18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كانت مرحلة سابقة لقوم موسى النبي، محورها ما حصل لهم في التيه بصحراء سيناء والنقب، ووصولهم إلى أرض الأردن في طريقهم إلى فلسطين، ثم وفاة الأخوين النبيّين موسى وهارون عليهما السلام في أرض الأردن، ولم تكن أقدامهم وطأت أرض فلسطين أبدا، ثم تشتت أقوامهم بين من مكث في المنطقة التي وصلوا إليها، ومنهم من اتجه جنوبا إلى جبال عسير وتهامة على ساحل البحر الأحمر وجبال الشراة وتبوك فوصلوا إلى يثرب "المدينة المنوّرة" والطائف وخيبر وغيرها من أرض السعودية اليوم، ومنهم ما تابع مسيره إلى أرض اليمن فاستوطنها، واعتنق الكثير من أهلها اليهودية وهجروا عبادة الأصنام ومنهم من عبر البحر إلى الحبشة، لتنتهي بذلك صفة نقاء الدم لهؤلاء الأقوام بسبب الاختلاط مع الأقوام والقبائل والجماعات البشرية التي مرّوا بها.. ولكن قبل إغلاق هذه الصفحة من تاريخ العبرانيين وتشعباتها.. هل يعقوب هو إسرائيل؟لقد ورد في القرآن الكريم اسمان، الأول "يعقوب"، وهو نبي ومن سلالة أنبياء الله، أما الثاني فهو "إسرائيل".. فهل هما اسم لشخصين، أم اسمان لشخص واحد؟ حري القول بداية، أن المسلمين يؤمنون بالحقيقة القرآنية التي تقول بأن يعقوب بن اسحق وجدّه إبراهيم خليل الرحمن، من أنبياء الله الصالحين، وعلى ذلك لا يجوز أن ينسب لهم الكذب والخداع، أو الغدر والخيانة أو التدليس، ولا يجوز انتقاصهم أو نسبة أي فعل شائن لهم، أو الإساءة إليهم وإلى ذكراهم، وقد عصمهم الله تعالى كغيرهم من الأنبياء والرسل سابقا ولاحقا، من الآثام وكبائر الذنوب وصغائرها التي تدل على خساسة الطبع والأخلاق، وميّزهم عن عباده خلقة وخلقا، صيانة لعلو مكانتهم وقدرهم.وينظر بعض المفسّرين للآيات في القرآن الكريم الذي هو مصدر التشريع، كما أنه مصدر تاريخي روى للعالمين قصص أنبياء الله ورسله وأزمانهم، في إطار تقوية الأيمان، أنه لا وجود لنص صريح، بأن يعقوب ابن اسحق بن إبراهيم هو "إسرائيل"، بمعنى أن يعقوب ورد اسمه نبيا من الصالحين، أما إسرائيل فلم يرد أنه نبي.على هذه العقيدة يتبين لنا، وكما جاء في القرآن الكريم، أن يعقوب من عداد الأنبياء المتسلسلين من حملة الشرائع السماوية إلى بني البشر بعدة سور والعديد من الآيات، من ذلك ما ورد في (سورة البقرة) قوله تعالى:"وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ أم كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"، وفي(سورة آل عمران): "قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"، وفي (سورة مريم): "فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاً جَعَلْنَا نَبِيّاً"، ومن (سورة الأنبياء): "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ"، ومن (سورة العنكبوت):"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ".كما استرسل القرآن الكريم، في ذكر مسار حياة يعقوب كنبي من أنبياء الله يدعو عشيرته وقومه والأقوام الأخرى المجاورة إلى التوحيد واجتناب المعاصي التي تغضب الرب، وقصة أولاده الاثني عشر، وما جاء فيها من العبر والدروس للبشرية جمعاء، كما جاء في (سورة يوسف)، وانتقاله وعشيرته من البدو في أرض كنعان إلى مصر بجانب ولده يوسف النبي، والعمل على نشر رسالة التوحيد بين أهلها، ودعوة ملوكها "الفراعنة" إلى الإيمان وترك أراجيف الكهنة وخزعبلاتهم المتخيّلة... (يتبع)