18 سبتمبر 2025
تسجيلاليمن الذي تعرض لحرب شرسة قاسية وعدوان أصبح اليوم يشكل جرحاً دامياً ومؤلما لكل مسلم وعربي، والناس ترى هذا البلد الفقير يواجه حرباً شرسة وإسقاط الدولة والاعتداء على سيادتها وجر المنطقة إلى صراع يستنزف طاقتها ويضرب أكبر القوى في العالم العربي والإسلامي ليتمكن النفوذ الأجنبي من بسط سيطرته على هذه المنطقة والقضاء على هويتها وهي معركة وحرب معروفة وتم الإعداد لها من جهات معادية للأمة تريد إنهاء دور القضية الفلسطينية وحرب الحضارات، لأن هناك جهات في الغرب ما زالت تؤمن بالصراع الحضاري رغم الشعارات. وفي الوقت الذي نرى تغييرا كبيرا أصبح لقضايانا في الغرب بالقدر الذي نجد فيه الغضب والحقد ضد التوجه وخوف إسرائيل من فشل دورها في إعطاء صورة قاتمة واستعطاف الغرب ضد الأمة العربية والإسلامية.للأسف اليمن كانت إحدى دول المنطقة التي تم جرها إلى حرب شرسة من عصابة، وتم استخدام الجيش فيها لقمع المواطنين. ولقد كان لدول مجلس التعاون الخليجي ممثلة بالمملكة العربية السعودية وعاصفة الحزم أعظم وأقوى خطوة لنصرة اليمن وأهله من حرب الإبادة. ولأن الأمم المتحدة كانت تلعب دورا غير منصف وضار باليمن والعرب، فقد ساعد المبعوث الدولي السابق على سقوط المدن وتولى هؤلاء مقاليد الأمور ووصلت إلى حد إقصاء الدولة وقيادتها والفئات والقبائل وممارسة أبشع أنواع الإرهاب، وتحولت اليمن إلى ولاية إيرانية مما أصبح يهدد أمن المنطقة لأن هذه الجماعة الإرهابية ومَن وراءها من إيران وحزب الله والعراق بذلوا جهوداً كبيرة وتدخلوا مباشرة بنشوة وغرور ودفعوا هؤلاء ليهددوا دول المنطقة والمملكة والبحر الأحمر والملاحة فيه. وكان الرد حاسماً قوياً بلا هوادة. ولذا نجد أن هذا الدور أعاد لليمنيين الثقة بأمتهم العربية والإسلامية مما جعل الناس تحمل صور الملك سلمان وقادة دول التحالف وأعلامها في المظاهرات.من هنا نجد أن ما قامت به منظمة التعاون الإسلامي من مبادرة كريمة وشجاعة تنم عن المسؤولية الأخوية في دعم القضية اليمنية والدعوة للمؤتمر بخصوص اليمن، كانت هذه خطوة إيجابية رائعة وكان لتحرك أمين عام المنظمة أثر كبير في نفوس أهل اليمن وهو ما أشاد به وزير الخارجية اليمني. واليمن اليوم يعلق آمالاً كبيرة على دور المنظمة في دعم اليمن للخروج من أزمته في كافة الجوانب وتضامن الدول الإسلامية معه في محنته. إن دور المنظمة في هذه المرحلة أصبح هاماً وخاصة وأن الأمين العام يولي القضايا الإسلامية اهتماماً كبيراً وحقق نجاحات كبيرة في التضامن الإسلامي والدفع بالقضايا إلى الإيجابية، وكان لخطوته في مشروع لجنة الحكماء خطوة كبيرة رائعة ويشكر عليها لأن الأمة بحاجة لمثل هذه الخطوة الهامة وهي أمل وحلم يتمناه الكثير ويراودهم تحقيقه، فجزى الله خيراً أمين عام منظمة التعاون الإسلامي ومن معه ممن قاموا بهذا الجهد الذي سيكون له أثر في نفوس المسلمين جميعاً.ما يجري اليوم يقتضي جهودا مضنية من دول العالم الإسلامي لبلد مسلم له تاريخه في خدمة القضايا الإسلامية. ولذا فإن المحاولات التي جرت لعقد جنيف بنفس الفترة ومحادثات جانبية في دول بالمنطقة أرادت منها العصابات والقوى الكبرى التي لا تريد أن ينجح العالم الإسلامي في احتواء وإنهاء النزاع باليمن وفقاً للشرعية الدستورية وفقاً للقرارات الدولية ووفقاً لقرارات مجلس الأمن. إلا أن استيعاب الجميع لما يراد له من تحديات وإشعال الحرب وإعطاء الشرعية وإنقاذ الجماعات والفئات الخارجة على الدستور وإطالة عمر الحرب جعلت رجلا حكيما مثل وزير الخارجية اليمني الموفق دائماً في جهوده أن يعول على دور المنظمة وأن يمد يده لها ويضع أمام الشعب اليمني عمل المنظمة ودولها وأمينها العام الموفق المعروف بخطواته الصامتة دون ضجيج والذي يسعى للعمل لما فيه خير الأمة. وكل يمني ومسلم وكل محب للسلام وحقن الدماء يوجه الشكر ويلهج بالدعاء لأمين عام منظمة التعاون الإسلامي وإداراته والأمناء المساعدين على دورهم في خدمة المسلمين، وسيجدون ذلك في ميزان أعمالهم، وكل الدول التي تساهم والإعلام وأهل الخير الذين يقفون مع اليمن في محنته. نسأل الله أن يكتب لهذا اللقاء النجاح وأن يساعد على خروج اليمن من محنته.