19 سبتمبر 2025
تسجيلالدعوة إلى الله، وإلى دين الله ، وإلى ما أعد الله لمن استجاب لهذه الدعوة المباركة أمر عظيم ، تولاه الله سبحانه وتعالى بنفسه، وأرسل به رسله مبشرين ومنذرين، يدعون الناس إلى كل خير وينهونهم عن كل شر، يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله، وأقام من بعدهم عباده الصالحين من ورثة الأنبياء الصادقين، الذين جعلهم حجة على الناس في كل وقت وحين، ينشرون دين الله بين الأنام ويدعونهم إلى الجنة دار السلام، فكم من أرض أناروها بنور الإسلام، وكم من أمم أخرجوها من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام ، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأولئك هم المفلحون.قال تعــالى:"والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مسـتقيم" فالله يدعو الناس جميعاً إلى جنات النعيم، وذلك باستجابتهم له وإيمانهم به واستقامتهم على صراطه المستقيم، فعم بالدعوة إليها، وخص بالهداية لها من يشاء، فذاك عدله وهذا فضله .وقالت رسل الله لأقوامهم يذكرونهم بدعوة الله لهم " أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى" وقال تعالى: "والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون" . وروى الإمــام أحمد رحمه الله وغيره من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله ضرب مثلاً صراطاً مستقيماً، على كنفي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور، وداع على رأس الصراط، وداع يدعو من فوقه "والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" فالأبواب التي على كنفي الصراط: حدود الله، لا يقع أحد في حدود الله حتى يكشف ستر الله، والذي يدعو من فوقه واعظ الله عزّ وجل...." . فالدعوة دعوة الله والدين دينه فمن أجاب دعوته واستمسك بدينه غفر ذنبه وكفر سيئاته وأدخله جنات النعيم، ومن لم يجبه عاقبه وعذبه.