20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أستسمحكم اليوم أن أنزع ثوب الموضوعية وأتخذ لي مكانا وسط المدرجات كأي مشجع عاشق للقديس، الذي علمنا طيلة 25 عاما أن التواضع وسمو الأخلاق أهم بكثير من الإنجازات والألقاب. تلك الأخلاق التي جعلته يحصد إعجاب ومحبة الأعداء قبل الأحباب. فقد يكره عشاق الأندية الأخرى وبالأخص برشلونة شعار النادي المدريدي، لكنهم يجتمعون على حب واحترام وتقدير "إل سانتو"، حتى وإن حرمهم في كثير من الأحيان من التتويج بالألقاب. إيكر كاسياس، الذي صنع أمجاد وأفراح الريال لسنوات وحاز معه كل الألقاب يخرج اليوم من الباب الصغير. هو الذي كان يحلم دائما بإنهاء مسيرته الكروية مع النادي الذي استهل معه مشواره. هو الذي رفض كل عروض الانتقال إلى أندية أخرى في عز الأزمة التي كان يعيشها بسبب مورينيو، أي لاعب لا يرقى لمستوى كاسياس كان ليفر بجلده ويخرج من الباب الكبير من خلال التعاقد مع أندية كبرى كانت تحاول شراء وده، وهذا حقه. لكن القديس، رغم كل الانتقادات والضغوط والمشاكل التي عاشها، التزم الصمت ورفض أن يعض اليد التي أطعمته عندما كان صغيرا، والآن هذا هو الجزاء أو مكافأة نهاية الخدمة التي يتلقاها من النادي. كل تبريرات الرئيس فلورينتينو بيريز لن تجدي نفعا اليوم، فدموع إيكر التي ذرفها وهو يودع المدريديين وحيدا كيتيم في عيد الأم أقوى من أي أعذار، ربما تعزيته الوحيدة أن الكثير منا بكى بحرقة معه كطفل صغير، القديس لا يستحق منك كل هذا يا بيريز، لكن ماذا كنت تنتظر منه يا إيكر؟ فالعلاقة بينكما لطالما كانت باردة، منذ أن طالبك بأن تدعك من التواضع والشعبية في التعامل وخاطبك بالقول "أنت من الغلاكتيكوس"، حينها جاء ردك أقوى وأبلغ فقلت له "لا يا سيدي، أنا من موستوليس"، وموستوليس هي البلدة التي ينحدر منها كاسياس. لم ينس لك الرئيس تلك الجملة، ورغم المجاملات والعناق الحار، كان دائما غاضبا منك لأنك لم تنصع لسياسته في جعل كل لاعبي الريال نجوما لا يلمسها أحد. لا تحزن أيها القديس، فالإدارات فانية بانتهاء ولايتها الانتخابية ولا يتذكرها أحد، أما أنت فستظل خالدا في قلوب وعقول كل من يعشق الساحرة المستديرة، طالبتنا أن نتذكرك كشخص طيب فقط، لكننا سنتذكرك كلاعب كبير ورجل طيب، صحيح أنك خرجت من الباب الصغير باحتفالية لا تليق باسمك ولا بتاريخك، لكنني متأكدة أنك ستعود يوما ما إلى ناديك من أوسع الأبواب. ببساطة لأنك رمز ريال مدريد وكرة القدم الإسبانية. فأنت الذي حققت حلم شعب بأكمله في التتويج بكأس العالم لأول مرة في تاريخه. أنت بببساطة أفضل حارس في التاريخ، شكرا على كل الفرح الذي أدخلته على قلوبنا، شكرا على دموعك الغالية. وعدتنا بأنك ستظل تهتف باسم مدريد أينما ذهبت، ونحن نعدك بأننا سنظل نهتف باسمك أينما ذهبت.