13 سبتمبر 2025

تسجيل

العاشق

15 يوليو 2020

لا أعتقد ان هناك من يعيش قلق المسرح كما يعيشه الفنان الشامل، نعم الكاتب، المنتج، المخرج، الممثل صالح المناعي. ولا اعتقد ان هناك من يملك علاقات مع المسرحيين عبر خريطة الوطن العربي مثله، منذ ان ارتبط بهذا الفن وهو يقدم عصارة افكاره، والاجمل انه لا يتوقف امام ما يطرحه الآخر. وقد تعرض عبر سنوات عطائه إلى العديد من الانتقادات، والعديد من الخسائر، توقف سنوات عن الوقوف فوق خشبة المسرح، وعندما وجد أن احلامه في تجسيد دور الكندري قد تخلق واقعاً في ذاكرته كمؤلف ومخرج، حمل ذاته وحمل فكرته وانطلق خارج الحدود. سنوات الانتقال من فرقة ارتبط بها قد شابها بعض الأمور، هنا كون مع مجموعة من رفقائه واحدة من انشط الفرق المسرحية (الوطن)، ولكن سرعان ما وجد أن الأمر مغلف بأمور أخرى. أمام الواقع الجديد شعر بأن وراء الاكمة ما وراءها، هكذا انسلخ عن الكيان الذي ساهم في تكوينه، وحمل فكره ولكن الواقع بخلاف المأمول، كان صالح المناعي سباقاً في طرح افكاره. أتذكر "زواج بالفكس" واتذكر ايضاً عندما استضاف عرضاً مصرياً ذات مساء، وعبر العديد من الاعمال لا ينظر الى الربح والخسارة ما يهمه حقاً ان يمارس دوره، في العرض الخاص بفلذات اكبادنا "بلقيس طائر السلام" قدم ما يؤمن به، وتصدى لإبراز العمل واحد من عشاق الفن ومن مجانين العمل المسرحي. نعم في واقعنا المسرحي هناك عدد من المجانين المرتبطين بفن المسرح وعبدالواحد محمد واحد من ابرز هؤلاء بجانب محمد حسن المحمدي، فهد الباكر، حنان صادق، فالح فايز، وغيرهم وهؤلاء عندما يسمعون كلمة "المسرحية أو المسرح" تنتابهم حالة لا شعورية. فهل للمسرح كل هذا السحر؟ نعم وإلا ما ارتبط بالمسرح اعلام من بلدي، بدءاً بالنوخذة بو ابراهيم والكاتب/ المخرج بو صالح وناصر عبدالرضا وفيصل رشيد وغانم السليطي وهدية سعيد هؤلاء يتنفسون المسرح. ذلك أن قدرهم ان يشكلوا جزءاً من تاريخ المسرح القطري، وهناك من وضع ذاته في خدمة المسرح، سالم المنصوري، محمد حسن، نافذ السيد وغيرهم دون انتظار ما ستأتي به الايام من مكتسبات. أما الآخر، وأعني صالح المناعي، فهو لا يبالي بمقدار خسارته المادية أو جهده الذهني بل هو في كل مرحلة يحلم اعمالاً في اطار المونو دراما، اعمالاً للكبار، اعمالاً لفلذات اكبادنا، المهم ان يجسد حراكاً في اطار المسرح القطري، هذا المسرح الذي وصل الى حالة الوأد، والفضل لمسرح آخر، يحمل شعار الدمى!. صالح المناعي، أيها الصديق المعجون والمجنون بالمسرح، ذات يوم سوف يكتب عنك أحدهم كم كنت مخلصاً للمسرح ولم تجنِ حتى الفتات، وأن الآخر قد كسب الرهان عند حساب الربح والخسارة، ولكن متى كان أمثالك يسألون أو يطرحون على ذواتهم مثل هذا السؤال؟ أيها العاشق المتيم بحب المسرح!. ذات يوم سوف يتذكر عشاق المسرح عاشقاً أسلم القيادة للمسرح اسمه صالح المناعي. [email protected]