19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد أيام قليلة ستودع الأمة الإسلامية شهر رمضان ولياليه الجميلة والمعطرة بآيات الذكر الحكيم والدعوات الصادقة بالقبول والمغفرة والأجر الكامل من رب العباد، ونحن ندخل الليالي الأخيرة التي يتحرى فيها الصائمون ليلة القدر، نرى لرمضان طعما آخر في قطر الخير، حيث تدافعت المؤسسات والجمعيات الخيرية المدعومة من الدولة ومن المحسنين القطريين لإقامة ما يشبه ورش عمل دائمة لتقديم العون للمسلمين ولفقرائهم في مشارق الأرض ومغاربها. دائما قطر الحب والعطاء نجدها في كل ميادين الخير والعون للدول والأشخاص وليس كما يدعي أصحاب القلوب المريضة بأن قطر تخالف الإجماع وتدعم الإرهاب وغيرها من الكلمات المغرضة التي يراد بها الاساءة الى دولتنا الفتية التي لا تألو جهدا في تقديم المساعدات وكل ما من شأنه رفعة الشعوب العربية والاسلامية وهذا ليس بجديد على بلدى، فأينما تجد حدثا أو موقفا بطوليا ترى قطر في المقدمة أولا، كما أن دولتي لا تعير أي اهتمام لما يقال عنها، لأن قناعتها بما تقوم به من أفعال ومواقف مشرفة خير دليل للرد على كل من يحاول أن يطعن أو يشكك في المواقف القطرية، ومنهج حكومتنا الرشيدة في هذا العمل هو اتباع النهج النبوي في الإحسان والالتزام بتطبيق حكمة مشروعية الصوم التي تدعونا الى الاحساس بآلام الشعوب الأخرى ملتزمين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى )).ومما يميز العمل الخيري القطري أنه لا يتخير المستفيدين منه فلا فرق بين قريب ولا بعيد، سوى رابط الأخوة الإسلامية، وهو عطاء في سبيل الله ومرضاته ومراعاة للأحوال الإنسانية بغير شروط ولا منّ ولا أذى.إن مواقف قطر السياسية المنحازة للشعوب برزت بشكل واضح خلال ثورات الربيع العربي، وظن البعض أنها تسعى إلى تحقيق مصالح سياسية بعينها إلى درجة الاتهام بأنها تنوي السيطرة السياسية على بعض الدول، وزعم بعض أصحاب النفوس الضعيفة والأقلام المأجورة أن الهدف هو الحصول على استثمارات ومقدرات تلك الدول لكن كل تلك الادعاءات تساقطت مثل أوراق الخريف أمام قوة الحقيقة، فها هي الأيام تثبت أن قطر لم يكن لها مطمع سياسي ولا اقتصادي في أي دولة من الدول بل إنها أعطت ولم تأخذ شيئا، وفي الحقيقة أن التي حققت الريادة في استثماراتها الداخلية والخارجية ليست بحاجة الى تحقيق مصالح اقتصادية لدى شعوب تعاني وتبحث عن المساعدة من الاشقاء. لقد قامت دولة قطر بواجبها كاملا تجاه حقوق الاخوة الإسلامية فلم تتأخر لحظة في تقديم العون لمحتاجيه في كل مكان، أسهمت في مشاريع التنمية وفي البنية التحتية والخدمات ولا تزال عند مواقفها الشهمة والمنحازة للإنسانية، لا تتراجع ولا تؤثر فيها الدعاوى المغرضة التي يطلقها البعض بين الحين والآخر، لأن الحقائق وحدها كافية لدحض تلك الافتراءات.لقد قدمت قطر ومنظماتها الخيرية ومحسنوها العون الى من يعرفون ومن لا يعرفون والى الدول العربية والافريقية والى المسلمين في آسيا وأوروبا وغيرها من الدول، ويمزج العمل الخيري بين الإطعام وتقديم الخدمات التعليمية والصحية والمساجد والمراكز الدعوية.وخلال هذا الشهر قدمت دولة قطر مساعدات بما يزيد على 15 مليون طن من المواد الغذائية، ضمن الهبة الأميرية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، لمسح دموع النازحين السوريين من ويلات الحرب، وقد تم توزيع المواد الغذائية على جزءين، الأول على 500 ألف نازح سوري في لبنان، خلال النصف الأول من رمضان وتجري حالياً عملية توزيع الدفعة الثانية والبالغة العدد نفسه.إن برامج العمل الخيري التي تمت تحت اشراف الجمعيات والمؤسسات القطرية الخيرية وتبرعات وصدقات المحسنين القطريين ظلت منتظمة طوال هذا الشهر الكريم وتعددت منافذها الى كافة الدول الاسلامية وتنوعت بين الدعم المالي والغذائي ومشروعات الخدمات وتوفير المشروعات الانتاجية للأسر الفقيرة وامتدت مجالات العون الى دول آسيا وإفريقيا وتجمعات المسلمين حتى في أوروبا والمراكز الاسلامية في تلك العواصم.لقد قدم بلدنا الحبيب منهجا جديدا في العون الانساني تضافرت فيه الجهود على مستوى الدولة والمؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية وهو نموذج غير مسبوق لم تطبقه حتى الدول العريقة في العمل الإنساني، حيث أصبح للعمل الخيري القطري مؤسساته ومبادئه ومصادر تمويله الشعبي النزيه، إنها تعد تجربة عالمية رائدة ومتميزة وذات بعد دولي في التأثير والفائدة والإحساس بحقوق ومعاناة الشعوب.إن العمل الخيري أصبح بهذا المفهوم، علامة جودة عالمية في حسن الادارة وسهولة وصول المساعدات الى المحتاجين، بالاضافة الى نبل المقاصد والأهداف، ولا شك ان الاستمرار في هذا النهج وبهذا التنظيم والشفافية والوضوح سيجعل دولة قطر رمزا عالمياً مرموقاً في مجال علاقات العمل الخيري المنحاز إلى الانسانية جمعاء وبلا استثناء، والذي دون شك سيجد التقدير والامتنان في قلوب الشعوب.