12 سبتمبر 2025
تسجيلذات يوم كان التنافس على أشده بين الفرق المسرحية.. كان ذلك فيما مضى.. تفرق الرفاق.. وابتعد البعض عن الساحة بإرادته. ووجد الآخر ان الواقع لا يبشر بالخير.. غلف واقعنا المسرحي الضبابية، فلا موسم مسرحيا، ولا احتكاك بالآخر، ولا نهر متدفقا يغذي الساحة كما كان ذات يوم عبر المسرح المدرسي أولاً، والنشاط المسرحي في المراكز الشبابية كما كان أيام الصديقين خالد الملا وسلمان المالك مع حفظ الألقاب. ولا دور لمراكز تضم أحلام الأجيال المتعاقبة بقيادة المرحوم حسن حسين وأحمد مفتاح وسالم المنصوري وفهد الباكر وإبراهيم عبد الرحيم، وفيصل رشيد وعبد الله العسم وأحمد العقلان وعلي ربشة ومحمد عادل وفاضل راشد وعلي ميرزا الشرشني وفاطمة الشروقي وحنان صادق، بجانب الأساتذة مثل الفنان صفوت الغشم وغيره من المبدعين من الأشقاء العرب.. وفجأة تجمد كل هذا.. لا موسم مسرحيا، لا نشاط في إطار المسرح المدرسي ولا ركن منزويا تحت لوائه الأجيال المتعاقبة، ولا مشاركات خارجية، سوى الجهد الخاص الذي يبذله الفنان سالم المنصوري. ولذا فقد انطلق البعض إلى اشباع هوايته إلى الوسائط الحديثة مثل الفنان عبد الواحد محمد، عبر ما يقدمه من أطروحات تلامس الواقع، وابتعد فهد الباكر يجتر الذكريات، ووجد الفنان علي الخلف وأحمد الفضالة، ان التلفزيون أرحم حتى وإن كان الأمر لا يشبع ذائقة الفنان المسرحي. والأغرب تلك الدعوات حول ظهور فرق جديدة. في سلطنة عمان أربعون فرقة مسرحية.. نعم الرقم (40) والنشاط طوال العام. ومهرجان الدان تكرم النماذج المسرحية العربية. في كثير من الدول نشاط مستمر عبر العديد من الفعاليات، حتى في الدول المحاصرة بالمعاناة مثل العراق وسوريا واليمن وتونس ومصر. النشاط المسرحي جزء من الحراك الإبداعي، عبر طرح هموم وقضايا الإنسان من أجل غدٍ أكثر إشراقاً. ومع هذا فإن الخفوت يغلف واقعنا سوى طرح لا يشبع ولا يغني في أيام معدودة في درب الساعي وعبر عروض في الهواء الطلق. يختلط الاصوات والصراخ وصراخ الأطفال وازعاج المارة مع نماذج تحاول ان تقدم ذاتها.. ولكن من المؤسف أن هذا الأمر لا يضيف إلى حراكنا المسرحي سوى مزيد من الهموم!.