17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أبدت مصر رغبتها باستضافة مفاوضات مباشرة في القاهرة بين الفلسطينيين واسرائيل، بمشاركة مسؤولين مصريين وأردنيين كبار، أو عقد لقاء قمة ثلاثية تجمع الرئيس الفلسطيني ورئيس حكومة اسرائيل والرئيس المصري. هذه الرغبة المصرية أبلغها وزير الخارجية سامح شكري لبنيامين نتنياهو خلال محادثاتهما مؤخرا في القدس المحتلة، ويمكن النظر إليها من ثلاث زوايا، الأولى، محاولة لبناء الثقة بين الجانبين، وثانيها، تهدئة التوترات الاعلامية وتحسين الأجواء السياسية، ثالثا، الأمل بتعزيز الدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل كما جاء في كلمته بأسيوط في مايو الماضي، وقال فيها إن بلاده مستعدة للمساهمة في الجهود الرامية لإيجاد حل للصراع الطويل بين الجانبين.صحيفة (هاارتس) الاسرائيلية ترى في المسعى المصري، التوصل إلى ما تسميه اسرائيل"مكافحة الارهاب" في الضفة الغربية المحتلة، وانهاء التحريض من جانب السلطة الفلسطينية، فيما ستجمد إسرائيل البناء في المستوطنات بشكل جزئي، وتنقل الصلاحيات المدنية للفلسطينيين في مناطق (ج) وتوفير منافع اقتصادية متاحة للفلسطينيين.والسؤال المطروح حاليا، هل يمكن لمصر السيسي أن تنجح في مساعيها المعلنة تلك، وهو دفع عملية التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين، أم أن المعلن فيها للتغطية على قضايا أخرى تخصّ السياسة المصرية بالذات؟لا شيء يدعو للاعتقاد، بأن الدبلوماسية المصرية في ظل حكم الجنرالات تمتلك أوراقا للعب هذا الدور، أكثر مما توفرت عليه الدبلوماسيتان الأمريكية ولاحقا الفرنسية، اللتين حاولتا ففشلتا.فوزير الخارجية الامريكية جون كيري ونظيره الفرنسي حاولا احياء مشروع حل الدولتين وفي المحاولتين، اصطدمت جهودهما بالمواقف المتعنتة لحكومة اليمين واليمين المتطرف، بزعامة الثلاثي نتنياهو — ليبرمان — بينيتت.اذن، ما الذي تمتلكه مصر السيسي من أوراق للضغط على إسرائيل لدفعها للقبول بما سبق لها أن رفضته أمريكيا وفرنسيا؟باعتقادي ان القاهرة لا تمتلك أي ورقة ضغط على الجانب الاسرائيلي، بينما لها أن تحدث تغييراً في الموقف الفلسطيني، إلّا أن العقدة هنا بإسرائيل التي تعرقل وتماطل بل وتتهرب من تنفيذ استحقاقات ما كانت تفرزه المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وتحول دون تسيير مسيرة التسوية إلى نهاياتها، لممارسة أي ضغط جدي على حكومة نتنياهو للانصياع لمرجعيات عملية السلام، والدخول في مفاوضات "ذات مغزى"، والانتقال إلى تجسيد "رؤية حل الدولتين"، التي لا تكف واشنطن عن القول، بأنها الأنسب لحل الصراع، وأنها ما زالت صالحة كأساس واقعي للحل.بالعودة إلى الوراء ثلاثة عقود أو أكثر، في فترتي حكم أنور السادات واستتباعا حسني مبارك، كانت القاهرة تدرك جيدا أن سبب انهيار الخيار التفاوضي ووصول عملية التسوية بين الجانب الفلسطيني واسرائيل إلى جدار مسدود، إنما ترتب على رفض إسرائيل انهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967... وأن سياسة الاستيطان الزاحف والمنفلت، هي المسؤولة عن تدمير فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، والوصول إلى تسوية تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.بناء على ذلك وغيره، من المفروض أن القاهرة قد أعدّت حركتها الدبلوماسية الجديدة بناء على هذه المدركات والتي هي باتت مسلّمات، بمعنى أن إسرائيل، وليس السلطة الفلسطينية، هي من سيعرقل مساعيها، ويحول دون تحقيقها لأهدافها، فما الذي ستفعله القاهرة ساعتئذ؟!هنا الخشية، أن يلجأ النظام المصري، لاستخدام أوراق ضغط على الجانب الفلسطيني (السلطة)، وهي بعرف الجميع، عربيا ودوليا، الحلقة الأضعف في معادلة الصراع، وكل الخشية أن يكون جنرالات مصر قد وقعوا في شراك الخداع الإسرائيلي.. وإلى الخميس المقبل.