على الساحة وهنا لا يسعني إلى أن أوجه شكري وتقديري لكل من عبر عن لمسة وفاء للراحل كل بطريقته الخاصة حيث نعت الزميلة بثينة عبدالجليل الراحل عبر مداخلة مع رفيق دربه الأستاذ محمد البلم وذلك على الهواء مباشرة في برنامج مساء الدوحة أما بقية المسرحيين والفنانين الخليجيين تواصلوا بلمسات الوفاء عبر المنتديات والرسائل وهذا يعبر عن مدى حجم الحب في قلوبهم وحجم ما زرعه الراحل بأخلاقه وتعامله فمن زرع المحبة يحصد المحبة في حضوره وفي غيابه معا رحم الله جميع الراحلين ورحم الله مبدعينا الذين تألقوا زمنا نجوما مضيئة ثم رحلوا وبقيت أسماؤهم تتحدث عن كل ما قدموه بصدق وإخلاص.