29 أكتوبر 2025

تسجيل

علمتني رابعة...

15 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رابعة هذه مدرسة... نعم مدرسة رائعة... مدرسة من نوع فريد... إنها مدرسة فريدة في مناهجها، فريدة في روادها، فريدة في زمانها... فريدة في شهدائها... فريدة في كل شيء... مدرسة تتلمذ فيها الصغير والكبير، والجاهل والمتعلم، والرجل والمرأة، والمسلم والمسيحي... ولأني واحد ممن تعلم وتخرّج من رابعة، فها أنا أذكر بعض ما تعلمته في رابعة: لقد علمتني رابعة: أن أطهر الناس قلبا وأنقى الناس أفئدة، وأفضل الناس عطاء للوطن هم الإسلاميون.. يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع... لقد علمتني رابعة: أن المعدن الأصيل يظهر في الشدائد، فكم من يساريّ كان موقفه في رابعة خيرا من موقف ذي لحية منقلب، وكم من متبرجة كان موقفها من القتلى والجرحى خيرا من ذات نقاب... لقد علمتني رابعة: أن الناس كما أنهم على دين ملوكهم فهم كذلك على دين إعلامهم... لقد علمتني رابعة: أن من خان المؤتمن لا يؤتمن، ومن كذب ودلس على الرعية لن يصلح له مستقبل، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (يونس: 81). لقد علمتني رابعة: أن القاتل قاتل، والمفوض قاتل، والمحرض قاتل، والمؤيد قاتل، والمباشر للقتل قاتل، والراضي بهذا أو ذاك قاتل. لقد علمتني رابعة: فقه الأولويات فالوقوف في الميادين في مواجهة الظلمة خير من صيام نافلة وقيام ليل... لقد علمتني رابعة: أن الغرب غرب والشرق شرق؛ فالغرب لا يريد إلا شرقا ذليلا تابعا، لا يريده إلا ليبراليا علمانيا محاربا للإسلام... لقد علمتني رابعة: أن الديمقراطية التي تأتي بغير الإسلاميين فتلك بغية الغرب، أما أن تأتي بالإسلاميين فتلك إذا نتيجة (ضيزى) غير مقبولة.. لقد علمتني رابعة: أن بعض الشيوخ وبعض العمم يعلو صوتها ما أمنت على نفسها وتحققت سلامتها، ولكن حين يجد الجد وتأتي التكاليف فأفضل الطرق (عليك نفسك) و(أسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك) بحق وبغير حق.. لقد علمتني رابعة: أن فساد الناس ليس في إعلام ماجن، وفن هابط وحسب، لكنه كذلك في عمة مزيفة يرتديها مرتزق، ولحية طويلة يروج صاحبها لمغتصب غاشم... لقد علمتني رابعة: أنه لا دعوة بغير قوة، وأن القوة ليست مجرد سلاح يرفع، بل القوة قوة علمية وقوة شعبية وقوة إعلامية، وقوة عددية، كما أنها قوة ساعد وإخوة وعقيدة. لقد علمتني رابعة: أن العقيدة ليس متونا تحفظ، وأن التضحية للدين ليست مجرد كلام ينمق، وأن بعض من أكثروا الحديث عن الولاء والبراء لو ظهر ابن تيمية أو ابن حنبل أو الطحاوي لبصقوا في وجوههم. لقد علمتني رابعة: أن النصر ليس في تولي سدة الحكم، ولكن النصر في الثبات على المبدأ، والتضحية من أجل القيم، وأن أصحاب الأخدود ليس مجرد قصة مضت لكنها تتكرر في كل زمن يكثر فيه الطغاة. لقد علمتني رابعة: أن الجعجعة لا تصنع نصرا، ولا تفتح حصنا، ولا ترد عدوا، ولكن الذي يصنع النصر توكل حقيقي، يصاحبه الأخذ بالأسباب.