13 سبتمبر 2025
تسجيلليست هي المرة الأولى التي يتقاتل فيها الغزاويون والصهاينة، وليست هي المرة الأولى التي يتقاتل فيها العرب مع الصهاينة، فقد جرت معارك عدة بينهم ابتداء من الاحتلال الصهيوني لأجزاء من فلسطين سنة ١٩٤٨م وإلى الآن، ومن المؤكد أن هذه الحرب لن تتوقف إلى أن يخرج الصهاينة من فلسطين التي احتلوها ظلما وعدوانا، ولكن الذي يختلف في حرب الغزاويين مع الصهاينة في الحرب القائمة هذه الأيام أنه للمرة الأولى في تاريخ هذه الحروب نجد أن بعض العرب يقف إلى جانب الصهاينة ويشجعهم على قتل الغزاويين!! هذا النوع القبيح من العرب هم أكثر تصهينا من الصهاينة أنفسهم، وهم أشد خطرا على العرب وبلادهم من الصهاينة، وعندما تقرأ مايكتبون تشعر بفداحة الأمر، وتستغرب من حجم البلاهة والحقد التي يحملها هؤلاء على أهل غزة، كما تصاب بالدهشة من درجة عبوديتهم للصهاينة واستساغتهم لجرائمهم وإرهابهم الذي يمارسوه على الغزاويين!! ولو كان هؤلاء يعقلون لعرفوا أن الصهاينة يخططون للتمكن منهم ولو استطاعوا لفعلوا بهم كما يفعلون بأهل غزة الآن أو أسوأ من ذلك بكثير ولكنهم قوم لا يعقلون. حرب الصهاينة مع غزة لن يتوقف إلا إذا توقفت المقاومة تماما، فالمقاومة وحدها هي التي تزعج الصهاينة، وهي التي تذكرهم دائما أن وجودهم على أرض فلسطين لن يدوم إلى الأبد، والمقاومة وحدها هي التي تقول لهم: إن الأمن الذي ينشدونه لا يمكن أن يتوفر لهم في هذه البلاد وأن عليهم أن يبحثوا عنه في مكان آخر كما أن عليهم أن يعودوا من حيث أتوا!! هذه المعاني هي التي تقلق الصهاينة وأجيالهم، ولهذا فهم مستعدون لعمل كل شيء من أجل إزالة هذه الأفكار من عقول الفلسطينيين أولا ثم من عقول العرب ثانيا لكي يخلوا لهم الجو ويعيشوا آمنين، ولهذا عملوا الكثير من أجل تحقيق أهدافهم، واستعانوا بأصدقائهم - خاصة أمريكا - من أجل تحقيق هدفهم كما استعانوا ببعض العرب من هنا أو هناك ليؤدوا دورا في تمكين الصهاينة من أرض فلسطين، ونجحوا في ذلك إلى حد ما، فرأينا من الحكام من يغض الطرف عن جرائمهم ورأينا من الإعلاميين العرب من يدعوا صراحة إلى قتل الغزاويين، وإلى عدم فتح معبر رفح لجرحاهم كي يموتوا سريعا، ومضى بعض المتصهينين إلى تبرير جرائم الصهاينة وتحميل حماس مسؤولية ما يحدث في غزة، فكانت تبريراتهم متطابقة تماما مع تبريرات الصهاينة وكأنهم كانوا يتحدثون بنفس اللسان وبنفس المنطق الأعوج. أكثر من متصهين ادعى أن حماس هي التي تتحرش بإسرائيل وأنه لولا هذا التحرش لما حدثت الحرب!! وتناسى هؤلاء الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، كما تناسوا أصل المشكلة وتبعاتها!! وكأنهم يطلبون من الضحية الاستمرار على السكوت والصبر رغم الاستنزاف اليومي الذي يلاقيه من عدوه!! فإن ضاق ذرعا بما يعانيه وعبر عن تبرمه ولو بأبسط الأشياء أصبح هو المتهم وأما الفاعل الرئيس فهو البريء المستفز!! حركة حماس لم تعترف بخطف المستعمرين الثلاثة ولا بقتلهم، والصهاينة لم يجدوا دليلا عليهم وإلا لقالوه، ولكنهم أدركوا أن الوضع العربي الهش فرصة قد لا تتكرر، فعزموا على حرب أهل غزة، وليس من الضروري البحث عن مبرر مقنع، فهم أهل القوة، وأمريكا وبعض حكام العرب معهم، فلماذا يضيعون هذه الفرصة الذهبية عليهم؟ الإعلام المصري كان هو الأسوأ على الإطلاق!! ويبدوا أن هؤلاء المرتزقة شعروا أن الوضع يساعدهم على تقيئ سمهم وتفاهاتهم فقالوا عن الغزاويين مالم يقله مالك في الخمر!! وتناسى هؤلاء الأعداد الكبيرة من الجنود المصريين الذين قتلهم الصهاينة ظلما وعدوانا وهم أسرى لديهم، وكان الأجدر بهؤلاء المرتزقة المطالبة بتحميل الصهاينة دم أولئك الجنود الشرفاء بدلا من التصفيق لهم وهم يقتلون المسلمين في غزة، ولو تمكنوا في المستقبل لفعلوا الشيء نفسه في القاهرة أو غيرها وتاريخهم الأسود يشهد على ذلك، وهؤلاء لايحترمون أي اتفاقية أو عهود، فكم من اتفاقية نقضوها مع مصر ومع الحكومة الفلسطينية فهل مثل هؤلاء يوثق بهم؟! الإعلام العربي عموما لم يكن في مستوى الحدث!! بل إن معظمه لم يكن محايدا على الإطلاق ؛ كما أن الجامعة العربية هي الأخرى كانت كما نعهدها!! وقلت مرارا إن هذه الجامعة ماتت منذ زمن طويل فلم تعد تعبر عن العرب ولا عن قضاياهم بل أصبحت عبئا على الشعوب العربية!! الأزهر هو الآخر أصبح حاله مثل حال الجامعة العربية فلم يصدر بيان استنكار إلا بعد ثلاثة أيام وكأن المسألة بحاجة إلى كل هذه المدة لمعرفة مايجب فعله!! طبعا منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي كلها كانت على نفس الوتيرة ؛ (لاحس ولا خبر)، ولو أن تلك المنظمات قامت بدورها المفروض عليها لاستطاعت تجييش العالم الإسلامي كله ضد الصهاينة لكنهم لم يفعلوا!! إسرائيل ماضية في جرائمها ولن تتوقف عنها على الإطلاق إلا إذا عاد العرب إلى رشدهم وأدركوا فداحة الخطب وأن الاستكانة إلى الصهاينة لن تفيدهم في شيء، وأمريكا هي الأخرى لن تتوقف عن مساعدة الصهاينة لأنهم يحققون لها مصالحها، أما الفلسطينيون - إجمالا - فلن يتوقفوا عن المقاومة لأنهم يقتلون كل يوم وتصادر حرياتهم وتهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم، وعلى العرب أن يختاروا الطريق الأصلح لهم. أما صهاينة العرب فقد أثبتوا أنهم من حثالة البشر، وسيدركون كم هم تافهون، وكيف أن هذه الأجيال ستلعنهم الأجيال القادمة.