29 أكتوبر 2025

تسجيل

هل الصهاينة و شركاؤهم وراء كوارثنا .... و ما الحل ؟!

15 يوليو 2015

أصبح عدد من الباحثين اليوم يذهبون إلى أن اشتعال بلدان الربيع العربي ضد الطغاة من حكامهم و خصوصا في سورية لم يعد مجرد ثورات متحركة متحرقة لتغيير واقعها الفاسد إلى واقع جديد يحقق طموحات شعوبها, بل إن أصابع الأفاعي الخفية في العالم وعلى رأسها الصهيونية العالمية المنطلقة مما يسمى الكيان الإسرائيلي هي المؤثر الحقيقي الفاعل في ما يجري من تبدلات , وتداعيات ما كان لهؤلاء الباحثين وغيرهم أن يتصوروها, ولكن المشهد الدراما تيكي المتقلب لحظيا قد بات يدل دلالة ساطعة على ذلك و دون أدنى شك, فإسرائيل وأوربا وأمريكا, وروسيا العوبتها الدائمة و الصين الدولة الكبرى ولكنها التابعة حسب المصالح كذلك أما إيران وأذنابها ممن يعملون أدوات لتحقيق تلك الأهداف فقد بات دورهم جليا في تخريب الاستقرار في العالم العربي والإسلامي خصوصا والدولي عموما, وأصبحت الثورات المضادة تفعل الكثير لإعادة التموضع المركزي القوي للاستعمار في سورية والعراق ومصر واليمن وليبيا وتونس تحديدا. و كم كنا ننصح من بدايات الثورات و خصوصا في سورية أن الأمر أكبر بكثير من هؤلاء الحكام المستبدين و أنهم ليسوا سوى عبيد يعملون في الحلبة بأمر الأسياد الذين يجدون و يجتهدون لتثبيتهم نظرا لأنهم حراس مصالحهم, أو استبدا لهم بمن هو أسوأ منهم على غرار ما جري في مصر و اليمن والعراق...وقد كان بعض الباحثين و المتعالمين يتهمنا وقتها أننا نعتبر أن كل فعل مؤامرة ولانخرج عن هذا الحبس المظلم ولا نصدق الغرب و على رأسه أمريكا و كذلك روسيا خصوصا في التفاعل مع الشعوب المظلومة المقهورة, وكأن مثل هؤلاء يهمهم أدنى شيء من خواطرهم و يحزنون على قتلهم وسجنهم و تشريدهم بالملايين , يا عجبا ألف مرة, فإن هؤلاء هم الذين يوقدون المعركة ثم يدعمون و لا يتفرجون, كيلا نتنفس أية حرية في بلادنا و إن نظرتهم إلينا كعرب لا تعدو إلا أن تُقرأ فيما حدده المؤرخ الصهيوني المعروف (بيرناردلويس) منذ عام 2005 بما نصه: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم, وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات و تقوض المجتمعات ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم و استعمارهم, وتدمير ثقافتهم و تطبيقاتها الاجتماعية ... وإنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية الإسلامية إلى وحدات عشائرية و طائفية, ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم و ردود الأفعال عندهم"! هكذا تماما يخططون و ينفذون و شعوبنا المسكينة والكثير من الكتاب والعلماء والمفكرين واقعون تحت تأثير الدولة القطبية أوالنظام التابع لها إقليميا بشكل أو بآخر, أو يرزحون تحت نير المال السياسي من مثل هؤلاء و أضرابهم من جنود المشروع الصهيوني الإيراني الغربي ولا يمتلكون الإيمان العميق الذي كان عليه علماء السلف الربانيون لترجمته في الشعوب على أرض الواقع, أو أولئك الذين مازالوا ينخدعون بالغرب العلماني تحت مسميات براقة مختلفة, والكل غارق في الجهل أوالتجاهل , و لايغلبون الروح الوطنية ويقظة الضميرعند أكثرهم. وقد حدثني - كمثال على ذلك- الأخ الصحافي الإعلامي الماهر عبيدة نحاس أثناء اجتماعهم واستعمال "الفيتو" الروسي الصيني ضد إدانة اللانظام السوري على قتل شعبه حيث قال, مندوب روسيا في الأمم المتحدة, - قبل التصويت - بعد أن لفت نظره الأستاذ عبيدة إلى مايجري من شلالات الدم في سورية وأن عليهم التخفيف من ذلك, قال : نحن لا يهمنا هذا الأمر وليذهب الشعب السوري إلى الجحيم! نعم إن كل الذي يهمهم إبقاء الأسد لإبقاء مصالحهم والمصالح الصهيونية في المنطقة! أليس بوتين هو الذي صرح لليهود عقب زيارته إلى "تل أبيب" مؤخرا: إن العلائق التي تربطنا باليهود لا يمكن لأحد في العالم أن يقطعها!!وهكذا فمخططاتهم أريد لها أن تسير بخطى سريعة منذ سنوات. وفي هذا السياق فلعله لا يخفى علينا الموقف الصهيوني من المشهد السوري وأنه يعمل على تفتيت وحدة الشعب . وهو الذي أوجد حكاما لديهم أكبر القابلية لطاعته كيف يشاء وحفاظا على كراسيهم و نهب ثروات الوطن, و الأمر متفق عليه بينهما وهو أنهم قوات ممانعة أي ممايعة و مقاومة أي مقاولة!, وإن أنسَ لا أنسى أبدا قول وزير الخارجية الأمريكي الصهيوني الأسبق "هنري كيسنجر" وهو يقول لنائب رئيس وزراء إحدى الدول الإسلامية في حديث عن حكام العرب: إن حافظ الأسد كان يطيعنا في كل شيء, و نحن لم نقل له عن شيء إلا أجاب بنعم, نقول ذلك حتى يعي المخلصون المعادلة ويعرفوا العدو الحقيقي لهم ولايصطفوا بشكل أو بآخر مع مخططات الصهاينة كما أكد الأستاذ "سمير جبور" في مقاله القيم :تفتيت سورية مصلحة استراتيجية صهيونية. كما في جريدة : رأي اليوم 9/7/2015 , ونقل الكاتب عن الباحث الصهيوني لويس السابق ذكره: نخطط خريطة تقسيم العراق و سورية إلى أقاليم متمايزة عرقيا أو دينيا أومذهبيا و أن اسرائيل في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور لتحديد خياراتها في ضوء موازين القوى الحالية والتي يتقدمها في منطقة الشرق الاوسط ثلاثة محاور الأول: المحور الشيعي بقيادة إيران, والثاني : المحور السني بقيادة السعودية والثالث: قطب ما يسمى داعش" ويذكر" ديكل وعيناف الباحثان الإسرائيليان: أن إسرائيل تستثمر الفوضى بالتعامل مع هؤلاء المتنافرين و تداورهم لمزيد من مكاسب مصلحتها وخصوصا ما يجري جنوبي سورية حيث تتعاون إسرائيل مع الأردن لتعزيز تحالف استراتيجي بينهما تحت عدة صور ويجري هذا بينما نرى الدعوات الجديدة المتوالية في إسرائيل لإنقاذ الأسد و قد كتب عن هذا الأستاذ "وديع عواودة" في الجزيرة نت 9/7/2015 مؤكدا أنه قد ازداد عدد الجنرالات والمعلقين الصهاينة الذين يدعون حكومتهم إلى مساعدة حكومة بشار سيما بعد تراجع اللانظام مؤخرا جنوبا وشمالا ووسطا في سورية بينما تقدم الثوار حتى نحو الحدود مع إسرائيل , وهذا ما دفع القوى الصهيونية أن تزيل أول أمس مخيمات النازحين السوريين من أصلها , عند الحدود. وقد دعا الجنرال الاحتياطي في الاستخبارات العسكرية "عيزر تسفرير" : بصوت مرتفع إلى إنقاذ الأسد ,وخشي من أن يكون بعد سقوطه ثقب أسود, وقال : إن التنظيمات السنية الإسلامية تتشارك في عدائها لإسرائيل والغرب معا , وقد وافقه على نظره "موشيه معوز" الخبير بالشأن السوري محذرا من تبعات انتصارات الراديكاليين على المناطق المجاورة مثل لبنان والأردن , معتقدا أن إنقاذ الأسد يزيد في فتح القنوات مع المحور الشيعي , أقول : وهذا ليس غريبا فإنه - على مدار التاريخ - لم تتوقف محطات اليهود والروافض عن العمل معا ضد أهل السنة وقد شرحنا ذلك في مقالات سابقة. على أن الباحث في جامعة ابن جوريون في بئر السبع " يورام ميتال" أكد أنه لا بد من الوقوف على سياسة الأمر الراهن التي عليها رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" بمعنى الحفاظ على الجولان وهو ما يضمنه لهم بشار وليس مجاميع الثوار, وهكذا تلتقي محاور الشر ضد الثورة والثوار ويسمحون لما يسمى حزب الله و الميلشيات العراقية و غيرها من الشيعة بقتالهم دون أن يوسموا بالإرهابيين!أقول: ولكن الحق لا بد أن يظهر في نهاية المطاف و ما علينا من جديد إلا أن نعود فنقرأ كتاب عباس محمود العقاد رحمه الله – التفكير فريضة إسلامية . وهو ما حضنا عليه الله في كتابه ورسوله في سنته والعلماء و المفكرون من السلف و الخلف الذين دأبوا على صون الأوطان من خطر المنافقين من أبناء الجلدة كما صانوها من الأعداء المتربصين حتى بلغوا بها مشارف المجد و السؤدد متذكرين حِكَم الدكتور مصطفى السباعي- رحمه الله - : " لا يدوم لطاغية سلطان و يكفيه سوءا أنه الذي يعمل للقضاء على كل روح الكفاح ضد المستعمرين في الأمة و يعمل على إذلال الشعب لأنه متأله مغرور ولكن من اطمأن إلى طغيانه و قوته فهو مغلوب و من اطمأن إلى جاهه فهو مخلوع " من "هكذا علمتني الحياة " ص: 307- 309 . ولاشك أن التاريخ يعيد نفسه .