16 سبتمبر 2025

تسجيل

انهيار القيم الفنية

15 يوليو 2012

تعود فضائيات رمضان بجديدها وفي كل عام تختلف في عودتها وتنزل نحو انهيار القيم الفنية والأخلاقية أكثر فأكثر في سباق مجنون لتقديم أسوأ ما لديها غالبا وأفضل ما لديها نادرا وفضائيات العالم العربي اليوم تشهد انحطاطا وسقوطا مؤلما يتجلى هذا السقوط في الشهر الفضيل فالبرامج ماعادت تلك البرامج الخفيفة الجميلة في الماضي والكوميديا لم تعد كوميديا الضحك الجميل والبريء بل حلت محلها كوميديا الإهانة والاستفزاز والوقاحة في أغلب الأحيان اختفت برامج المسابقات الهادفة لتزدهر بدلا عنها سوق الراقصات في فوازير التعري والانحطاط. صرنا نخاف على أبنائنا وبناتنا من متابعة المسلسلات التي جاء إنتاجها خصيصا لهذا الشهر لما فيها من تقليد وتشويه وأفكار مسمومة فالمتتبع لمسلسلات رمضان في الفضائيات العربية يجد أن الفكرة في أصل العمل الفني هي فكرة واحدة تتمحور حول مشاكل الأسرة من خلال الطرح لبعض القضايا التي ينبذها المجتمع لذا فهي تركز على مشاهد لا تتناسب وقدسية الشهر الفضيل وطبيعة الأسرة والمجتمع المتمسك بعاداته وتقاليده الجميلة. أغلب الأعمال الفنية التي تعرض في رمضان للأسف لا ترتقي لطبيعة الشهر الفضيل وطقوسه وعباداته ورغم أن العالم العربي يمر في مرحلة تغيير جذرية ولكن ما نجده أن الفضائيات العربية هي الوحيدة التي لا تتغير في الواقع العربي ولا تواكب أحداثه ولا حتى تراعي مشاعر الشعوب حيث تواصل طرح كل ما هو مبتذل من أفكار رخيصة مدفوعة الثمن في محاولة لتفريغ هذا الشهر من قدسيته وكرامته وبث الأفكار الخاطئة التي تضر بالأسرة بالدرجة الأولى وحتى الأعمال التاريخية لم تسلم من هذا السقوط فجاءت لتجسد للمشاهد ولعامة الناس شخصيات العظماء الذين لا يشبههم أحد ولا يتكررون أبداً لتجردها من هيبتها ومن مكانتها العالية في قلوب وأذهان الجميع وبكل بساطة في العام الماضي مسلسل الحسن والحسين سبطي الرسول عليه الصلاة والسلام والآن مسلسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا استبعد أن يأتي من يجسد دور الأنبياء والمرسلين في العام القادم وتجسيد الخليفة عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه تشويه لصورة العظماء أكثر من كونه مسلسلا يحمل حكاية مرحلة مهمة من التاريخ الإسلامي وأنا على ثقة بأن هذا الجيل سيفقد الكثير من الإجلال والاحترام الذي كان يكنه للعظماء والقدوة ليصبحوا مجرد أناس عاديين من الممكن أن نتفرج على حياتهم عبر شاشة التلفاز هكذا يبعدون أبناءنا عن الكتب التي تحمل سير الخلفاء والصحابة والصالحين والتي كانت حتى الآن تكفي لتستضيء بها الأمة بأكملها.