12 سبتمبر 2025
تسجيلعندما يدفع البعض نصف مرتبه أو يزيد من متوسطي الدخل أو محدوديه لسد جشع أفواه تجار لا يشبعون يصرخ الموجوع، وعندما يغيب احترام قانون لتنظيم الإيجارات بعيداً عن الحكاية الفاشلة المضللة التي اسمها (العرض والطلب) يصرخ الموجوع، وعندما تقفز الزيادة السنوية أو بعد نهاية العقد من عدة مئات إلى الآلاف (ولي مش عاجبك الشارع موجود) يصرخ الموجوع، وعندما لا يلمح المتوجهون من الإيجارات الفاحشة أي بارقة أمل تشي بأن العمارات التي تبيض ذهباً لن تقبل إلا الغلو في مهرها ولو انكسرت الظهور يصرخ الموجوع، وعندما لا يظهر ما يوحي بأن أصحاب (كرابيج) الإيجارات شبعوا خلاص، وما عادوا بحاجة إلى مزيد من ذنوب الاستغلال من أجل خاطر رمضان، وأنهم تابوا عن ترويع كثيرين بما لا قدرة لهم على دفعه يصرخ الموجوع!! وعندما يصبح الصراخ متواصلاً موجوعاً يصبح لزاماً إيصال أوجاع الناس إلى السادة المسؤولين علهم يرحمون طائفة بُحَّ صوتها من الشكوى، ويوقفون توحش الإيجارات الذي فاق كل الحدود! قد لا يستشعر كارثة الإيجارات الكاوية كثيرون من السادة المسؤولين، لأنهم إما يسكنون في عقاراتهم الخاصة أو توفر لهم وظائفهم سكناً مناسباً، لذا قد لا ينتبهون لهذا النوع من الوجع، ومن أجل ذلك نكتب فيه، أمس سألت واحداً من الذين يعملون بإحدى الشركات العقارية: متى تكف سكين الإيجارات عن ذبح الناس بدم بارد؟ أجاب: (الوسطاء) هم السبب!! ومنه فهمت أن السمسار يسأل عادة صاحب العقار: "كم تريد إيجار شهري؟"، وعندما يعين صاحب العقار الرقم الذي يريد ينط السمسار معترضاً على المطلوب واعداً بأنه يستطيع أن يؤجر بضعف المطلوب، (ويستانس) المؤجر، ويعطي السمسار إشارة البدء، ويبدأ الأخ في اصطياد زبائنه وسلخ جلودهم، الشقة بستة يخليها بتسعة، الفيلا بعشرة هكذا صاحب العقار لكن السمسار الهمام يعرضها بـ 12 ، 13 ، 15 هو وشطارته، ويظل الفك المفترس (الوسيط) يلهب ظهر المستأجر بأرقامه الوحشية، ويهرب المستأجر من سمسار إلى سمسار ليجد نفس الجشع، نفس الاستغلال، نفس الظلم، نفس الكماشة وليكتشف أن بين السادة السماسرة (ميثاق شرف) يلتزمون فيه جميعاً بنفس الزيادة بحيث يتصور المستأجر أن الإيجار الفادح المطلوب هو سعر السوق! وينتفخ التضخم، وتنتعش جيوب السماسرة، ويتقاسم صاحب العقار والسمسار (شقا) عمر الكادحين دون أدنى رحمة أو شفقة، ثم هل يعقل أن ينام المستأجر ليصحو على عقد جديد بإيجار جديد يزيد على القديم بعدة آلاف وإلا المحكمة والإخلاء الجبري؟ في أي قانون يقفز الإيجار بين ليلة وضحاها لزيادة بالآلاف؟ هنا مهم أن نسأل: أين ذهب قانون الاستثمار العقاري؟ أين العقوبات الصارمة لمن يعمل في السمسرة دون ترخيص؟ أين عقوبة الإبعاد وغرامة الخمسين ألف ريال؟ لم نسمع بعقوبة أحد، بل لقد أصبحت السمسرة في العقارات عمل من لا عمل له!! أي واحد يمكن يشتغل سمسار (كل راس ماله) رقم موبايل وإعلان في الوسيط وهات يا سلخ! وهنا نسأل: لماذا لا تطلب الصحف قبل نشر أي إعلان لتسويق أي عقار صورة سند الملكية، وصورة من بطاقة مالك العقار الشخصية، كما تفعل دول أخرى تفعيلاً لنقطة (لا يروج للعقار إلا صاحبه) ومن يخالف يتعرض للمسائلة؟ ثم يقول البعض صعب الإمساك بالمخالفين من السماسرة، ونقول ممكن جداً، فمثلاً لماذا لا تنشر الجهات المنوط بها ملاحقة المخالفين عروضاً وهمية لتتمكن بها من الإمساك بغير المرخصين عندما يتقدمون لتسويق العقارات المعلن عنها؟ من غير المعقول ولا المقبول، ومن غير الإنصاف أيضا أن يترك سوق العقارات بيعاً، وشراء، وإيجاراً بيد فصيل السماسرة ليذبحوا المواطنين والمقيمين على حد سواء، بما تشتهيه جيوبهم في وقت يفترس الغلاء فرائسه دون أدنى اكتراث بكل مناحي الحياة، كل ما نرجوه أن نسمع أو نقرأ أخباراً جزاءات، وعقوبات موقعة على الذين لا يكفون عن الجشع، ويمارسون مهنة السمسرة بلا ترايخص، ويشعلون سوق الإيجارات بحرائق ما كانت لتكون لولا استغلالهم، وللسادة المسؤولين عن شأن الإيجارات نقول عشان خاطر رمضان الحقوا الناس! • طبقات فوق الهمس • في أوجاع الوطن شجون كثيرة، في قاهرة المعز أوجاع في القلب كبيرة، وأكثر ما يوجع ما نقرأ، مثلاً إخلاء الميادين مقابل إطلاق سراح المعتقلين، في ذات الوقت الإخوان متمسكون بالبقاء في الميادين، ونقول: أليس الأفضل عودة الرئيس الشرعي لإكمال مدته بدلاً من مليونية الزحف الثانية التي ستخرج اليوم للسيطرة على أماكن حيوية، وإغلاق طرق مهمة بالعاصمة وتعطيل حال الناس أكثر مما هو متعطل؟ "فين العاقلين؟". • نقرأ في شريط الأخبار أن المحتشدين بميدان التحرير يحتشدون للم الشمل والمصالحة، نتابع التحرير فنسمع من فيه يقولون (عبدالناصر قالها زمان الإخوان ملهمش أمان) أي مصالحة، تحلف لي أصدقك أشوف أمورك أتعجب!! • يخرج العاقل ويطالب بضم الإخوان إلى مسيرة الحكومة الجديدة ويؤكد ضرورة احتوائهم في حين تدعو جبهة الخراب المستعجل لمحاكمة قادة الإخوان ومنهم د. محمد مرسي! (خلاص جننتونا).