13 سبتمبر 2025

تسجيل

صناعة البطل

15 أغسطس 2012

أعود إلى موضوع بعض التصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين بعد الانتهاء من الفعاليات، هؤلاء كان الأجدر بهم دراسة ما يقوم به الآخرون. إن كوبا وهي دولة صغيرة مقارنة بأمريكا أو الصين تحصد عبر المشاركة في لعبات فردية العديد من الميداليات، ناهيك عن كينيا والحبشة ودول صغيرة في البحر الكاريبي، ومع هذا فإن القائمين على الرياضة العربية في بعض الدول يطلقون التصريحات النارية. إن الظلم قد وقع علينا، وكأنما تناول المنشطات حلال على أبطالنا، ولا أدري لماذا أيضا المبرر موجود، الشد العضلي، الاجهاد، دون دراسة مبررات هذا الاجهاد، أو كما قال أحدهم نقص الإمكانيات، وما أكثر المبررات والأجمل أننا كأمة سرعان ما ننسى كل شيء، هل هذا عائد إلى عدم وجود خطة موازية، وأن الأمر متروك للقدر وللحظ، أنا لا أبحث عن بطل أسطوري مثل عنترة العبسي أو خالد بن الوليد أو معدي كرب أو طارق بن زياد آخر، أنا أبحث عن بطل يحقق للأمة أكثر من ميدالية، فالسباح الاسترالي أو الأمريكي لا يكتفي بميدالية، أو اثنتين، ولكن من يتذكر أن سباحاً يحصد سبع ميداليات؟ نعم هناك مقومات، للبطل والبطولة فلماذا لا نخلق قاعدة في الرياضات الفردية مثل السباحة وجل الوطن العربي ذو إطلالة على البحار – الخليج العربي، البحر الأحمر، البحر الأبيض والمحيط وبحر العرب. ولدينا نهر النيل، ودجلة والفرات وهكذا.. هل الخلل في النسيج العربي والمجبوس والأكلات الدسمة؟ الله أعلم. لماذا لا نهتم مثلاً بألعاب التجديف والغطس والدراجات؟ إذا كان أمر المصارعة والملاكمة أمراً مستحيلاً.. نعم أنا أبحث عن بطل محلي، عربي يحقق لنا العديد من الميداليات، مازلنا نتذكر إنجازات القمودي التونسي، وأن مصطفى رياض قد سجل في دورة طوكيو عشرة أهداف، ومازلنا نستحضر مسيرة عنترة العبسي وهو يصرخ عبر قصيدته الشهيرة لعبلة "اطلبي الأيوان أحمله على راحتي كسرى وهامات العجم" ومازال يلقي بقفاز التحدي في وجه من يقف في وجهه وهو يذهب لاحضار النوق الحمر، ويتحدى الشعراء ويقول "هل غادر الشعراء من مترديني.. أم هل عرفت الدار بعد توهمي" كان ذلك عبر القوة العضلية، ولكن نحن عبر القوة الذهنية لبطلنا المتميز ناصر العطية، قد حققنا الكثير مقارنة بالآخر، فالعصر الآن عصر القوة الذهنية، وإن كان للعضلات دورها البارز في بعض الألعاب، من هنا فإن أبطال هذا العصر يخلقون أساطيرهم الخاصة، ولكن إذا كنا بحق نريد أبطالاً، فلابد أن يكون هذا الأمر منذ البداية، عبر جيل آخر، جيل صغير السن وعبر لعبات نأمل أن نحصد من خلالها ما نصبو إليه في الملتقيات، ذلك أن أحد المعلقين كان يصرخ وهو يرى فريقه ينهزم من اليابان ويقول ذات يوم فزنا عليهم بثمانية أهداف.. وللحديث بقية.